فى تجربه تعد الاولى من نوعها ، قام عالم ألماني بتركيب أجهزة إرسال لاسلكية دقيقة على ظهور النحل الاستوائي ، لمراقبة تلك الحشرات في تلقيحها للأزهار ، حيث تقدم الدراسة التى اجراها رؤى جديدة ومذهلة بشأن المسافات الطويلة التي يقطعها النحل في رحلة البحث الأبدية عن رحيق الأزهار النادرة في بنما. كما قدمت الدراسة رؤى جديدة للباحثين بشأن دور النحل في المنظومات البيئية بالغابات الاستوائية ، وقام العلماء ، الذين يعملون في بنما ، باصطياد 17 نحلة من النوع السائد لنحل الأوركيد ، وهو "اكسيرايتي" ، وتركيب جهاز إرسال لا سلكي يزن 300 مليجرام على ظهر كل منها ، واستخدمت الإشارات التي ترسلها تلك الأجهزة في تعقب حركات النحل داخل الغابات الكثيفة ، التي يعيش بها وحولها. يقول الأستاذ الجامعي مارتن ويكيلسكي من معهد "ماكس بلانك" لعلم الطيور في ألمانيا "عن طريق تتبع الإشارات اللاسلكية ، اكتشفنا أن ذكور نحل الأوركيد قضت معظم أوقاتها في أماكن صغيرة وسط الغابة ، لكنها يمكن أن تطير لزيارة أماكن أخرى أبعد ، وعبر أحد ذكور النحل طرق الملاحة البحرية بقناة بنما ، ليطير مسافة خمسة كيلومترات على الأقل ، ثم عاد بعد بضعة أيام". وقد تبين أن بعض النحل المتلون الذي يتغذى على رحيق أزهار الأوركيد (نبات السحلبية) ، وهو نحل يغلب عليه اللون الأخضر المختلط بالازرق ، يطير بلا كلل لمسافات طويلة إلى حد يثير الذهول ، بل إن أحد ذكور هذا النحل عبر طرق الملاحة البحرية بقناة بنما. ويجدر الاشارة الى ان الباحثون في السابق كانوا قد بذلوا جهودا كبيره لتعقب تحركات النحل ، حيث تتبعوا نحلا جرى تمييزه بلون معين ، أو باستخدام رادار لا يعمل بشكل جيد في الغابات . وقد اشار رولاند كايز ، وهو من العاملين بمتحف ولاية نيويورك واحد المشاركين فى اعداد البحث الذي نشرته الموقع الالكتروني لمجلة "بابليك ليبراري أوف ساينس" الى إن "حمل جهاز الإرسال قد يقلل من المسافة التي يقطعها النحل ، غير أنه في حال كانت مسافات الطيران التي نسجلها هي الحد الأدنى للمسافات التي يمكن أن يقطعها نحل الأوركيد ، فإنها تكون بمثابة تحركات مثيرة للإعجاب عبر مسافات طويلة". جدير بالذكر ان التلقيح عن طريق النحل وبعض الحشرات الأخرى مهم لتنوع الأزهار والأشجار في الغابات الاستوائية ولاستمرارها في النمو.