قالت مصادر دبلوماسية ان منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) نددت بسوريا أمس الخميس بسبب الحملة التي تشنها على الانتفاضة المستمرة منذ عام لكنها لم تصل الى حد الاستجابة لمطالب بعض الدول العربية والغربية بطردها من لجنة حقوق الانسان. وانتخب المجلس التنفيذي للمنظمة سوريا لعضوية لجنتين تابعتين لليونسكو في نوفمبر تشرين الثاني من بينهما لجنة مختصة بتقييم انتهاكات حقوق الانسان. وسعت دول غربية وعربية غاضبة بسبب وجود سوريا في اللجنة من اجل استبعادها بعد اعمال العنف التي شهدتها البلاد. لكن القرار الذي اطلعت عليه رويترز وقدمته السعودية وتونس وبريطانيا والدنمرك ودول اخرى لم يستبعد دمشق من هذه اللجنة الهامة. وانتقدت واشنطن ودعاة حقوق الانسان تجاهل المنظمة لهذا المطلب. وقال السفير ديفيد كيليون ممثل الولاياتالمتحدة الدائم في اليونسكو "الولاياتالمتحدة تشعر بخيبة امل شديدة لأن هذا القرار لم يدع إلى استبعاد سوريا تماما من لجنة المعاهدات والتوصيات وهو امر دعونا إليه مرارا." ووصف هيليل نوير المدير التنفيذي لمنظمة يونايتد نيشن ووتش التي كانت تدعو لاستبعاد سوريا القرار بأنه فضيحة. وقال "ابقاء اليونسكو على الاسد في لجنة حقوق الانسان بينما يقتل نظامه شعبه بلا رحمة هو ببساطة امر لا أخلاقي ولا يمكن تبريره وهو اهانة للضحايا في سوريا." وانتقد القرار دمشق "بسبب الانتهاكات المستمرة والواسعة والممنهجة لحقوق الانسان والحريات الأساسية من جانب السلطات السورية." وادانة اليونسكو في حد ذاتها خطوة مهمة للوكالة التي نادرا ما توجه التوبيخ لعضو من اعضائها. وقال مصدران ان 35 دولة وافقت على القرار ورفضت القرار ثماني دول وامتنعت 14 دولة عن التصويت في حين غاب وفد واحد. وتقدر الأممالمتحدة أن اكثر من 7500 مدني قتلوا خلال الحملة التي يشنها الرئيس السوري بشار الأسد على الانتفاضة الشعبية. ومن جانبها تقول دمشق ان "ارهابيين" يتلقون دعما من الخارج قتلوا اكثر من 2000 من قوات الشرطة والجيش السوري. ودعا سفراء من بينهم سفراء الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا وقطر والكويت في ديسمبر كانون الاول إلى مناقشة الموقف في سوريا في المجلس التنفيذي لليونسكو الذي يضم 58 دولة. وحاولت روسيا الاسبوع الماضي اعاقة هذه الخطوة ويبدو انها نجحت في اقناع الدول الاعضاء بتخفيف لهجة القرار. وتعكف الولاياتالمتحدة على طرح مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يظهر وحدة القوى الدولية ويحذر الاسد من مخاطر انتهاء الدعم الذي يلقاه. واعاقت روسيا والصين محاولتين سابقتين لادانة سوريا. واوضحت روسيا انها لا تنوي تغيير موقفها فيما يتعلق بسوريا - وهو ما اثار انتقادات قوية من الغرب - وقالت انها لا تنوي دعم مشروع القرار الامريكي دون اجراء تعديلات عليه.