تراجعت مؤشرات الأسهم المصرية خلال الاسبوع الثاني من مارس / اذار 2010 متأثرة بعدة انباء وقرارات منها رفض الجزائر الطعن المقدم من " جيزي" بشأن الضرائب ومعاقبة البورصة ل 3 شركات وساطة مالية والتحقيق مع عدد منهم نتيجة مخالفات، وسط ضغوط شح السيولة الذي خنق التداولات التي عززها توالي الاكتتابات، في الوقت الذي تلقى سهم "لكح جروب" دعما من عودة رامي لكح وشقيقه تدعم السهم . وبالنسبة لحركة المؤشرات، تراجع "إجي إكس 30" -مؤشر السوق الرئيسي 0.21 % بما يعادل 14.7 نقطة ليبلغ 6769.08 نقطة. وخسر "إجي إكس70" -الذي يقيس اداء الاسهم المتوسطة والصغيرة - 0.38 % بما يعادل 2.7 نقطة ليبلغ 719.59 نقطة. وهو ما انسحب على مؤشر "اجي اكس 100" الاوسع نطاقا ليفقد 1.7 % او حوالي 20.25 نقطة ليغلق عند 1149.97نقطة. وقال أحمد العطيفي مدير إدارة الاستثمار بإحدى شركات السمسرة في تصريحات خاصة لموقع أخبار مصر www.egynews.net ان السوق شهدت عدة اكتتابات منها "أوراسكوم تليكوم"، و"الجيزة للمقاولات" و"عبر المحيطات" و"المتحدة للاسكان" و"الشرقية الوطنية للامن الغذائي" و"سوديك" وكذلك أعلنت "بالم هيلز" عن اكتتاب ضخم تستعد لطرحه، وزاد من الضغوط حبس السيولة داخل الاكتتابات حيث لم تطرح الاسهم الجديدة للتداول. ويعد اكتتاب اوراسكوم تليكوم الاكبر حيث سحب نحو 3 مليارات جنيه من السوق -ويقدر بقيمة 5 مليارات- الا ان باقي الاكتتابات مجتمعه لها ثقل. كما ان تقليص تعاملات 3 شركات وساطة مالية في إطار معاقبتهم نتيجة مخالفات تسبب في تجميد تعملات الافراد المتعاملين معهم، حيث لا يستطيعوا اتخاذ قرار بشأن اسهمهم لحين الانتقال لأخرى مما يصعب الأمر بالنسبة لحائزي الكريديت. وفي هنا المنحى، طالب د.ايمن متولي رئيس الجمعية المصرية للاستثمار والتمويل من خلال اخبار مصر ادارة البورصة بضرورة مراجعة موقفها، مشيرا الى عدم جدوى الايقافات التي ادت الى هبوط السوق، وتخوف المتعاملين وهو ما قد ينتج عنه حالة من البيع المكثف غير المدروس". والى جانب ما سبق، اشار مصطفى بدرة الى ان سهم "أوراسكوم تليكوم"، تلقى ضغطا الاثنين من اعلان رفض الطعن ليتراجع من 6.28 جنيه الى 6.12 جنيه واغلق حول 6.21 جنيه. وأعلنت شركة أوراسكوم تليكوم رفض الجزائر الطعن الإداري المقدم من ذراعها جيزي لإعادة تقييم الربط الضريبي، وتعتزم الشركة الطعن في قرار الرفض أمام القضاء الإداري (مجلس الدولة الجزائري) بجانب بحث جميع الخيارات الاستراتيجية المتاحة. وفي المقابل عزز اعلان النائب العام المصري إيقاف إجراءات مقاضاة رجلي الأعمال رامي لكح وشقيقه ميشيل لتوثيق تصالحهما مع البنوك الدائنة بالشهر العقاري واعتماد محافظ البنك المركزي الدكتور فاروق العقدة للتسويات فضلا عن رفع أسمهما من قائمة الممنوعين من السفر سهم الشركة الذي يعمل بسوق خارج المقصورة. من جهة اخرى اعتبر د.ايمن متولي تكثيف الاجانب للشراء امر طبيعي بعد الاتجاه البيعي الذي انتهجوه لفترة من المنطقي ان يعاودوا الشراء مرة اخرى مع بلوغ أسعار الاسهم الى مستويات جاذبة، لافتا الى ان تحركات المؤسسات والاجانب في السوق أكثر رشدا من الافراد. واثارت العودة القوية لاسهم "لفت سلاب" التي تعرضت للايقاف من قبل ادارة البورصة بسسب الارتفاعات غير المبررة تساؤلات الخبراء، حيث سجل "لفت سلاب" اجمالي ارتفاعات خلال جلستين بلغ 38 % ( 20 % و 18 % على التوالي)، ولفت وائل عنبة رئيس مجلس ادارة والعضو المنتدب لاحدى شركات ادارة المحافظ الى ان المتعاملون يترقبون رد فعل ادارة السوق حيال هذه الارتفاعات. وانتقد خبير اسواق المال تدخلات ادارة السوق، وطالب بضرورة معاقبة المتلاعب سواء المستثمر او شركة السمسرة، مؤكدا ان ما يحدث هو معاقبة كافة المتعاملين. وفي اشارة لتناقض المواقف، لفت عنبة الى رفض ماجد شوقي رئيس مجلس ادارة البورصة التدخل حين فقدت السوق 1800 نقطة في لأكتوبر 2008 وبرر موقفه بان التدخل يتنافى مع اليات السوق، والان يقر ما رفضه في السابق. وكانت ادارة البورصة اوقفت سهم "لفت سلاب" بعد صعوده 1000 % خلال 6 أشهر ليصعد سعر السهم من 7جنيهات إلى 70 جنيها مع اعلان الشركة تحقيق خسائر خلال 2009 بدون أسباب جوهرية، وفرضت عقوبات على 3 شركات وساطة فى الأوراق المالية بعد ثبوت قيام تلك الشركات بعمليات تلاعب بالسوق تمت على السهم. ومثل شح السيولة هو عنوان السوق هذا الاسبوع، وأشار محسن عادل خبير اسواق المال الى ان الاداء العرضي الذي اتسمت به السوق مرجح ان يستمر على المدى القصير في ظل غياب الية اجتذاب السيولة الجديدة، بالاضافة الى الضغوط الواضحة لهذا النقص على اداء المصريون الذين "المحرك الاساسي للبورصة". واضاف عادل ان هذا النقص قد افقد البورصة قدرتها التفاعلية مع الاخبار الاخبار الايجابية سواء من نتائج الاعمال او توزيعات الارباح، اواندماجات واستحواذات لشركات وعمليات التوسعية بها وهو ما يعني ضياع فرصة كبيرة كان يمكن استغلالها لاعادة الاتجاه التصاعدي وبقوة لمؤشرات السوق خلال الفترة الحالية.