اتهم مسؤوولون فلسطينيون المستوطنين الاسرائيليين بالتخطيط لجر الفلسطينيين لاستخدام العنف ونشر حالة من الانفلات التام، عشية تقديم طلب عضوية كاملة لدولة فلسطين في الاممالمتحدة في ايلول/سبتمبر. وقالت الدكتورة حنان عشراوي في تصريح لفرانس برس ان "المستوطنين يشكلون خطورة باعتداءاتهم المتكررة على الفلسطينيين وممتلكاتهم، هم يخططون لاستفزاز الفلسطينيين لخلق حالة عنف ووضع ينتشر فيه الانفلات التام عندنا". واضافت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير "اصبح المستوطنون اداة عنف تستخدمها الحكومة الاسرائيلية". وتابعت "من الواضح ان المستوطنين تحولوا الى ميليشيات مسلحة خارجة عن القانون تعمل ما تريد وتقوم بتصعيد ارهابها وعدوانها واستهداف الفلسطينيين الابرياء والقرى والشجر والمحاصيل من دون محاسبة او عقاب". واكدت عشراوي "عندما يحرق هؤلاء محاصيل الفلسطينيين فان الجيش الاسرائيلي يقف للدفاع عنهم ضد الفلسطينيين المنكوبين جراء ارهابهم". واشتبك مستوطنون اسرائيليون صباح الجمعة مع مواطنين فلسطينيين في قرية قصرة شمال الضفة الغربية وفقا لمصادر امنية فلسطينية وعسكرية اسرائيلية. واعتدى مستوطنون خلال الاسبوع الماضي على ثلاثة مساجد وعلى جامعة في الضفة الغربية وكتبوا عبارات مسيئة على الجدران. وجاءت الاعتداءات كرد على قيام رجال شرطة وجنود اسرائيليين الاسبوع الماضي بهدم ثلاثة منازل في مستوطنة رمات ميغرون العشوائية. وتنوي السلطة الفلسطينية تقديم طلب عضوية كاملة الى الاممالمتحدة في 20 ايلول/سبتمبر. وتتوقع السلطات الاسرائيلية قيام موجة تظاهرات وعنف في الضفة الغربيةالمحتلة دعما لهذا التوجه. وقالت عشراوي "لا يوجد عندنا برنامج عنفي. برنامج العنف هو لدى المستوطنين والحكومة الاسرائيلية التي اخذت على عاتقها تدريبهم وزيادة اسلحتهم واعطتهم تصاريح للقتل". وكان متحدث عسكري اسرائيلي اكد لفرانس برس ان "الجيش الاسرائيلي يدرب المسؤولين الامنيين في المستوطنات اليهودية على مواجهة كل السيناريوهات الممكنة" بعدما نشرت صحيفة هارتس معلومات مفادها ان "الجيش يقوم بتدريب المستوطنين على الاسلحة وقنابل الغاز". ويملك غالبية المستوطنين اسلحة فردية وخصوصا مسدسات او اسلحة رشاشة معدة للدفاع عن المستوطنات وموضوعة في مخازن للاسلحة. واضرم مستوطنون فجر الخميس النار في ثلاث سيارات لفلسطينيين في قرية بيت فوريك شرق مدينة نابلس عبر صب مواد سريعة الاشتعال ما ادى الى احتراقها بالكامل بحسب شهود عيان. من جهته، اورد مسؤول ملف الجدار والاستيطان في الضفة غسان دغلس ان عدد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة ازداد هذا العام بحيث بلغ 278 اعتداء في حين بلغ العام الفائت 208 اعتداءات. واعربت الناشطة الاسرائيلية حاغيت عفران من حركة "السلام الان" عن قلقها من ارتفاع اعمال العنف من جانب المستوطنين، وقالت لفرانس برس "هذا مقلق ونامل ان تتدخل الحكومة (الاسرائيلية) وتمنع مثل هذه الاعمال". ونقلت صحيفة هآرتس الثلثاء عن التحليلات الاخيرة لجهاز الاستخبارات الداخلية (شاباك) ان "المستوطنين في الضفة المحتلة يقيمون خلايا خطيرة ويعملون بشكل سري وينفذون اعمالا انتقامية ضد الفلسطينيين وانتقلوا ايضا الى تهديد نشطاء السلام اليهود". واضافت الصحيفة بحسب مصادر استخباراتية ان "اليمين المتطرف انتقل من العمل المكشوف والاعتداء على الفلسطينيين ضمن سياسة +دفع الثمن+، الى العمل بشكل سري من خلال جمع المعلومات عن الاماكن التي يقوم المستوطنون بمهاجمتها والاعتداء عليها، مثل حرق المساجد والسيارات والقضاء على اشجار الزيتون". وجاء في التقرير ان "متطرفي اليمين يراقبون القرى التي يهاجمونها ويجمعون المعلومات حول طرق الهرب من القرى الفلسطينية"، مضيفا "الحديث يدور عن خلايا ارهابية منظمة بشكل جدي لا تستطيع اجهزة المخابرات اختراقها". من جهته قال محافظ نابلس جبريل البكري لوكالة فرانس برس "هناك نحو 30 بؤرة استيطانية في محيط نابلس وما يقومون به من حرق واعتداءات على المواطنين والمحاصيل والسيارات ليس وليد اللحظة، لكن نشاطاتهم الاخيرة تدل بوضوح على انهم يريدون جر الفلسطينين الى مربع العنف والمواجهات". واضاف البكري "لاول مرة يطلق المستوطنون في شعاراتهم وهتافاتهم +لا للدولة الفلسطينية+ و+لن تقوم قائمة للدولة الفلسطينية طالما نحن على هذه الارض+ وغيرها من شعارات عدائية تحتوي على كراهية للعرب والمسلمين". واشار الى ان "هناك تصعيدا واضحا من قبلهم في نابلس والخليل، فمدينة نابلس تعتبر بوصلة الفلسطينيين فاذا ما انطلقت منها الشرارة فان الوضع بالضفة الغربية سينفجر". وتابع "قمنا بتشكيل لجان شعبية ولجان حراسة في القرى والاماكن التي قد يهاجمها المستوطنون، تعمل على صد الاعتداءات، فمن حق الناس ان تدافع عن ارضها وبيوتها ومحاصيلها". ولفت الى انه "بعد حرق مسجد قصرة تجمع نحو 30 مستوطنا للهجوم على البلد وعندما ادركوا ان اهل القرية متيقظون هربوا ولم يحضر الجيش الا بعد هروبهم". واضرم مستوطنون الاسبوع الماضي النار في مسجد قرية قصرة جنوب نابلس وحطموا النوافذ وكتبوا عبارات مهينة للنبي محمد على الجدران. وقال البكري "عندما نناقش موضوع المستوطنين مع الادارة المدنية لا يجيبون وفي بعض الاحيان يعربون عن استيائهم ويقولون ان ملفاتهم عند الشرطة التي تحتاج الى ادلة وبراهين".