اتفق كل من حزب العمل والليكود على أن يكون شهر مارس (اذار) من العام المقبل هو الشهر الذي ستجرى فيه الانتخابات التشريعية المبكرة. وذكرت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية أن اتفاق الحزبين جاء استعداداً لنشر التقرير النهائي للجنة «فينوجراد» التي حققت في اخفاقات الجيش في حرب لبنان الاخيرة، الذي من المتوقع أن يدعو الى استقالة اولمرت. واشارت الصحيفة الى أن وزير الدفاع رئيس حزب العمل ايهود باراك سيشرع في اجراء اتصالات مكثفة مع بقية قادة الأحزاب الممثلة في البرلمان للاتفاق على موعد محدد لإجراء الانتخابات. وتعهد باراك لقادة حزبه أنه ليس وارداً لديه أن ينكث بعهده ويتراجع عن فكرة حل حكومة اولمرت في اعقاب صدور تقرير لجنة «فينوجراد». وفي خطاب أمام اللجنة المركزية للحزب، شدد باراك على أن تعهده بالانسحاب من الحكومة لا يزال على حاله. وقال: «موقفي في موضوع فينوغراد هو موقف حزب العمل، وهو ساري المفعول. نحن نستعد لمعركتين انتخابيتين في 2008، عامة وبلدية على حد سواء». ومن اجل تحسين فرصه بالفوز في الانتخابات المقبلة، اقدم باراك مؤخراً على تعيين خبير العلاقات العامة الداد ينيف رئيسا لمقر قيادة حزب العمل. يذكر أن ينيف، كان المحرك والدماغ خلف حملة باراك التي ادت الى فوزه برئاسة حزب العمل في عام 1998. من ناحيتها نقلت الصحف الاسرائيلية عن مقربي نتنياهو قولهم إنه مرتاح لاجراء الانتخابات في هذا الموعد. وقالت صحيفة «معاريف» نقلا عن احد مقربي نتنياهو: «حكومة اولمرت هي مثل شركة تجارية من دون مدير عام توجد في جمود وفوضى. لا شيء يسير كما ينبغي. يجب وباسرع وقت، اختيار مدير عام جديد والانطلاق على الدرب». وأشارت الصحف الاسرائيلية الى أن التنافس سينحصر بين حزبي العمل والليكود في حين أن حزب «كاديما» الحاكم الذي يسيطر على اكبر عدد من المقاعد في الكنيست الحالية سيتحول الى حزب هامشي بعد الانتخابات القادمة بسبب فشل قيادة الحزب ممثلة باولمرت في حرب لبنان الى جانب تورط اولمرت وعدد من كبار وزرائه في قضايا فساد خطيرة. من ناحية ثانية قال التلفزيون الإسرائيلي إن باراك يأمر بتكثيف عمليات التوغل في عمق قطاع غزة واعتماد سياسة قمعية ضد الفلسطينيين من أجل تحسين فرصه بالفوز برئاسة الوزراء في الانتخابات القادمة. واشار التلفزيون الى أن اولمرت يعي حقيقة الدوافع التي تحرك باراك لكنه غير قادر على لجمه لحاجته إليه في ظل الانتقادات التي توجه إليه على اعتبار أنه يفتقد الخبرة في المجال العسكري. واكد التيلفزيون أن باراك يحاول استغلال وجوده في منصب وزير الدفاع من أجل تعزيز شعبيته في مواجهة زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو. وأظهرت استطلاعات الرأي العام التي نشرتها الصحف الاسرائيلية أن رهان باراك كان في محله إذ أن نتائج هذه الاستطلاعات اظهرت أنه استطاع تقليص الفرق بينه وبين نتنياهو بشكل واضح إذ حسب استطلاع الرأي العام الذي اجرته صحيفة «يديعوت احرنوت»، اوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً حصل نتنياهو على 42%، في حين حصل باراك على 34%، مع العلم أن نسبة التأييد لباراك قبل عدة اشهر لم تتجاوز العشرة بالمائة. وتشير وسائل الاعلام الإسرائيلية الى أن باراك يريد أن يعرض نفسه ك«سيد الأمن»، القادر على حل المشاكل الأمنية الخانقة التي تواجه اسرائيل. ومن ناحية ثانية فإن حزب «كاديما» يعد العدة لمنع اجراءانتخابات جديدة. وحسب «هارتس» فإن الحزب يدرس ضم حزب «يهدوات هتوراة» المتزمت للحكومة ومنحه حقيبتين وزارتين وذلك في حال بادر باراك الى سحب حزب العمل من الحكومة. واشارت الصحيفة الى انه في حال انضم «يهدوت هتوراة» للائتلاف فإنه عندئذ سيرتكز على تأييد 62 نائب الامر الذي يعني أن هذا الائتلاف يتمتع بغالبية تمكنه من مواصلة الحكم.