واصلت الصحافة الإسرائيلية رصد ما اصطلح عليه بأزمة بين واشنطن وتل أبيب حول معضلة الاستيطان الاسرائيلى التى لاتتوقف وما لتأثير كل ذلك على فرص تحقيق السلام في المنطقة. وفي هذا الإطار نقلت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية خطابا لرئيس الكونجرس اليهودي العالمي رونالد لاودر قام بنشر إعلانه بالصحف الأمريكية بتنسيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، ويتهم فيه الادارة الامريكية بالمسئولية عن تعثر العملية السلمية . ويرى الكثيرين من محللى الاحداث ان اطلاع نتانياهو على ذلك الخطاب قبيل نشره يعد بمثابة اعتراف ضمنى بانه رسالة من نتنياهو إلى أوباما. بداية القصة تعود الى يوم الخميس من ابريل العام الحالى حيث نشر رونالد لاودر رئيس الكونجرس اليهودي العالمي وأحد اقرب المقربين من نتنياهو ، نشر خطابا إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتقد فيه بشدة السياسات التي تسببت في افتعال أزمة بالعلاقات مع إسرائيل . توجهات لاودر السياسية لم تظهر فقط بالصحافة الامريكية وكما نشرته صحيقتى "واشنطن بوست" و "ول ستريت جورنال" بل تناولته ايضا الصحف الاسرائيلية وفقا لما جاء بصحيفة هاأرتس وبصورة اسرائيلية حيث جاء في مضمون الخطاب ان يهود العالم قلقين من التردى الدرامى فى العلاقات الامريكية الاسرائيلية حيث اشار لاودر الى ذلك بقوله " قلقنا يتزايد بل تحول إلى ذعر وأصبح لدينا العديد من التساؤلات المزعجة ... فلماذا الإدارة الأمريكية من خلال التصريحات الموجهة للشرق الأوسط تدين إسرائيل بعدم إحراز تقدم في محادثات السلام في حين أن الفلسطينيين وليس إسرائيل هم من يرفضون إجراء التفاوض. ورغم ان الحقائق الملموسة على ارض الواقع واضحة وضوح الشمس الا ان لاودر جاء سرده لها برؤية اسرائيلية وذلك فى تناوله للاستيطان فى حي رامات شلومو في القدسالشرقية حيث قال "على الرغم من أن بعض المسئولين الإسرائيليين رأوا أنه جاء في توقيت مؤسف إلا أن الولاياتالمتحدة اعتبرته إهانة لها". لاودر الذى عينه نتانياهو خلال فترة رئاسته الأولى للوزراء مبعوثا بالنيابة عنه للتفاوض مع سوريا لنقل الرسائل إلى الرئيس الراحل حافظ الأسد ، لم يكتفى فى خطابه هذا بالاستيطان فقط بل تناول ايضا جذور الصراع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مدعيا انه راجع بالاساس الى رفض الفلسطينيين تقبل إسرائيل كدولة يهودية، فكل زعيم اورئيس حاول تحقيق السلام بين الجانبين اصطدم آجلا أو عاجلا بالتشدد الفلسطينى وعدم تقديم تنازلات للتوصل لتسوية بشأن هذه المسألة؛ويقول لاودر فى هذا الاطار :أود أن أذكرك بمدى حزن الرئيس كلينتون عندما رفض الفلسطينيين مقترحات السلام التي قام بتقديمها عام ألفين، ولم تكن المستوطنات هي القضية الرئيسية أنذاك كما هي الآن أيضا". لاودر طالب في خطابه أيضا الإدارة الأمريكية توضيح موقفها بشأن حدود إسرائيل كجزء من تسوية نهائية قائلا" هل يمكن أن تكون إسرائيل غير ملتزمة بتسوية دائمة تعطي لإسرائيل حدود يمكن الدفاع عنها؟ هل ترسم مسارا جديدا يترك إسرائيل مع حدود لا يمكن الدفاع عنها مثل حدود ما قبل 1967. كما طالب لاودر إدارة أوباما توضيح موقفها من التهديدات الفلسطينية لإعلان دولة مستقلة أحادية الجانب، متعجبا إذا ما كان تصاعد التوتر مع إسرائيل قد يحسن من علاقاته مع العالم الإسلامي قائلا أن التاريخ أثبت بوضوح أن الترضية لا تجدي نفعا بل يمكن أن تحقق العكس تماما" وشدد على ضرورة أن تركز الولاياتالمتحدة مجهوداتها إلى التهديد النووي الإيراني. وفي النهاية خاطب لاودر باراك أوباما قائلا " سيدي الرئيس نحن نقدر ما تبذلونه من جهود لتحقيق السلام ومع ذلك نحثكم على الأخذ في الاعتبار الأمور المقلقة التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن ، لقد حان الوقت لإنهاء المواجهة العلنية مع إسرائيل والوقوف معا لمواجهة التحديات التي نواجهها". وفي حوار للاودر مع صحيفة نيويورك تايمز قال إنه تحدث مع نتنياهو وحصل على موافقته وتأييده قبل نشر هذا الإعلان وإن كان بعض المقربين من نتنياهو أكدوا أنه لم يعرض نص الخطاب على رئيس الوزراء قبل نشره، فقط اطلع عليه بعد ذلك من خلال وسائل الإعلام ولم يشارك هو أو رجاله في وضع صياغته. ويرى كاتب المقال بصحيفة هاآرتس الإسرائيلية إنه من خلال قراءة خطاب لاودر يتضح أن مضمونه يتشابه إلى حد كبير مع رسالة نتنياهو في الشأن الفلسطيني منذ توليه منصبه وإذا كان الأمر كذلك ، فيمكن اعتبار خطاب لاودر انما هو بمثابة رسالة من نتنياهو إلى أوباما ولكن عن طريق لاودر وبوسائل الاعلام بالمجتمع اليهودي بالداخل واطرافها الامريكية بالخارج .