سيطرت فكرة وجود حرب وشيكة في الأفق في الشرق الأوسط على كتابات بعض الكتاب مع تصاعد الحديث عن امتلاك حزب الله صواريخ"سكود" منقولة من سوريا التي نفت ذلك مما يدفع للأذهان أجواء ما قبل الحرب على العراق إبراهيم سعده في الأخبار رصد تطور القصة التي بدأت من القدس المحتلة حيث رفع جهاز مخابراتها العسكرية تقريراً بالأمر إلي حكام إسرائيل. وحديث الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز متهماً سوريا بازدواجية المواقف. فهي تنادي بالسلام، وفي الوقت نفسه نراها تزوّد حزب الله بصواريخ "سكود" لتهديد إسرائيل باستخدامها ضدها. ثم الى واشنطون التي لم تتأخر في إبداء رأيها وسمعناها تكشف عن تقرير "بالغ السرية" يؤكد معلومة المخابرات الإسرائيلية، ولا يعير النفي السوري أدني اهتمام! وتصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية معرباً عنقلق، وتخوف الولاياتالمتحدة علي لبنان الذي يتعرض شعبه لخطر بالغ نتيجة ما يتردد عن تلقي حزب الله صواريخ متطورة عبر الحدود السورية. في العاصمة الفرنسية باريس.. وفي أعقاب اللقاء الذي تم بين الرئيسين، الفرنسي: نيكولا ساركوزي والإسرائيلي شيمون بيريز، صدر عن وزارة الخارجية الفرنسية بيان مقتضب تركّز علي مدي انشغال فرنسا بمتابعة ما يتردد عن احتمال نقل صواريخ "سكود" لحزب الله اللبناني، وما يمثله هذا الاتجاه من خطورة في المنطقة. ويقول الكاتب: الحديث اليوم عن صواريخ "سكود" يذكرنا بالاحتلال العراقي للكويت عام 1991 حين استخدمها صدام حسين بكثرة ضد دول الخليج في حربها الأولي عام 1991، كما قذف ببعضها ضد إسرائيل رداً علي التحالف الدولي أكثر من 30دولة بقيادة الولاياتالمتحدة لطرد القوات العراقية من الأراضي الكويتية، ووقف زحفها علي جاراتها العربية الخليجية. ويضيف: قد لا نجد جديداً فيما يقال عن هذه القصة المتفاعلة، لكن يمكن العثور علي هذا "الجديد" في مقال للكاتب الإسرائيلي:Guy Senbel نشر أمس السبت يسخر فيه من الضجة المدوية التي تثار في هذه الأيام حول البحث عن إجابة لسؤال :( نعم)، أو (لا) .. قامت إيران عبر سوريا بنقل صواريخ "سكود" إلي حزب الله اللبناني، لاستخدامها ضد الدولة العبرية؟ فمن رأي الكاتب الإسرائيلي أن هذا السؤال كان يجب ألاّ يطرح أصلاً، لأن أي محلل، متابع، ومحايد، لما يجري في المنطقة يعلم جيداً أن "حزب الله" يملك حالياً، ومنذ فترة، مثل هذا السلاح وبدلاً من حيرة الخبراء بين وجود الصواريخ وعدم وجودها ".. كان عليهم الاعتراف بأن الحرب آتية لا محالة، ونقطة الخلاف الوحيدة يمكن حصرها في: "متي ستنشب تلك الحرب؟!". راكان المجالي في جريدة"الدستور" الأرنية وتحت عنوان "لماذا الحرب ليست مستبعدة" كتب يقول: على ضوء التلويح المتصاعد حاليا بالحرب من قبل الحكومة الاسرائيلية والتي تعتبر الذهاب للحرب وسيلة للخروج من المأزق الحالي ، ولكسر الحالة التصالحية التي ترفع شعارات ادارة الرئيس اوباما داخليا وخارجيا تحت عناوين الحوار والمشاركة تجنح اسرائيل نحو مغامرة عسكرية تتركز ابتداء على الممكن وهو شن حرب على لبنان وتدمير بنيته التحتية وكذلك التهديد بتوسيع هذه الحرب لتشمل سوريا التي تزود حزب الله بصواريخ سكود. ويضيف ...بوقاحة متناهية يصرح قادة اسرائيل ان كل ما تملك سوريا من سلاح هو في متناول حزب الله ولذلك لا بد من تدمير كل مخازن السلاح والقطاعات العسكرية السورية ، حيث يؤكدون ان هذه الحرب لا بد منها والتي ستكون احدى نتائجها هي انهاء اي حديث حول مفاوضات او تسوية او غير ذلك كما انها قد تجر ايران اليها.. الخ. جريدة"المستقبل" اللبنانية عرضت أقوال الصحف الاسرائيلية في هذا الشأن ومنها ما كتبه المحلل حامي شيلو في صحيفة "يسرائيل هيوم" يقول ان "حزب الله" في حوزته الان 44 ألف صاروخ حتى تسلمه صواريخ "سكود"، وثمة مئات وربما آلاف من الصواريخ التي تستطيع دك تل أبيب و"رمات غان"، ونتانيا وريشون ليتسيون، وان إسرائيليين كثرا يشعرون بأنهم في مقدم العاصفة ويدركون تماما أنها مثل مسدس "انطون نشيخوف"، ستطلق من قواعدها حين يحين الوقت. وشبه شيلو تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد وتصرفاته بالرئيس المصري الراحل أنور السادات عشية حرب أكتوبر 1973، وتحذيراته تجاه إسرائيل آنذاك، فالأسد في مقابلة متلفزة مع فضائية "المنار" استعمل اللغة نفسها التي خاطب فيها السادات إسرائيل في صيف العام 1971، وإسرائيل في وضع لا حرب ولا سلام، وهو وضع مؤقت سينتهي إما إلى السلام وإما إلى الحرب، وعلينا عدم الاستهتار بهذا التوجه، والجميع يذكر ما قاله السادات حين أعلن انه مستعد أن يضحي بمليون جندي لأجل استرجاع سيناء، وكلاهما الأسد الابن والسادات استلما السلطة بعد عظماء سبقوهم في السلطة، جمال عبد الناصر في مصر وحافظ الأسد في سوريا، والحقيقة انه قد يكون الأسد مثل السادات قبل على حق في تشخيصه أن "الإسرائيليين لا يفهمون سوى القوة"، أو أن حكمتها، للأسف الشديد تكون متأخرة دائما.