أثارت قضية الثأر الجماعي الذي نفذه أهالي قرية لبنانية بقتل مشتبه مصري في جريمة قتل جماعي والتمثيل بجثته غضبا في لبنان وردود فعل طالبت بمعاقبة قاتليه، واتخاذ التدابير اللازمة بما خص التقصير الأمني الذي سمح لردة الفعل أن تقود إلى هذه النتيجة. وعلمت جريدة "الشرق الأوسط"من مصادر قضائية أن النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا طلب من النيابة العامة في جبل لبنان والنيابة العامة العسكرية والشرطة القضائية التحرك فورا وإجراء التحقيقات اللازمة وتحديد هويات من أقدم على قتل المصري ومن اشتركوا في التمثيل بجثته وتعليقها على عمود كهربائي وتوقيفهم بشكل سريع وإحالتهم إلى القضاء المختص». وقالت مصادر قضائية: «إن ما حصل غير مقبول ولن يسمح لأحد مهما كان جرحه وألمه ومهما تعاظمت مصيبته أن ينصب نفسه قاضيا». واشارت الجريدة الى التدابير الامنية التى اتخذت بحق عدد من ضباط وعناصر قوى الأمن بسبب التقصير في سوء تقدير الوضع على الأرض عند اقتياد مرتكب جريمة كترمايا إلى مسرح الجريمة دون التنبه إلى رد الفعل الذي كان يفترض أن يحسب له حساب، وبسبب قلة عدد عناصر الدورية الأمنية التي كانت تتولى سوقه، مما مكن الأهالي من انتزاعه من يد أفراد الدورية وقتله. وأبلغ مرجع أمني كبير «الشرق الأوسط» أن اللواء ريفي أوقف مسلكيا 3 ضباط وعددا من عناصر قوى الأمن إلى حين انتهاء التحقيقات داخل المؤسسة في هذا الموضوع. وفي سياق هذه القضية أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة، في بلاغ أصدرته أمس «أن نتائج فحوصات الحمض النووي ال(دي.إن.إيه) التي أجريت في المختبرات الجنائية التابعة لقسم المباحث العلمية في وحدة الشرطة القضائية، أثبتت أن الدماء التي وجدت على القميص المضبوط في منزل المشتبه به في جريمة كترمايا (محمد مسلّم) مطابقة لدماء الضحية (الجدة)، وأن الدماء التي عثر عليها على نصل السكين المضبوط مطابقة لدم الضحية الطفلة زينة، وأثبتت هذه الفحوصات أيضا أن الآثار الموجودة على قبضة السكين تحوي مزيجا من العرق والدماء، يعود جزء منها للمشتبه به». جريدة اليوم السابع اهتمت برد الفعل الرسمى وتمثل فى اصدار بيان رسمى أدان قتل المتهم بجريمة كترمايا، وأعطى توجيهاته إلى كل من وزيرى الداخلية والبلديات زياد بارود والعدل إبراهيم نجار، بضرورة ملاحقة المرتكبين ومعاقبة المقصرين، وقال سليمان إنه "على الرغم من بشاعة الجريمة التى نفذها المتهم، وفى وقت قبضت عليه القوى الأمنية فى أقل من 24 ساعة، إلا أن قتله من قبل الأهالى يسىء لصورة لبنان، خصوصا أن الدولة لم تقصر فى كشف الفاعل". كما نقلت الجريدة عن مصادر دبلوماسية مصرية فى لبنان أن السفارة المصرية فى بيروت طالبت القيادات الأمنية اللبنانية بكشف تفاصيل ما حدث فى قضية التمثيل بجثة المواطن المصرى كما طالبت السفارة معرفة الأسباب التى دفعت الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى اصطحاب مسلم إلى مكان الحادث لتمثيله، رغم مرور 24 ساعة فقط على وقوعه. من جهة أخرى، تباينت ردود أفعال وسائل الإعلام اللبنانية حول الحادث، فبرغم إجماعهم حول بشاعة ما ارتكبه مسلم بقتله أسرة لبنانية لرفضهم زواجه من ابنته، إلا أنهم أكدوا بشاعة واقعه قتله الجماعية والتمثيل بجثته. وأشارت صحيفة المستقبل إلى أن جريمة القتل الرباعية التى ارتكبها المصرى محمد سليم مسلّم فى بلدة كترمايا وذهب ضحيتها يوسف أبو مرعى وزوجته كوثر وحفيدتيهما آمنة (7 سنوات) وزينة الروّاس (9 سنوات)، شكلت صدمة لأهالى البلدة الذين عمدوا إلى الانتقام فوراً من القاتل، بعد مرور ساعات على الجريمة فقتلوه وطافوا به أرجاء البلدة ثم علقوه على أحد أعمدة الكهرباء. جريدة الاهرام التقت مع والد القتيل بمنزله بحي الجمالية, قال الحاج سليم محمد مسلم إنه تزوج من سيدة سيد الكحكي والدة القتيل, ثم هربت إلي لبنان بعد الزواج بقليل, وتزوجت رجلا لبنانيا وهي علي عصمته, وتركت محمد سليم وهو يبلغ من العمر5 أشهر, ثم حدث الانفصال بينهما وسافرت مرة أخري للبنان بعد حصولها علي الطلاق لتعيش هناك. وأضاف أن ابني عاش مع عمته التي تولت تربيته منذ الطفولة وحدث له حادث, وهو يبلغ من العمر4 سنوات, حيث سقط علي رأسه وتسبب الحادث في تهشم عظام الرأس, حيث تولت علاجه حتي تم شفاؤه, ولكن هذا الحادث أثر عليه, حيث كان يصاب بحالة هياج عقلي, ولكن سرعان ما أن يفيق من هذه الحالة كان يقوم بالاعتذار لكل من تسبب له بأذي. وأضاف والده أن والدته أرسلت له أخوه إبراهيم لبناني إلي القاهرة منذ شهرين وقام بإنهاء جميع الأوراق الخاصة بسفره للبنان ليعيش حياة كريمة هناك.وقالت عمة القتيل: عاش محمد معي منذ الصغر وسافر إلي لبنان منذ شهرين ليموت هناك. وأضافت أنه كان لا يقوم بأي أفعال مخلة, ولكنه كان يتعاطي المخدرات والبرشام. وأضاف والده أن والدته استدعته منذ شهرين, للسفر للبنان. وأضافت عمته أنه كان يشتكي إليها دائما سوء معاملة زوج أمه, كما قال إنه يعمل مع زوج شقيقته جزارا في لبنان, وإنه كان مقبلا علي مشروع للزواج قريبا. وأشار عدد من أصدقائه إلي أن حياة القتيل لم تكن مستقرة, وأنه سجن عدة مرات.