حذر الرئيس الامريكي باراك اوباما من ان محاولة اتهام لإسرائيل بسبب برنامجها النووي الذي لم تعترف بوجوده يوما، يمكن ان يعرقل تنظيم مؤتمر دولي حول شرق اوسط خال من السلاح النووي مقرر عام 2012، وفي الوقت ذاته كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن وثيقة سرية تؤكد شراكة نووية بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل. ووجه اوباما تحذيره في بيان اثر محادثاته مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الابيض، منها سياسة اسرائيل الملتبسة حول الاستراتيجية النووية. وقالت الرئاسة الامريكية في البيان ان "الرئيس حرص على الاشارة الى ان المؤتمر يمكن ان يعقد فقط في حال كانت كل الدول واثقة من المشاركة فيه". واكد اوباما حسب البيان ان "اي محاولة لاستهداف اسرائيل ستجعل آفاق عقد مثل هذا المؤتمر بعيدة الاحتمال". ووافق ايضا على العمل مع اسرائيل لمنع اي جهود لاستهداف اسرائيل في مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي سيعقد في سبتمبر/ايلول المقبل. وبعد عقود من الجمود، اقترحت الدول ال189 الموقعة على معاهدة منع الانتشار النووي في مايو/ايار خطوات جديدة للحد من الانتشار النووي واخلاء الشرق الاوسط من الاسلحة الذرية. ووافق الدبلوماسيون في مؤتمر مراجعة المعاهدة على وثيقة ختامية تقع في 28 صفحة وتتحدث للمرة الاولى عن تحركات للحد من التسلح ومنع الانتشار النووي وتشجيع الطاقة النووية المدنية. ودعت الوثيقة في شقها المتعلق بالشرق الاوسط الى عقد مؤتمر في 2012 "تحضره كل دول الشرق الاوسط" لجعل الشرق الاوسط منطقة خالية من السلاح النووي. ودعا المؤتمر اسرائيل الى الانضمام الى معاهدة منع الانتشار النووي مما يفرض على اسرائيل كشف ترسانتها النووية، واحتجت اسرائيل على ذلك مشيرة الى انها "الديموقراطية الحقيقية الوحيدة في الشرق الاوسط والبلد الوحيد المهدد بالفناء". ولم يعترف الاسرائيليون ابدا انهم يمتلكون القنبلة النووية ويرفضون الانضمام الى معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي. وبعد محادثاته مع نتانياهو أمس الثلاثاء قال الرئيس الامريكي للصحافيين انه اكد لرئيس الحكومة الاسرائيلية ان سياسة واشنطن في مجال انتشار السلاح النووي في الشرق الاوسط "لم تتغير". واضاف "نحن مقتنعون تماما انه نظرا الى حجمها وتاريخها والمنطقة التي توجد فيها والتهديدات التي تواجهها، فان لاسرائيل متطلبات امنية استثنائية". وتابع ان الدولة العبرية "يجب ان تكون قادرة على مواجهة التهديدات او اي اخطار متضافرة في المنطقة، لذلك يبقى التزامنا بأمن اسرائيل ثابتا". واكد اوباما ان "الولاياتالمتحدة لن تطلب ابدا من اسرائيل القيام بأي خطوات يمكن ان تقوض مصالحها الامنية". وتعارض اسرائيل اعلان الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية قبل احلال السلام لكنها لم تؤكد يوما انها تمتلك سلاحا ذريا. ويقول خبراء ان الدولة العبرية هي الدولة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط وتملك 200 رأس نووية لكنها ابقت على سياسة غموض حيال قدراتها منذ منتصف الستينات من القرن الماضي. هآرتس.. شراكة نووية بين أمريكا وإسرائيل كشف تقرير سرى الأربعاء عن "أن الولاياتالمتحدة تعهدت لإسرائيل ببيع تكنولوجيا نووية ومواد تستخدم لإنتاج الكهرباء وإمدادات أخرى ذات صلة. ونشر الموقع الإليكتروني لصحيفة "هآرتس" الإسرائلية مساء الأربعاء بحسب التقرير المذكور أن الولاياتالمتحدة أرسلت وثيقة سرية إلى إسرائيل تلتزم بالتعاون النووى بين الدولتين مثل التكنولوجيا النووية وإمدادات أخرى بالرغم من أن إسرائيل ليست إحدى الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووى وهو الوضع الذى حال دون تعاون دول أخرى مع إسرائيل فى الشئون النووية والتى تأتى وسط تنامي الضغوط الدولية التى تطالب بمزيد من الشفافية من جانب إسرائيل بشأن ترسانتها النووية. وبحسب اعتقاد المعلق الدبلوماسى لراديو إسرائيل أن العرض الأمريكى المشار إليه يمكن أن يضع إسرائيل فى وضع متكافىء مع الهند والتي تعد دولة أخرى من المعروف عنها علنا بأنها مسلحة نوويا، وتوصلت الهند إلى اتفاق مع الولاياتالمتحدة عام 2008 يقضى بمنحها واردات نووية مدنية. وذكرت هآرتس أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما بحث خلال اجتماعه فى البيت الأبيض أمس الثلاثاء مع بنيامين نتانياهو رئيس وزراء إسرائيل التحدى العالمى للانتشار النووى والحاجة إلى تعزيز نظام عدم الانتشار النووى. وبحث الزعيمان أيضا الدعوة إلى عقد مؤتمر حول "شرق أوسط خال من الأسلحة النووية" والذى تم اقتراحه خلال مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار النووى لعام 2010 الذى عقد فى نيويورك ولم تشترك فيه إسرائيل.