منعت السلطات السودانية المنظمات الانسانية ووكالات الاغاثة الدولية من دخول مخيم "كلمة" لنازحي دارفور بعد مقتل خمسة اشخاص وفرار الألاف من النازحين إثر معارك نشبت الاسبوع الماضي بين أنصار عملية السلام ومعارضيها، حسب افادة مصدر في الاممالمتحدة. ويأوي المخيم حوالي 100 ألف من النازحين بسبب القتال في دارفور والذين يقدر اجمالي عددهم بمليونين ونصف منذ إندلاع القتال في دارفور عام 2003 . وقال صامويل هندريكس المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في الخرطوم "لم يسمح لاي منظمة انسانية (وكالات الاممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية) بدخول مخيم كلمة وقرية بلال ... الوضع لا يزال خطيرا". وقال مصدر أممي آخر إن من بقوا داخل المخيم يعانون من شح الغذاء والماء، ومازالت تسمع أصوات اطلاق نار متفرقة في الليل على الرغم من الدوريات المكثفة لقوات اليوناميد. وأكدت قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور اليوناميد في بيان لها " أن جماعات الاغاثة مازالت تنتظر السماح لها بدخول المخيم". واضافت اليوناميد أن الامطار الغزيرة شكلت تهديدا آخر لصحة الموجودين في المخيم. ورفض هذا الاسبوع مرتين دخول بعثة تضم عاملين في منظمات انسانية تابعة للامم المتحدة الى مخيم كلمة والى قرية بلال المجاورة التي لجأ اليها الكثير من سكان كلمة. ونفى جمال يوسف الموظف الكبير في شؤون الاغاثة في جنوب دارفور منع وكالات الاغاثة من دخول مخيم كلمة قائلا انه يعتقد أن معظم الناس هناك قد غادروا إلى قرى غرب وشمال المخيم حيث سمح لمنظمات الاغاثة بالوصول اليهم. وبدوره نفى محافظ جنوب دارفور عبد الحليم موسى كاشا في اتصال اجرته معه وكالة الانباء الفرنسية منع المنظمات الانسانية من دخول كلمة لكنه أكد أن الوضع لا يزال متفجرا في هذا المخيم. ودخلت القوات المشتركة (يوناميد) في مواجهة مع حكومة جنوب دارفور والخرطوم لايوائها خمسة رجال وامرأة لجأوا الى قوتها في المخيم اثناء اندلاع أعمال العنف أواخر الشهر الماضي. وتقول الخرطوم إن الستة الذين لجأوا الى اليوناميد هم مجرمون متهمون بالمسؤولية عن أحداث العنف في المخيم وتطالب قوة اليوناميد بتسليمهم، متهمة قوة اليوناميد بأنها تخلق "دولة داخل الدولة" في مخيم كلمة. وترفض اليوناميد حتى الان تسليمهم الى السلطات السودانية. وقال لي روي إن اليوناميد طلبت من الخرطوم إلغاء طلب تسليم الاشخاص الستة. واضاف "قلنا للخرطوم ان الطلب لن يكون في مصلحتها ... وما زلنا نناقش الامر معهم". واندلعت مواجهات دامية الاسبوع الماضي تخللها تبادل لاطلاق النار في مخيمي كلمة وزالينجي للنازحين في دارفور، بين أنصار جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور وهي مجموعة متمردة ترفض اتفاق الدوحة لوقف اطلاق النار، وبين مؤيدين لهذا الاتفاق. وأدت المواجهات إلى سقوط ثلاثة قتلى في زالينجي، وما بين خمسة الى ثمانية قتلى في كلمة الذي يعد اكبر مخيم للنازحين في العالم .