عاد الرئيس حسني مبارك بسلامة الله إلي أرض الوطن أمس بعد زيارة ناجحة لفرنسا استغرقت ثلاثة أيام عقد خلالها لقاء قمة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء فرنسوا فيون ووزير الخارجية برناركوشنر.. وتركزت مباحثات الرئيس مع القيادة الفرنسية علي قضايا المنطقة وخاصة المستجدات في فلسطين والعراق ولبنان واقليم دارفور السوداني بالاضافة إلي مسيرة العلاقات المصرية الفرنسية المتميزة وسبل دعمها في كافة المجالات. وقد اتسمت المباحثات بين الرئيسين مبارك وساركوزي بالصراحة والود وتم استعراض المبادرة الفرنسية الخاصة بإقامة الاتحاد المتوسطي وأبدي الرئيس كثيرا من الملاحظات والأفكار البناءة في هذا الشأن.. ولقيت أفكار الرئيس مبارك ترحيبا كبيرا من الجانب الفرنسي خاصة فيما يتعلق بضرورة أن يري المواطن المصري ثمارا حقيقية لهذه المبادرة تتمثل في فرص العمل وتحسين الدخول. وسيزور رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون مصر قبل نهاية العام الحالي لاستكمال المباحثات في هذا الشأن وبحث اقامة المشروعات الاستثمارية وتوقيع اتفاقيات للتعاون الاقتصادي والتكنولوجي.. وأكد المسئولون الفرنسيون أن زيارة الرئيس مبارك لفرنسا تعطي دفعة قوية للعلاقات الثنائية وتنقلها الي آفاق أوسع.. كما أنها ستساعد الرئيس ساركوزي علي بلورة أفكار جديدة فيما يتعلق بقضية السلام في الشرق الأوسط.. وقد أكد ساركوزي أنه استمع من الرئيس مبارك إلي تقدير كامل للموقف مما سيساعده كثيرا علي التحرك في الشرق الأوسط وإعادة ترتيب الأولويات الفرنسية فيما يتعلق بقضايا المنطقة وإعطاء البعد السياسي أولوية متقدمة بجانب البعد الإنساني لهذه القضايا. وأكد المسئولون الفرنسيون أن ساركوزي كان حريصا علي لقاء زعيم أكبر دولة عربية وافريقية للاستفادة من خبرته الكبيرة بأزمات المنطقة.. كما أن الرئيس الفرنسي يتابع باهتمام الجهود التي يبذلها الرئيس مبارك لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وجعله منطقة سلام لا منطقة صراع. وقد رافق الرئيس مبارك خلال زيارته لفرنسا وفد ضم أحمد أبو الغيط وزير الخارجية وأنس الفقي وزير الاعلام والمهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة والوزير عمر سليمان ود. زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية.