تحول محيط المركز العام للإخوان بالمقطم، صباح أمس، إلى ثكنة عسكرية، وكثفت وزارة الداخلية من تأمينها له، ودفعت ب12 سيارة أمن مركزى، و5 مدرعات، وطوقت المكان، مع الدعوات التى أطلقتها قوى سياسية للتظاهر، أمس، أمام مكتب الإرشاد، اعتراضا على الاعتداء على المتظاهرين والصحفيين، فيما انتشر المئات من شباب الإخوان من حلوان ومصر القديمة والمقطم، داخل المقر لحمايته. ورصدت «الوطن» حضور نحو 50 شخصا يشبهون البودى جاردات، وجرى تسكينهم داخل حجرة تقع جانب الباب الخلفى للمقر، فيما بدأت قيادات إخوانية فى إطلاق مبادرات داخل التنظيم للاعتذار للصحفيين والتحقيق مع عدد من شباب الإخوان وحراس المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد، الذين سجلت كاميرات القنوات الفضائية وقائع اعتدائهم على النشطاء والصحفيين، وسط حالة انقسام داخل التنظيم بشأن الاعتذار والتحقيق. وقال قيادى بارز فى «الإخوان» ل«الوطن»: «هناك تقارير رفعت إلى مكتب الإرشاد ترصد وضع الساعات الماضية، وأوصت بضرورة الاعتذار للصحفيين، وإصدار بيان تقول فيه الإخوان إنها تحقق مع أعضائها المتورطين، لتمتص غضب المحتجين والصحفيين»، موضحاً أن هذا الأمر سيجرى حسمه فى اجتماع مكتب الإرشاد اليوم. من جانبه، قال ياسر حمزة، عضو اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة: «الإخوان لن تحقق مع الشباب الذين اعتدوا على المحتجين أمام الإرشاد لأنهم كانوا فى حالة دفاع عن النفس ضد من حاول الاعتداء على المقر، ومن حقهم الدفاع عن المقر حال غياب الشرطة عن تأمين المكان». وكان ياسر محرز، المتحدث باسم الإخوان، نفى على الهواء، مساء أمس الأول، أن يكون الصحفيون الذين وجدوا أمام مقر الإخوان لتغطية الأحداث شاركوا فى الاعتداء على المقر العام للإخوان، وشدد على احترام التنظيم لهم. فى سياق متصل، أطلق المهندس أسامة سليمان، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، مبادرة لم شمل للقوى السياسية من جديد، ودعا إلى حوار شعبى يمثل جميع الأطياف الشعبية والسياسية من بينها النقابات والأحزاب والشخصيات المستقلة ورموز الإعلام تحت عنوان «عودة الثقة» بعد موقعة المقطم. وقال سليمان ل«الوطن»: «الحوار لا يجب أن يكون فى خلفيته شروط ومطالب معينة، والهدف منه عودة الثقة بين أطراف العملية السياسية ثم الاتفاق على نقط التقاء توضع من خلالها خريطة سياسية جديدة، على أن يدير الحوار شخصيات مستقلة غير محسوبة على معسكر معين من أطراف الأزمة». وأضاف أن البعض يحاول الترويج للتظاهرات الموجودة الآن على أنها «ثورة ثانية» على خلاف الحقيقة، مشددا على ضرورة توقف القوى السياسية عن فكرة إعطاء الغطاء السياسى للبلطجية. نقلا عن الوطن