منذ عشرات السنين.. وهذا المشهد يتكرر كل يوم في حي الانفوشي الذي يعتبر اكبر تجمع لمراكب الصيد في ميناء الاسكندرية فمع اشراقة الشمس يستيقظ الأهالي علي ايقاع المطارق والمناشير التي يستخدمها صانعو المراكب الخشبية في عملهم.الذي توارثوه عن أجدادهم.. فيه أمهر العمال في هذه الحرفة.. ظلوا عمرهم كله يتنفسون نسمات الصباح مغموسة برذاذ ماء البحر ورائحة السمك.. لكن فجأة تبدل الحال.. كما يقول خليل شيخ النجارين والسبب هو هجرة العمالة المهرة وتركهم مهنة الأجداد والآباء التي بدأت تعاني الركود.. لتواجه صناعة المراكب بالانفوشي كثيرا من الصعوبات والمشاكل التي أصبحت تهددها بالتوقف ويضيف نأتي يوميا الي الساحل في انتظار الفرج فيطلب بعض الصيادين عمل عمرة صيانة أو تجديد القارب بدلا من صناعة مركب جديد لضيق ذات اليد.. ويقول المعلم محمد ألماظ نعاني من الركود وقلة تصنيع المراكب بالإضافة إلي الضرائب والايجارات وحالة الصياد وظروفه المالية لا تشجعه علي أن يطور نفسه ويطلب صناعة مركب جديد لإرتفاع أسعار الخامات والخشب والأيدي العاملة.. وانعكس ذلك علينا بصورة كبيرة وأصبحنا في أمس الحاجة الي العمل لمواجهة متطلبات المعيشة الصعبة. ويضيف سعيد أباظة نجار وصاحب ورشة بساحل الانفوشي كنت أقوم بتصنيع جميع أنواع المراكب واليخوت والفلايك والدناجل وكنت لا أستطيع الحصول علي يوم راحة من كثرة العمل بالورشة وكانت الورشة تزدحم بالصيادين ورجال الاعمال والأثرياء يعرضون صورا وتصميمات لتصورهم ورؤيتهم في عمل مركب خاص بهم فأقوم بأخذ المقاسات وتنفيذها وكان يتم تصنيع اليخوت ذات الحجم الكبير خلال عام كامل والمركب الصغير أو الفلوكة في شهرين أو ثلاثة علي الاكثر. وفي لقاء.. بمجموعة من العاملين بالمراكب علي شاطيء الأنفوشي كان من الواضح أن مشاكلهم متعددة ومعقدة.. فأسعار مستلزمات المراكب مرتفعة جدا وكذلك الموتورات الخاصة بمراكب الصيد وقطع الغيار وغالبا ما يضطر الصياد لشراء موتور المراكب أو المروحة أو أي مستلزمات أخري من السوق السوداء بأسعار غالية علاوة علي عدم وجود رعاية صحية أو اجتماعية للصيادين.