إنعدام الأمن وتردي الوضع الإنساني في إقليم دارفور غربي السودان أمر لم تتضح معالم انتهائه في القريب ولا يزال الأمر مرهونا باتفاق سلام شامل، حسب تصريحات وكيل الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الإنسانية جون هولمز خلال زيارته ل"نيالا" - عاصمة ولاية جنوب دارفور - في 30 مايو/أيار 2010. هولمز قال إن الأزمة الإنسانية القائمة في دارفور قد تطول إذا لم تتوقف الاشتباكات والجرائم التي تعرقل أكبر عملية إغاثة في العالم، مضيفا أن انعدام الأمن نتيجة استمرار القتال بين المتمردين والقوات الحكومية والاشتباكات القبلية وعمليات الخطف التي تستهدف عاملين أجانب أجبرت بعض وكالات الإغاثة على تقليص عملياتها ووكالات أخرى على الانسحاب. وبتحذير واضح، قال هولمز "ما لم نحكم قبضتنا بشكل ما على انعدام الأمن وجرائم الخطف فقد نرى تقلصا مطردا في أعداد من هم مستعدون للعمل هنا"، مشيرا إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر اضطرت بعد عدد من جرائم الخطف التي تعرض لها عاملوها لوقف معظم عملياتها، وأن وكالات أخرى انسحبت تماما. وكان الرئيس السوداني عمر البشير طرد 13 وكالة إغاثة في العام 2009 بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر اعتقال بحقه متهمة اياه بارتكاب جرائم حرب. وبعد هذا القرار لم يعد هناك سوى عدد محدود من وكالات الإغاثة المستعدة أو القادرة على سد هذه الفجوة. وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قال إنه "ستكون هناك مشكلة حقيقية إذا استمرت هذه العملية لأننا قد نجد أنفسنا حينذاك في اتجاه نزولي"، متسائلا "إذا استمرت المنظمات في المغادرة فمن الذي سيتولى الأمر؟!" من جهة أخرى، لا تزال عاملة إغاثة أمريكية من جمعية "ساماريتانز بيرس المسيحية الخيرية الأمريكية" محتجزة بعد خطفها خارج "نيالا" منذ أكثر من أسبوعين. والعملية الإنسانية في دارفور - والتي تتكلف مليار دولار سنويا - هي الأكبر في العالم، إذ أن هناك أكثر من 4 ملايين نسمة يمثلون ثلثي عدد سكان المنطقة يحتاجون للمعونة. مليونان من هؤلاء يعيشون في مخيمات بائسة، أصبحت عشوائيات تحيط بالبلدات الرئيسية في دارفور. وحسب الأممالمتحدة فإن نحو 300 ألف لقوا حتفهم منذ عام 2003. جون هولمز قال إن الأزمة الإنسانية في دارفور ما زالت رهينة عدم التوصل لاتفاق سلام شامل، معربا عن أمله في أن تنجح المحادثات الجارية في الدوحة، مضيفا "لكن الدلائل لا تبدو مبشرة بالنسبة لي في الوقت الحالي. السلام هو ما نحتاج إليه بشدة حتى لا نظل في هذه الدائرة المغلقة لسنوات قادمة." ولا يشارك زعماء جماعة المتمردين الرئيسية في دارفور في المحادثات التي تستضيفها قطر. واندلعت الاشتباكات مجددا في دارفور في شهر مايو/ أيار 2010.