عضو بارز في العائلة المالكة في السعودية انتقد بشدة سياسة الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط ، قائلا ان "العالم العربي" يمنح واشنطن حتى شهر سبتمبر لاظهار اى تقدم في عملية السلام العربية الاسرائيلية. الأمير تركي الفيصل ، الرئيس السابق للمخابرات السعودية والسفير السابق لدى واشنطن ولندن ، و ابن شقيق الملك عبد الله ، وشقيق الامير فيصل آل سعود ، وزير الخارجية..قال امام جمهور من الدبلوماسيين ورجال الاعمال والصحفيين يوم السبت ان الوقت قد حان بالنسبة للولايات المتحدة لتحويل الوعود الى فعل وتقديم اكثر مما هو " تفاهات ، وحسن الامنيات والرؤى ". وكما أوردت "فاينانشيال تايمز" قال الامير تركي،. "لا يكفي التحدث ، ولكن يجب ان نسير في هذا الطريق" ، وأضاف الأمير تركي أنه إذا كان باراك أوباما ، رئيس الولاياتالمتحدة ، لا يمكن التوصل الى اتفاق سلام " فعليه ان يقوم بلفتة كريمة من الناحية الأخلاقية و يعترف بالدولة الفلسطينية التى يعلن رغبته الحماسية في وجودها". الأمير تركي لا يحمل أي لقب رسمي في الحكومة السعودية ، ولكن له تأثير كبير. و تصريحاته تعكس الإحباط المتزايد بين أعضاء العائلة المالكة السعودية ازاء أوباما ، الذي يغمر نفسه فى السياسة الداخلية الأميركية ويفشل في إحراز تقدم ملموس في عملية السلام في حين تواصل اسرائيل بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة. محادثات السلام غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين التى توسطت فيها الولاياتالمتحدة وبدأت في وقت سابق من هذا الشهر ، هى محاولة لإحياء عملية السلام التي توقفت لمدة 17 شهرا. لكن الدول العربية ، بما في ذلك حلفاء الولاياتالمتحدة التقليديين مثل المملكة العربية السعودية ومصر والاردن ، لا يثقون كثيرا في المفاوضات ، معتبرين أن إسرائيل تماطل وغير جادة في السلام. ويقول العديد من المسؤولين العرب أن عملية السلام لن تتحرك إلى الأمام إلا إذا قدمت واشنطن خطتها الخاصة بها. وخلال خطاب وجهه إلى العالم الإسلامي من القاهرة قبل عام تقريبا ، أيد أوباما التطلعات الفلسطينية المشروعة وإقامة دولتها. و فى ذلك الحين رحب القادة الإقليميين بالتغيير في الخطاب الامريكى ، الا انه لايزال العديد من المحللين يشككون فى حدوث أية تغييرات ذات مغزى على أرض الواقع. ويعد الامير تركي من أشد منتقدي إدارة أوباما. ففى سبتمبر الماضي ، وصف الامير تركى مناقشة أوباما لمسالة الاستقلال في مجال الطاقة "بالغوغائية غير واقعية". وفي مقال في صحيفة فاينانشال تايمز ، قال إنه إذا كانت الولاياتالمتحدة تريد ان تستمر في علاقاتها الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية أكبر منتج في العالم للنفط ، فيجب على الولاياتالمتحدة إعادة النظر في سياستها في عملية السلام العربية الاسرائيلية. وخلال الكلمة التي القاها يوم السبت الماضي ، اتهم تركى مسؤولون غربيون ، وخصوصا هيلاري كلينتون ، وزيرة الخارجية الامريكية ، بتقويض الجهود الرامية لإزالة الأسلحة النووية من منطقة الشرق الأوسط نظرا لازدواجية المعايير المطبقة ضد البرنامج النووي الايراني المزعوم. وانتقد كلينتون لإرسالها "رسائل متباينة " غير مقبولة الى المنطقة. حيث قال "لا يمكنك ان تطلب من ايران اللعب على مستوى واحد فى الوقت الذى تسمح فيه لإسرائيل والهند وباكستان ، وكوريا الشمالية للعب على مستويات أخرى" ، و اضاف الامير تركى أن ايجاد استراتيجية ناجحة تجاه ايران سوف يتطلب الحياد مع خيارات عسكرية لاجبار الدول النووية على وقف برامجها ، فضلا عن مظلة الأمن النووي في المنطقة التي وافقت عليها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.