أقامت شركة بيت الحكمة للثقافة والإعلام بالصين، المعرض الثقافي المصري بمناسبة مشاركة مصر كضيف شرف لمعرض الصين والدول العربية الذي يعقد في منطقية نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بالصين، والذي يعد أكبر فعالية تجارية اقتصادية ثقافية بين الصين والدول العربية، وتنظمه الصين بشكل دوري كل عامين وتختار في كل دورة دولة عربية لتكون ضيف الشرف . وبمناسبة انعقاد الدورة التاسعة لمعرض الزهور العالمي بحديقة الزهور في مدينة ينتشوان حاضرة منطقة نينغشيا، ومن خلال الاتفاقية الموقعة بين هيئة المعارض المصرية وهيئة معارض نينغشيا أن تقوم حكومة نينغشيا ببناء معرض دائم لمصر داخل حديقة الزهور الصينية كهدية صينية لمصر بتكلفة صينية . وقد شرفت شركة بيت الحكمة للثقافة والإعلام بالصين أن تكلف بتصميم وتنفيذ وإدارة هذا الجناح الذي يعد أكبر نافذة ثقافية لمصر بالخارج، وذلك تحت إشراف عام من سفارة مصر بالصين ومتابعة المكتب الثقافي المصري بالصين، وقد استغرق تصميم وتنفيذ وتجهيز الجناح حوالي شهرين ودعت لها بيت الحكمة العديد من الخبراء والمختصين من الصين ومصر، وبذلت بيت الحكمة الكثير من الجهود العينية والمادية ليخرج المشروع للنور. وقد تأسست شركة بيت الحكمة للثقافة والإعلام بالصين في سبتمبر عام 2011، وتعمل بشكل رئيسي في مجال التبادل الثقافي بين الصين والدول العربية في كل مجالاته، ويضم داخل الصين، شركة بيت الحكمة للثقافة والإعلام، ومركز بيت الحكمة للتدريب والترجمة، وشركة بيت الحكمة للتبادل الثقافي عبر الإنترنت، وشركة "رنتشي" للإبداع الثقافي (شراكة مع مؤسسة تايوانية)، وشركة "إيمو" للإنتاج الثقافي المرئي، وخارج الصين تمتلك شركة بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية بمصر، كما افتتحت المؤسسة مؤخرا فرعين بكل من الإمارات والمغرب. يقع المعرض الثقافي المصري بالصين على مساحة 4500 متر مربع داخل حديقة الزهور بمدينة ينتشوان وتتبع هيئة الحدائق بالمدينة، ومساحة البناء به تبلغ 2200 متر مربع مقسمة إلى ثلاثة أجنحة كل جناح يتكون من طابقين، وقد التزم بيت الحكمة للثقافة والإعلام في تصميمها وتنفيذها للمعرض مبدأ عرض الثقافة المصرية الحقيقية تحت شعار "مصر الجميلة"، والثلاثة أجنحة التي يضمها المعرض مقسمة إلى ست قاعات أكبرها القاعة الرئيسية، وتبلغ مساحتها 400 متر مربع وتضم تمثالين لرمسيس الثاني يبلغ ارتفاعهما ستة أمتار ونصف وعرضهما خمسة أمتار ونفذهما نحات صيني شهير جدا دعاه بيت الحكمة خصيصا، واعتمد في تصميمهما على مشاهداته خلال زيارته لمصر وعلى آراء مختصين دعاهم بيت الحكمة . وهناك أيضا في القاعة الرئيسية شاشة دائرية بعرض سبعة أمتار تعرض أفلاما ثلاثية الأبعاد عن مصر الجميلة تعاونت فيها بيت الحكمة مع المكتب السياحي المصري ببكين ومختصين في الترويج السياحي، وأيضا الحائط متعدد الوسائط الذي يحكي قصة الحضارة المصرية عن طريق أحدث التقنيات، حيث يقوم الزائر بلمس أي جزء من الجدار فيقوم بعرض مقطع كارتوني يتضمن الصوت والشرح . وفي القاعة الرئيسية أيضا حائط العلاقات المصرية الصينية الذي يحكي بالصور تاريخ العلاقات الطيبة بين البلدين خلال ستين عاما، ويضم أهم الأحداث والفعاليات التي تضمنها تاريخ العلاقات المصرية الصينية، وفي القاعة الرئيسية أيضا حائط الحزام والطريق الذي يضم كلمات لشخصيات مصرية رسمية وغير رسمية تتحدث عن العلاقات المصرية الصينية ومبادرة "الحزام والطريق" الصينية، ومنهم السفير المصري بالصين ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات والمستشار الثقافي المصري، ومدير عام مؤسسة بيت الحكمة التي تنفذ وتدير المشروع. وبالوصول للدور الثاني من القاعة الرئيسية نجد قاعة التاريخ المصري التي تبلغ مساحتها 400 متر مربع وتتكون من ثلاثة أقسام، القسم الأول يضم مستنسخات للآثار المصرية أهمها كرسي عرش توت عنخ آمون وتماثيل فرعونية صممها أكبر فريق للمستنسخات المصرية في العالم تعاقدت معهم بيت الحكمة وهي مؤسسة "وايز يونيكورن" الصينية، وتحكي جدران هذا القسم مراحل التاريخ المصري وقصة الحضارة المصرية، وفي القسم الثاني لهذه القاعة يوجد عرض الصوت والضوء بالرمال المتحركة الذي يضم عرضا لتاريخ القاهرة الكبرى بالصوت والصورة والإضاءة في مزج بين المحتوى المصري والتقنيات الصينية تعاونت فيه شركة بيت الحكمة مع أكبر شركة لتقنيات المعارض في بكين "تشي تشينغ" والتي صممت من قبل عروضا دولية كبيرة في العالم، والقسم الثالث من القاعة يضم مراحل التاريخ المصري ما بعد الفرعوني ويركز على الفترات الرومانية واليونانية، والحكم العثماني ومصر الحديثة، عبر مجموعة كبيرة من المستنسخات عالية الدقة والشرح بالصوت والصورة. والجناح الثاني يتكون أيضا من طابقين مساحة كل طابق 320 مترا مربعا، ويضم الدور الأول العديد من الأقسام منها حائط مصر الجميلة والذي يعرض صورا قدمتها الهيئة العامة للاستعلامات وهي الصور الفائزة في مسابقات الهيئة للتصوير، وبجانبه يوجد حائط الصين بعين مصرية ويضم صورا التقطها خصيصا مصريون عاشوا في الصين وأغلبها من تصوير المرشد السياحي المصري محمد هلال، وفي الحائط المقابل هناك عرض "مصر بعيون صينية" ويضم صورا رسمها أطفال صينيون بعد زيارتهم لمصر، وفي نفس القاعة هناك حائط المستنسخات المصرية والحلي والجواهر المصرية القديمة ويضم 220 قطعة بديعة الصنع تضم قطعا صممها ونفذها فنانون من مصر وتم إحضارها من مصر خصيصا للعرض داخل المعرض، وأخيرا تضم هذا القاعة معرضا زجاجيا يضم 12 من التماثيل كبيرة الحجم وبديعة الصنع، بالإضافة إلى المشغولات النحاسية التي أبدعها فنانون من مصر القديمة وحي الجمالية تحديدا. والطابق الثاني للجناح الثاني يضم قاعة متعددة الأغراض والتي ستكون مكانا دائما لعقد الاجتماعات والفعاليات الثقافية وتتسع ل150 شخصا وبها مسرح مجهز للعروض الفنية تنوي بيت الحكمة أن تنظم فيه فعالية فنية مصرية شهريا بالتعاون مع المكتب الثقافي المصري ببكين ووزارة الثقافة المصرية. أما الجناح الثالث فيتكون من طابقين مساحة كل طابق 320 مترا مربعا ويضم الطابق الأرضي مقهى مصري يعرض الفنون المصرية ويقدم المشروبات المصرية التقليدية ويعرّف الضيوف الصينيين بثقافة الأكل والشراب في الصين والعادات الشعبية ويتيح فرصة التعرف على حياة المصريين لكل ضيف صيني، والطابق الثاني من هذا الجناح يضم قاعة الاستقبال لكبار الزوار والتي قام بتصميمها فنانون من مصر وفرشت بسجاد نفذته خصيصا شركة النساجون الشرقيون المصرية وهو مخصص لاستقبال كبار الزوار وعقد اللقاءات الرسمية. وخارج الثلاثة أجنحة الرئيسية توجد مساحة العرض المفتوح والتي تدمج بين الزهور وفنون البستنة والحضارة المصرية ومنها مسلة فرعونية بارتفاع ستة أمتار، وتمثال لأبو الهول بطول ثلاثة أمتار وغيرها، كما أن المباني من الخارج مصممة على الطراز الفرعوني القديم واستخدمت بها اللغة المصرية القديمة وطراز بناء المعابد المصرية وكل الأعمدة تحاكي أعمدة معبد الأقصر. وإجمالا يضم المعرض الثقافي المصري الذي نفذه بيت الحكمة للثقافة والإعلام حوالي 300 لوحة بردي رسمت يدويا في مصر وتم نقلها للصين وتحكي قصة الحضارة المصرية القديمة، ويضم 400 قطعة من مستنسخات فرعونية دقيقة التصميم وتعج بالتفاصيل، كما يضم أكثر من 60 قطعة نحاسية مصرية، وبالنسبة للإضاءة فقد صممت خصيصا على الطراز العربي القديم وتضم 77 قطعة بين نجفة سقف وإضاءة حوائط وغيرها. ومن المتوقع أن يزور المعرض الثقافي المصري الذي تديره أيضا بيت الحكمة حوالي 20 ألف زائر صيني يوميا، كما ستقام به عروض فنية مصرية بشكل شهري ويعرض به فيلم وثائقي عن مصر بشكل دوري. وقد توسع بيت الحكمة في أعماله التي تستهدف في المقام الأول أن تكون منصة مهمة ومؤثرة للتعاون الثقافي الصيني العربي، حيث يعمل حاليا في عدة مجالات ثقافية هي: النشر والترجمة وتجارة حقوق النشر، وأفلام الرسوم المتحركة والبرامج والأفلام الوثائقية وحقوق البث، وبنوك المعلومات الرقمية، وتجارة الكتب الإلكترونية، والتحويل الرقمي، وإنشاء أكبر موقع ترجمة بين الصينية والعربية في العالم، والمعارض والمؤتمرات، والتدريب والتأهيل والدورات التدريبة في كل مجالات اللغة، وكذلك الصناعات الثقافية الحديثة، وتطوير مجال الصناعات الثقافية في الوطن العربي استنادًا على الخبرة الصينية.