أكدت صحيفة "يديعوت آحرونوت" الإسرائيلية أن حرب السادس من أكتوبر 1973، المعروفة في إسرائيل باسم "حرب يوم الغفران"، قد غيرت رؤية الإسرائيلي للعربي تماماً وكسرت العجرفة الإسرائيلية في نظرتها للعرب. وبرهنت الصحيفة الإسرائيلية على ذلك بما جاء في أحد وثائق ويكليكس من بين مليون و700 ألف وثيقة دبلوماسية في الفترة من 1973-1976 تم نشرها أمس الأول بعد موافقة الخارجية الأمريكية، والتي تتناول برقيات كسينجر لقادة إسرائيل. وأضافت الصحيفة أن إحدى الوثائق التي تم نشرها هي برقية أرسلتها السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى واشنطن أثناء الحرب، والتي عرض فيها السفير الأمريكي في حينه "كنت كيتينج" تحليلات وتوقعات بشأن مجرى الحرب وتداعياتها، حيث أكد "كينت" أن حكومة إسرائيل كذبت على مواطنيها في الأيام الأولى للحرب ولم تمدهم بمعلومات حقيقية حول ما يحدث بميدان القتال. وتابعت الصحيفة أن السفير الأمريكي رأى في حينه أن إسرائيل هي صاحبة اليد العليا وأنها قادرة على النصر في أي وقت وبدأ يرسم سيناريوهات التدخل الأمريكي لإنهاء القتال، مؤكدة أن السفير نقل في الأيام الأولى للحرب صورة مفادها أنه يتمنى ألا تدمر إسرائيل نهائياً الجيشين المصري والسوري. وأردفت الصحيفة أن السفير الأمريكي بدأ يغير اللهجة في الأيام الأخيرة للحرب، مؤكداً في إحدى البرقيات أنه لم تتسن له الفرصة في الأيام الأخيرة للوقوف على المواقف الحقيقية للقيادة الإسرائيلية لكن الإسرائيليين الذين تحدث معهم، لاسيما ضباط الجيش، عبروا عن تغيير معين في نظرتهم للعرب في مقابل الثقة الكبيرة بالنفس لدى المصريين. ودلل السفير الأمريكي على كلامه بأن الإسرائيليين قالوا إنهم يتعين عليهم إعادة التفكير في فرضياتهم السابقة بشأن طابع العربي وجرأته وقدرته على تعلم التكنولوجيا العصرية وقدرته على التخطيط والتنسيق وكتمان الأسرار، كما أبهرتهم الاستراتيجية المصرية السورية وتعاونهما في تلك الحرب، مؤكداً أن العلاقات بين الإسرائيليين والعرب لن تصبح بعد الآن مجرد نظرة تعالي مثلما كانت في الماضي. وتابع السفير في برقية أخرى أن الإسرائيليين يتابعون بترقب شديد الأوصاف المصرية والسورية لأهداف الحرب، كما أنهم يهتمون بشدة بالتلميحات من القاهرة ودمشق بأن الهدف ليس دمار إسرائيل، إنما فقط تحرير المناطق التي احتلتها إسرائيل في عام 1967. في المقابل، أكد السفير الأمريكي أن مصر الجديدة خلال وبعد الحرب كانت أكثر ثقة بالنفس وأجبرت إسرائيل على الدخول في مفاوضات بعد تحطيمها خط بارليف من موقف قوة، متساءلاً هل مصر ستوافق على التحدث مع إسرائيل بعدما أرُهِقَتْ الأخيرة من أتون الحرب، مؤكداً أن الرد المصري على إسرائيل بشأن الدخول في مفاوضات مباشرة غيَّر الوضع تماماً.