دعوة مصر الى اجراء مفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين حول الحل النهائي، تصدرت مباحثات القمة الرباعية فى شرم الشيخ التى انعقدت الاثنين بين زعماء مصر والاردن ورئيس السلطة الفلسطينية ورئيس الوزراء الاسرائيلى،حيث دعا الرئيس حسنى مبارك إلى موقف مشترك يحقن دماء الفلسطينيين والاسرائيليين وينهى العنف على الجانبين ويهيىء الاجواء للعودة لمائدة المفاوضات وفق افق سياسى واضح يخلص لقضايا الوضع النهائى بعيدا عن الاجراءات الاحادية والحلول المؤقتة ويحقق السلام العادل والدائم. وأكد الرئيس أيضاً على أن مصر سوف تستمر فى جهودها واتصالاتها من أجل سلام وآمن واستقرار الشرق الاوسط وعلى أولوية تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وضمان تدفق امدادات الوقود والكهرباء والمواد الأساسية الى قطاع غزة والضفة الغربية. وقال سليمان عواد المتحدث باسم الرئيس حسني مبارك ان التوغلات الاسرائيلية والاعمال التي تقوم بها اسرائيل كقوة محتلة ومعاناة الشعب الفلسطيني واحداث غزة كل ذلك يوضح ان غياب السلام هو الذي دعا الفلسطينيين الى توجيه اسلحتهم ضد بعضهم البعض بدلا من الالتزام بمقاومة الاحتلال. واضاف عواد ان الرئيس مبارك يدعو الى اتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين لبدء المفاوضات بما في ذلك قضايا الحل النهائي. وأضاف السفير عواد أن الرئيس مبارك ذكر انه لابد من التوجه إلى مفاوضات بأفق سياسى تطرح قضايا الوضع النهائى وتتيح للشعب الفلسطينى الامل فى إقامة دولته خاصة بعد مضى خمس سنوات من طرح الرئيس الأمريكى جورج بوش الخاص بإقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنبا إلى جنب فى أمن وسلام وبعد طرح خارطة الطريق منذ عام 2003 وتعطل تنفيذها. وأكد السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن القمة الرباعية فى شرم الشيخ غير موجهة ضد أحد وأن مصر لاتنحاز لفصيل فلسطينى ضد أخر وأن مصر مستمرة فى عملية السلام. وقال إن الرئيس حسنى مبارك أوضح لرئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت والرئيس الفلسطينى محمود عباس أن مصر لن تسمح بتجويع الشعب الفلسطينى فى غزة ولن تسمح بأن تتحول غزة إلى سجن كبير. الرئيس الفلسطيني محمود عباس من ناحيته، أعاد التذكير بالإنقلاب العسكري الذي وقع في غزة و أكد على انه سيعمل مع المجتمع الدولي ورئيس الوزراء الاسرائيلي على إيصال كافة متطلبات واحتياجات ابناء الشعب في قطاع غزة حيث يعيش مليون ونصف المليون منهم 87 في المئة تحت خط الفقر. وشدد على ان الضفة الغربية، بما فيها القدسالشرقية، وقطاع غزة يشكلان وحدة جغرافية واحدة لا يمكن تجزئتها وسيبقى الشعب الفلسطيني موحدا. وكان عباس دعا قبل الاجتماع باولمرت الى بدء مفاوضات سياسية جادة وفق اطار زمني متفق عليه بهدف اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية تعيش بسلام وامن الى جوار جارتها اسرائيل. وقال عباس (ان منطقتنا اليوم على مفترق طرق تاريخي فاما طريق السلام والاعتدال او طريق العنف والفوضى والتطرف واراقة الدماء). واضاف ان (مفتاح الطريق الاول بيدنا وبدوري اتوجه الى شريكي رئيس الوزراء ايهود اولمرت وادعوه الى بدء مفاوضات سياسية جادة وفق اطار زمني متفق عليه بهدف اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية تعيش بسلام وامن بجانب جارتها دولة اسرائيل). وطالب محمودعباس أيضاً بإنهاء كل الانشطة في المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية وفي الجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل داخل الضفة الغربية.وقال ان على اسرائيل اطلاق سراح السجناء الفلسطينيين وازالة حواجز التفتيش وتحويل عوائد الضرائب المجمدة الى الفلسطينيين. من جهته شدد العاهل الاردني الملك عبد الله الثانى على ان الفرصة الآن ملائمة لتحقيق حلم السلام، معتبرا ان البديل هو ضياع سنوات طويلة من المفاوضات الشاقة وحرمان الاجيال المقبلة من السلام. بينما أشار رئيس الوزراء الاسرائيلى إيهود اولمرت الى انه ينوي ان يعرض على مجلس الوزراء الاسرائيلي اقتراحا يتعلق بالافراج عن 250 سجينا من اعضاء حركة فتح الذين لم تتلطخ ايديهم بالدم. واضاف ان هؤلاء الاسرى الفلسطينيين ينبغي ان يتعهدوا (بعدم التورط في الارهاب بعد الان). واضاف (من المهم ان يفهم كل فلسطيني اننا نمد اليد لمن هم على استعداد لاقامة علاقات سلام ومصالحة معنا). وقال (لا حل اخر سوى اقامة دولتين تعيشان بسلام وامن) جنبا الى جنب. ووعد اولمرت بتحويل اموال الضرائب والجمارك الفلسطينية التي تحصلها اسرائيل (بشكل منتظم) الى السلطة الفلسطينية.
وكانت القمة قد بحثت إعادة إطلاق عملية السلام وإستئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية . و بينما يرى المراقبون أن وجهات نظر مصر والأردن وإسرائيل في قمة شرم الشيخ قد تلاقت على دعم الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، في حين شدد الرئيس حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وعباس على وحدة الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة،وعزل حركة حماس المنافسة بعد قرابة أسبوعين من سيطرتها على قطاع غزة. إلا أن آخرين يروا أنه رغم تلقي عباس الكثير من الدعم الذي كان يسعى إليه، فإن ذلك ربما لن يحدث فرقا يذكر على الارض،طالما ظلت حماس تسيطر على قطاع غزة
وفى أول رد فعل من حماس للدعوة التي أطلقها الرئيس مبارك في كلمته أمام قمة شرم الشيخ من أجل حوار بين جميع الفلسطينيين،قال متحدث باسم هنية في غزة إن حماس مستعدة للحوار فورا مع فتح. وكان مبارك قد دعا إلى "استئناف الحوار بين كل أبناء فلسطين، وصياغة موقف مشترك يتحدث باسم شعبه وقضيته". ومن ناحيتها بررت حماس عدم حضورها الاجتماع بأن كل المشاركين لا يعترفون الإ بعباس ،وقال سامي أبو زهري المسؤول بحماس ان القمة لم تعط الشعب الفلسطيني أي شيء جديد باستثناء الحديث عن بعض الاموال "التي سرقت منه". وجدير بالذكرأن هذه القمة تشكل أول اجتماع على هذا المستوى منذ القمة الرباعية التي عقدت في الثامن من فبراير2005 في شرم الشيخ ايضا بين القادة العرب الثلاثة ورئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك ارئيل شارون . قمة مصرية سعودية بشرم الشيخ و فى نفس السياق و تواصلاً للجهود المصرية من أجل إحلال السلام فى المنطقة،عقد الرئيس حسني مبارك مباحثات قمة في شرم الشيخ الثلاثاء مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية الذي يزور مصر لمدة يومين. ويناقش الزعيمان تطورات المنطقة خاصة في فلسطين والعراق ولبنان وإقليم دارفور السوداني بالإضافة إلي الملف النووي الإيراني.. وسبل دعم العمل العربي المشترك وتعزيز العلاقات المصرية السعودية في مختلف المجالات. كما يطلع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس حسني مبارك علي نتائج جولته الأوروبية كما يستعرض الزعيمان نتائج القمة الرباعية التي عقدت بشرم الشيخ أمس الاثنين .
وهكذا ودائماً تستمر مصر بقيادة مبارك فى بذل الجهود، وبالمشاركة مع الزعماء العرب من أجل تحقيق السلام والامن فى المنطقة.