أكد علماء بريطانيون ان الكشف الدوري بالاشعة علي الثدي لاكتشاف السرطان ، ينقذ حياة امرأتين مقابل كل حالة يتم اعطاؤها علاجا غير ضروري نتيجة عدم القيام بهذا الفحص. وقالت ستيفاني دوفي من كوين ماري بجامعة لندن التي رأست الدراسة "مع الاسف ليس لدينا حتي الان اختبارا خاليا من العيوب وبعض الحالات التي اختيرت لم تكن ستتطلب علاجا، واكدت انه في مقابل حالة من هذا القبيل ينقذ الفحص امرأتين كانتا ستموتان بغير ذلك من سرطان الثدي، وتتناقض نتائج دوفي مع نتائج دراسة من شمال اوروبا نشرت الاسبوع الماضي واشارت الي عدم العثور علي دليل علي ان الفحص الروتيني للنساء لاكتشاف سرطان الثدي له أي تأثير علي معدلات الوفيات. وتثير هذه النتائج ايضا جدالا تفجر في الولاياتالمتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2009، بعد ان تساءل مسؤولو الصحة العامة في قوة الخدمات الوقائية الامريكية عما اذا كان الفحص السنوي بالاشعة علي النساء اللائي تجاوزن الاربعين ينقذ ارواحا بشكل فعلي واقترحوا رفع سن الفحص الي الخمسين. وانتقد اطباء السرطان وجماعات نشطة هذه الخطوة قائلين ان هذه التغييرات ستعني وفاة مزيد من النساء بسبب سرطان الثدي. وسرطان الثدي هو السرطان الاكثر شيوعا في النساء في شتى انحاء العالم حيث يشكل نحو 16% من كل حالات السرطان بين النساء. ويقتل هذا المرض نحو 519 الف امرأة عالميا كل سنة، علي الرغم من ان الخبراء علي خلاف بشأن ما اذا كان الفحص الروتيني يساوي القلق والنفقات فان معظم الدول الثرية استقرت علي خطة للفحص الروتيني بعد سن الاربعين او الخمسين في محاولة لاكتشاف الاورام عندما تكون صغيرة واسهل في علاجها. ويقول منتقدو برامج الفحص ان ضررها يمكن ان يكون اكثر من نفعها اذا لم تتفوق ميزة منع حدوث مزيد من الوفيات علي ما يتطلبه هذا الاجراء من قضاء وقت اضافي في المستشفى ونفقات بالاضافة الي التوتر والقلق من هذا الانذارالكاذب. واجرت دوفي وزملاؤها دراستين علي التوازن بين الاخطار والمزايا في برامج الفحص، وتوقعت الدراسة ان عدد النساء اللائي كن سيموتن من سرطان الثدي في بريطانيا لو لم يتم اطلاق برامح الفحص لكشف سرطان الثدي في عام 1988 وبحثت اخري في عدد حالات الوفاة من سرطان الثدي بين 80 الف امرأة في السويد مقارنة بين النساء اللائي تم فحصن والاخريات اللائي لم يتم فحصهن. واظهرت النتائج التي نشرت في دورية الفحص الطبي الاربعاء، انخفاضا جوهريا وملموسا في حالات الوفاة من سرطان الثدي من جراء الكشف بالاشعة عن سرطان الثدي مع انقاذ حياة ما بين 2 و5ر2 مقابل كل حالة تم الافراط في تشخيصها. وقالت ليسلي ووكر مدير معلومات السرطان في جمعية ابحاث السرطان الخيرية ببريطانيا ان الدراسة اظهرت ان الفحص ينقذ الحياة، واضافت انه يجعل النساء يحصلن علي، معلومات عالية الجودة، لمساعدتهن علي اتخاذ القرارات مع اطبائهن. واردفت قائلة في بيان انه اجراء معياري لاجراء تلك المناقشات التي تساعد النساء علي تحديد الخيار المناسب لهن ومن ثم فان الافراط في التشخيص يجب الا يكون سببا للشعور بالقلق من القيام بعملية فحص.