مع تواصل أعمال البناء في أحد أكبر أبراج العالم الذي يتم تشييده حاليا بجوار الحرم المكي الشريف يجري العمل على إكمال ساعة عملاقة تعلو البرج و تهدف إلى جعل توقيت المدينة المقدسة مرجعاً عالميا في مواجهة توقيت جرينيتش و هو ما يثير الساؤلات حول امكانية حدوث ذلك وفي تساؤل حول مدي امكانية منافسة ساعة مكة لساعة جرينتش كتب صلاح منتصر في جريدة "القبس" مشيرا الي الساعة التي تقع على ارتفاع أكثر من 660 مترا في مواجهة الحرم المكي الشريف في ثاني أطول برج على الإطلاق وهو أصلا مبنى سكني وفندقي يتكون من سبعة أبراج عملاقة يتوسط أعلى أبراجها ساعة مكةالمكرمة التي ستصبح أكبر ساعة في العالم، اذ يبلغ حجمها ستة أمثال حجم ساعة «بيج بن « الشهيرة في لندن حيث يبلغ طولها 45 مترا وعرضها 43 مترا وكما سيتم ربطها بأكبر مراكز التوقيت في العالم بما في ذلك لندن وباريس ونيويورك وطوكيو. وسيحوي برج ساعة مكة متحفا إسلاميا ومرصدا فلكيا يستخدم لأغراض علمية ودينية. وسيتم بث فيلم وثائقي فور تركيب الساعة على رأس البرج.وهدف المشروع الى جانب أنه سكني وفندقي جعل توقيت مكةالمكرمة واحدا من التوقيتات الرئيسية في العالم، مما يجعله منافسا لتوقيت غرينتش. وساعة بيج بن أساس اسمها هو اختصار لاسم «بنجامين هول» Benjamin Hall وزير الأشغال البريطاني الذي أشرف على اقامة الساعة وتشغيلها عام 1859 من خلال مشاركته في بناء البرلمان البريطاني. وطول برج ساعة بيغ بن نحو 100متر وشهرتها ترجع الى دقتها وليس الى أنها تحسب الوقت طبقا لغرينتش، بل انها في بعض الشهور حسب التوقيت الصيفي تتقدم ساعة على توقيت جرينتش. وقد كان سهلا على علماء الجغرافيا تحديد خط الاستواء كخط يقسم الكرة الأرضية الى قسمين متساويين تتخللهما خطوط العرض التي تبلغ 360 خطا نصفها شمال خط الاستواء والنصف الآخر جنوبه ويبعد كل خط عن الآخر حوالي 111 كيلومترا. لكن الصعوبة كانت في تحديد نصف الكرة طوليا لتكون مقاييس للزمن. ولم تظهر حاجة العالم الى هذه الخطوط الا بعد أن بدأ تشغيل قطارات السكة الحديد التي تنقلت بين الدول وحاجة الذين يتعاملون معها في مختلف الدول الى مقياس للزمن يتفقون عليه، فكان أن جرى رسم خطوط الطول وهي مثلها مثل العرضية وهمية، الا أن خطوط العرض لقياس المسافة والطول لقياس الزمن. ولهذا وبعد مفاوضات مطولة منذ أكثر من 100 سنة وقع الاختيار على قرية غرينتش التي تقع جنوب غرب لندن لتكون مركز الخط الوهمي الذي يقسم العالم الى شرق وغرب ( كل قسم فيه 180خطا ويبعد كل خط عن الآخر مدة أربع دقائق ). والسؤال هل يمكن أن ينافس توقيت مكة توقيت جرينتش؟ من الممكن أن يكون توقيت مكة توقيتا محليا ولكن أن يكون عالميا فمعناه الغاء توقيت جرينتش، فمن المستحيل أن يكون هناك توقيتان يسترشد بهما العالم في وقت واحد بالاضافة الى ما يحتاجه ذلك من تغيير جميع الخرائط والعدادات المضبوطة في جميع البواخر والطائرات على توقيت جرينتش وليس مكة، وهو أمر ليس سهلا بل قد يكون في ظروف العالم اليوم مستحيلا! و مع اقتراب موعد اول دقة لعقارب ساعة مكةالمكرمة الضخمة بعد ثلاثة اشهر اي مع بداية شهر رمضان الكريم نقترب من الاجابة علي السؤال.