كشفت صحيفة الديلي تليجراف البريطانية النقاب عن أن الأقلية المسيحية في مصر تشهد حالة من الفرار الجماعي من البلاد إلى الخارج بعد سيطرة الإسلاميين على سدة الحكم في البلاد، حيث غادرها شخصيات مسيحية بارزة بجانب المئات من المسيحيين. ونشرت الصحيفة تقرير للكاتب "ريتشارد سبنسر" جاء فيه إن الكنائس القبطية في الولاياتالمتحدة تقول إنها بدأت توسع نشطاها لتواكب الاعداد الكبيرة القادمة من مصر، حيث يتحدث القساوسة في القاهرةوالاسكندرية عن مناخ جديد من الخوف وانعدام اليقين. وأضافت إن قساوسة وشخصيات بارزة في أوساط الاقباط في مصر وعشرات الآلاف من المسيحيين المصريين يغادرون مصر بعد الثورة وتولي الاسلاميين مقاليد الحكم في البلاد، ونقلت الصحيفة عن الاب "مينا عادل" من كنيسة القديسين في الاسكندرية قوله :إن"الاقباط خائفون.. اعداد ليست قليلة تغادر البلاد إلى الولاياتالمتحدة وكندا واستراليا والعشرات من هذه الكنسية فقط يحاولون الخروج". وتابع إن كنيسة القديسين لها مكان بارز في الربيع العربي، حيث تعرضت لهجوم ليلة راس السنة عام 2010 فيما يعد اسوأ هجوم طائفي في مصر منذ عقود، وأنه بعد هذا الهجوم نظم مسلمون احتجاجات اعرابا عن تضامنهم مع الاقباط وحملوا لافتات رسم عليها الهلال مع الصليب، وحمل الكثير من المتظاهرين في ميدان التحرير في ثورة 2011 لافتات مماثلة. وأوضحت الصحيفة إن فوز الاخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية والرئاسية بدل الاحوال، خاصة وأن اكبر الاحزاب المعارضة هو حزب النور السلفي، الذي يريد تطبيق الشريعة الاسلامية في مصر، وإن الرئيس محمد مرسي تعهد باحترام حقوق الاقباط، ولكن الكثير من قادة الاخوان ورجال الدين وجهوا اتهامات للمسيحيين في البلاد بالضلوع في مؤامرة لاسقاط الحكومة. كما ان الموافقة على الدستور الجديد، الذي يبرز دور الشريعة الاسلامية زاد من خوف الاقباط. وشددت الصحيفة على أن عدد الاقباط الذين غادروا مصر عام 2011 يقدر بمائة الف، سافر نحو 40 الفا منهم إلى الولاياتالمتحدة، مشيرا إلى أن عدد الاقباط يقدر بما بين ستة وثمانية ملايين، وان الهجرة ليست خيارا بالنسبة للكثير منهم، والكثير منهم يقولون إن المخاوف من الاسلاميين اكبر حتى الان مما يحدث على ارض الواقع، فمعظم المسيحيين هم من الفقراء ويعانون من الأزمة السياسية والاقتصادية.