دفعت التطورات الأخيرة التي يشهدها الملف الفلسطيني خاصة بعد العدوان الإسرائيلي على أسطول سفن الحرية الاطراف الفلسطينية الى ضرورة مراجعة مواقفها وصولا الى تحقيق المصالحة وانهاء حالة الانقسام ولعل دعوة كل من الرئيس الفلسطينى محمود عباس وحركة حماس للتحرك فى هذا الطريق تكون خطوة هامة نحو اتمام المصالحة التى تأخرت كثيرا. جريدة الدستور الاردنية دعت الطرفان لإسقاط جملة من الشروط التي كانا يضعانها لتحقيق المصالحة الفلسطينية التي أصبحت ضرورة لا مفر منها وإلا فإن "اسرائيل" ستخرج رابحة سياسيا رغم الضربة الهائلة التي تعرضت لها بعد هجومها على أسطول الحرية. وهي بدأت بالفعل في محاولة الخروج من المأزق الذي وضعت نفسها فيه من خلال الاقتراح الذي قدمه رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنايهو للمبعوث الأمريكي جورج ميتشل والمتمثل "بتشكيل قوة بحرية دولية تراقب موانئ قطاع غزة" بهدف تخفيف الحصار عن قطاع غزة مما يعني بالمحصلة ان "اسرائيل" ستنفض يدها وتتخلى عن مسؤولياتها كقوة احتلال تجاه قطاع غزة وهي ستغلق المعابر مع القطاع نهائيا مما يعني أيضا تكريس الانقسام الجغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربيةالمحتلة. لقد وفر أسطول الحرية ودماء الشهداء الذين سقطوا في عرض البحر فرصة لا تقدر بثمن من اجل استعادة الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الذي اضر بالقضية الفلسطينية واضر بالشعب الفلسطيني.فرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس دعا الى توحيد الصف الفلسطيني بعد الهجوم على أسطول الحرية. وقال "لا اعتقد ان هناك فرصة أهم واكبر من هذه الفرصة، نحن مفرقون وهناك انقسام فلسطيني، ولماذا لا نوحد أنفسنا؟"،مضيفا في خطاب ألقاه في بيت لحم "اتخذنا قرارا في القيادة الفلسطينية ان نرسل وفدا على أعلى المستويات الى غزة" كلف منيب المصري بقيادته. وهي الدعوة التي ردت عليها حركة حماس على لسان نائب رئيس مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق بدعوة عباس لكسر الحصار وإنهاء الانقسام وزيارة قطاع غزة حيث خاطب أبو مرزوق عباس قائلا "اذهب الى غزة وافتتح المجلس التشريعي الفلسطيني موحدا وهذه ستكون أولى خطوات ليس فقط كسر الحصار بل نهاية هذا الانقسام الفلسطيني". ثمة تغيير في مواقف الرئيس عباس ومواقف حركة حماس لا تخطئه الإذن وبالتالي فإن الطرفين مطالبان الآن أن يلتقيا في منتصف الطريق لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطيني وإلا فإن "اسرائيل" ستحول هزيمتها السياسية في مواجهة أسطول الحرية الى نصر سياسي على الطرفين السلطة وحماس.