قال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت يوم الاربعاء ان أولمرت يعتزم تنفيذ توصيات لجنة التحقيق الرسمية في اسلوب ادارة حرب لبنان عام 2006. واعتبر تقرير لجنة التحقيق الاسرائيلية الذي نشر الاربعاء ان حرب لبنان صيف 2006 شكلت "اخفاقا كبيرا وخطيرا". وقال بيان مكتب اولمرت يأخذ النتائج التي توصلت اليها لجنة فينوجراد مأخذ "الجد الكامل" وان حكومته ستبدأ في الايام القادمة "عملية تنفيذ التوصيات" الواردة في التقرير النهائي للجنة. وفاز أولمرت بدعم متباين ولكنه حيوي يوم الاربعاء من تقرير رسمي بشأن تصرفه ابان الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان عام 2006 مما خفف الضغوط المفروضة عليه كي يستقيل. وأشار أوفيد يحزقيل المسؤول بالحكومة الى أن أولمرت تقبل النقد ولكنه لا يعتزم الاستقالة. وقال "ان تحمل المسؤولية يعني البقاء والتحسين والاستمرار في القيادة على الطريق الى الامام" وجاء في التقرير الذى تلاه رئيس لجنة التحقيق الياهو فينوجراد "ان هذه الحرب شكلت اخفاقا كبيرا وخطيرا (...) لقد كشفنا وجود ثغرات خطيرة على اعلى مستويات الهرمية السياسية والعسكرية" معتبرا ان العملية البرية التي شنها الجيش الاسرائيلي داخل الاراضي اللبنانية خلال الايام الاخيرة من الحرب "لم تحقق اهدافها". واضاف التقرير "ان الدخول في الحرب من دون وضع استراتيجية للخروج شكل ثغرة خطيرة" مشيرا الى ان "ادارة الحرب كانت متعثرة على المستويين السياسي والعملاني وخصوصا على مستوى القوات البرية". وتابع التقرير ان "اللجنة تجنبت تحميل مسؤوليات شخصية الا ان هذا لا يعني انها غير موجودة". كما اشارت اللجنة الى تحقيق نجاحات عسكرية وحصول اعمال بطولية وشجاعة من قبل الجنود على الارض خصوصا من قبل سلاح الجو. واعتبر التقرير ايضا ان "الجيش اخفق في ادارته للحرب ولم يقدم للقيادة السياسية نتائح يمكن الاستفادة منها على المستوى السياسي" موضحا ان الجيش لم يتمكن من وقف اطلاق صواريخ حزب الله على اسرائيل. وكان القاضي المتقاعد فينوجراد الذي يترأس لجنة التحقيق سلم اولمرت نسخة من التقرير الذي يتالف من 600 صفحة استنادا الى 74 شهادة قدمها مسؤولون سياسيون وعسكريون وخبراء. ولا يدعو التقرير صراحة الى استقالة اولمرت الذي كان التقرير الاولي الذي صدر الربيع الماضي اشار الى مسؤوليته عن اخفاقات الحرب في لبنان. كما تسلم وزير الدفاع الحالي ايهود باراك نسخة من التقرير. من ناحية اخرى ، قالت مصادر سياسية لرويترز ان معاوني رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت قالوا انهم "راضون" عن التقرير النهائي للجنة التحقيق في الحرب التي وقعت في عام 2006 بين اسرائيل وحزب الله الذي قدم الاربعاء. وفى وقت سابق رفض رئيس الوزراء الاسرائيلى ايهود اولمرت اجراء انتخابات مبكرة الاربعاء قبل ساعات من اصدار لجنة التحقيق تقريرها النهائى بشأن حرب لبنان التي استمرت 34 يوما خلال صيف 2006 من المتوقع ان يواجه اولمرت عاصفة من الانتقادات كما يواجه تدنيا فى شعبيته يضطر للتخلى عن سلطاته وخسر رئيس الاركان الاسرائيلى و وزير الدفاع منصبيهما بالفعل العام الماضي بسبب ما اعتبره كثيرون انهيارا إسرائيليا في مواجهة حزب الله في لبنان بعد أن أسر مقاتلو الحزب جنديين إسرائيليين وقتلوا ثمانية في اشتباكات على الحدود. وخلافا للتقرير المؤقت الذي صدر في أبريل الماضي ستركز النتائج النهائية على الأيام الأخيرة للحرب التي استمرت شهرا عندما أمر أولمرت بشن هجوم بري مكلف رغم أن العمل كان جاريا في الأممالمتحدة للإعداد لهدنة تنهي حربا أودت بحياة 900 مدني لبناني و300 مقاتل. وأوضح أولمرت أنه يريد البقاء في السلطة ولا يوجد منافس واضح رغم أن استطلاعات الرأي أظهرت افتقاره للشعبية ويصر أولمرت على أنه تحرك بالفعل لتنفيذ التوصيات الأولى للجنة التحقيق. ولا يمكن للجنة أن توصي باستقالة أولمرت أو غيره ولكن رئيس الوزراء يمكنه توقع كلمات قاسية من اللجنة المكونة من خمسة أعضاء في مؤتمر صحفي. ويخطط سياسيون معارضون وأقارب 159 إسرائيليا قتلوا في الحرب غالبيتهم من الجنود لتنظيم مظاهرات في وقت لاحق من هذا الأسبوع. و يأمل خصوم أولمرت أنها قد تدفعه للخروج من السلطة حيث يأتي التهديد الأكبر لأولمرت من شركائه في حزب كاديما . وكانت تسيبي ليفني نائبة زعيم الحزب ووزيرة الخارجية طالبت أولمرت بالاستقالة بعد صدور التقرير المؤقت في أبريل، لكنه بقي في منصبه كما بقيت هي في منصبها. وقد تتوقف أمور كثيرة على وزير الدفاع إيهود باراك زعيم حزب العمل الشريك الرئيسي في حكومة أولمرت الائتلافية. ويعتقد بعض أعضاء حزب العمل أن باراك وعد اثناء تنافسه على زعامة الحزب في الصيف الماضي بأنه سينسحب من الحكومة إذا أدانت لجنة فينوجراد رئيس الوزراء. ولكن المراقبون يرون ان باراك الجنرال المتقاعد ورئيس الوزراء الأسبق الذي عاد فقط للحياة العامة في سبتمبر الماضي لن يخاطر بخوض انتخابات مبكرة أمام حزب ليكود بزعامة نتنياهو قبل أن تتاح له أشهر قليلة على الأقل يعيد بناء قاعدة تأييده. ويعتبر سيناريو إجراء انتخابات مبكرة هو اسوأ سيناريو لحزب كاديما الذي لم يتشكل إلا في عام 2005 على يد أرييل شارون وحل محله اولمرت.