فاز رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إيهود باراك أمس الثلاثاء فى الجولة الأولى للتصويت على زعامة العمل وسيواجه " عامى إيالون " الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلى " الشين بيت " فى جولة الإعادة الشهر القادم، وقد حصل باراك على 36% أى أٌقل من نسبة الأربعين فى المائة المطلوبة لتفادى جولة الإعادة فى 21 من يونيو القادم . وأطاحت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات والتى شارك فيها ما يقرب من 104 آلاف من أعضاء حزب العمل بوزير الدفاع عمير بيرتس من رئاسة الحزب الذى ينتمى إلى يسار الوسط، وجاء بيرتس فى المركز الثالث فى الاقتراع وحصل على 22% من الأصوات، ويرى المحللون أنه من الممكن أن يكون دعم بيرتس لأى من المرشحين حاسماً فى الجولة الثانية فى الوقت الذى يأمل فيه بيرتس فى أن يصبح وزيراً للمالية بعد ترك وزارة الدفاع وأنه سيدعم على الأرجح المرشح الذى يعتقد أنه يوفر له فرصة أفضل للحصول على هذا المنصب فى حكومة أولمرت . وأعلن بيرتس أنه سيتنحى عن وزارة الدفاع بصرف النظر عن النتيجة، وسيتولى الرئيس الجديد لحزب العمل على الأرجح المنصب المحجوز للحزب بموجب اتفاق الائتلاف مع حزب كاديما المنتمى للوسط بزعامة أولمرت . ويعد رئيس الوزراء الأسبق خلال العامين 1999 – 2000 إيهود باراك هو أبرز المتنافسين على هذا الموقع، ومن أهم ما ميز حقبة باراك فى رئاسة الوزراء قرار الانسحاب الإسرائيلى من جنوب لبنان عام 2000 وفشل المفاوضات مع الجانب الفلسطينى، واندلاع الانتفاضة الثانية، ولباراك العديد من الأعداء سواء داخل حزب العمل أم خارجه، حيث يتهمونه بالغرور والعناد ورفض الاستماع لنصائح الآخرين خلال توليه رئاسة الحكومة، لكن باراك يقول إنه أخذ العبر وأنه رجل آخر الآن . وقد ركز باراك " 65 عاماً " خلال حملته الانتخابية جهوده على الاتصال بأعضاء الحزب بدلاً من قيادة حملات إعلامية من اجل زعامة الحزب، لكن رغم ذلك ليس هناك مؤشرات واضحة على أنه الزعيم المقبل لحزب العمل فى الوقت الذى يرغب فيه رئيس الوزراء إيهود أولمرت فى فوز باراك لأن ذلك يعتبر بالنسبة له مفتاحاً لاستقرار حكومته . جاءت هذه الانتخابات لتنهى عزلة إيهود باراك التى دامت ست سنوات، ويقول إنه الوحيد القادر على تولى منصب وزير الدفاع عن جدارة فى حال اندلاع حرب ومنع عودة الزعيم اليمينى بنيامين إلى السلطة، وكان باراك قد حقق فوزاً ساحقاً فى الانتخابات التى جرت فى مايو 1999، لكن اقترن اسمه بفشل مفاوضات كامب ديفيد فى يوليو 2000 مع الرئيس الراحل ياسر عرفات والرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون، وبعد أن فاز عليه شارون فى فبراير 2001 استقال باراك قبل أن يعدل قراره ويوافق على تولى حقيبة الدفاع لفترة قصيرة فى حكومة شارون وغادر السلطة بعد ذلك للعمل بالتجارة . وتأتى انتخابات حزب العمل الإسرائيلى وسط توقعات بأن تكون لها تداعيات على مستقبل الحكومة الائتلافية الحالية التى تضم حزبى العمل وكاديما، ويتنافس على زعامة الحزب رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك ورئيس جهاز الأمن الداخلى " الشين بيت " السابق " عامى أيالون " وعلى الزعيم المقبل للحزب أن يقرر مستقبل مشاركة الحزب فى الحكومة الحالية برئاسة إيهود أولمرت الذى لا يحظى بشعبية تذكر فى الشارع الإسرائيلى . ورغم أن أيالون وباراك يؤيدان استمرار مشاركة حزب العمل فى الحكومة الائتلافية الحالية، لكن أيالون دعا رئيس الحكومة أولمرت إلى الاستقالة فوراً على ضوء الانتقادات التى وجهتها إليه اللجنة الخاصة بالتحقيق فى حرب الصيف الماضى بين إسرائيل وحزب الله . وستواجه إسرائيل مستقبلاً سياسياً مجهولاً فى حال انسحاب حزب العمل من الحكومة الحالية التى تعيش تداعيات الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، إذ يتعرض زعيم الحزب ووزير الدفاع الحالى عمير بيرتس لانتقادات شديدة ومستمرة بسبب إدائته خلال الحرب، حيث يقول منتقدو بيرتس إن إدارته للحرب كانت ضعيفة وأن عدم امتلاكه للخبرة العسكرية قد جعل إسرائيل مكشوفة من الناحية العسكرية، وهذا هو سبب هزيمته فى انتخابات الحزب . وحسب آخر استطلاعات الرأى يمثل " أيالون 61 عاماً " صدارة المتنافسين على زعامة الحزب، ورغم أن أيالون حديث العهد على الساحة السياسية وعضو فى الكنيست الإسرائيلى منذ عام فقط .. إلا أن له خبرة فى مجال يهم كل الإسرائيليين .. ألا وهو الأمن، وقد أشار إلى أنه فى حال فوزه سيقوم بسحب حزبه من الائتلاف الحكومى إذا بقى أولمرت فى منصبه . بينما أكد باراك الذى يأمل فى شغل منصب وزير الدفاع أنه قد يتولى هذا المنصب مؤقتاً فى حكومة يبقى أولمرت رئيسها، وفى حال خسارته دعم النواب ال 19 لحزب العمل سيحرم أولمرت من الأغلبية فى الكنيست " 120 مقعداً " وسيضطر إلى الاستقالة أو تعديل حكومته أو تحديد انتخابات مبكرة ويفترض أن تنتهى الولاية الحالية فى 2010 . وسيكون ناخبو حزب العمل فى وضع الاختيار بين باراك وزير الدفاع الأسبق ورئيس الوزراء الأسبق بكل خبرته السياسية وتاريخه العسكرى وبين عامى أيالون رئيس جهاز الأمن الداخلى السابق، والذى يعتبر وجهاً جديداً نسبياً فى عالم السياسة خاصة بعد أن خاض الناخبون تجربة اختيار الوجوه الجديدة عديمة الخبرة، كما حدث مع بيرتس وتشير التوقعات إلى أنه بغض النظر عن اسم الفائز،فإنه سيعمل على الانسحاب من الحكومة الائتلافية بقيادة أولمرت مما سيؤدى إلى عقد انتخابات عامة مبكرة . 30/5/07