القاهرة - اخبار مصر ترجمة خالد مجد الدين استراتيجية الرئيس أوباما للميزانية تعتمد على عنصر مرور الزمن : وترتكز على قاعدة " انفق الآن ثم خطط لضبط نظام واشنطن المالى في وقت لاحق وحتى الآن يبدو ان" وقت لاحق" ، تعنى بعد الكثير من الوقت . وفي إطار الميزانية التى تقدم بها أوباما إلى الكونجرس يوم الاثنين سيكون العجز في الميزانية الفدرالية نحو 1.267 تريليون دولار في العام 2011. . و انه بحلول العام 2020 يتوقع البيت الابيض ان ينخفض العجزا ولكنه لا يزال يتجاوز التريليون دولار. بالنسبة لإدارة أوباما فإن هذا العجزالكبير هو جزء من استراتيجية اعدت بعناية : فهى تركز أولا على تعزيز الاقتصاد وتوفير فرص العمل ، ثم الانتقال تدريجيا في اتجاه محور الانضباط المالي. و لطالما أن واشنطن ومنذ فترة طويلة تعانى من عجز الانفاق في الأوقات الجيدة وكذلك السيئة لذا يقول كثير من الخبراء الماليين أن استراتيجية أوباما الأساسية هي الاسلم لامة لا تزال غارقة بالقرب من مستنقع الركود الاقتصادي العميق. ولكن هذا الجهد ينطوي على مخاطر اقتصادية. حيث يمكن للمستثمرين أن يطالبوا بأسعار فائدة عالية على سندات الخزينة بسبب المخاوف من ان واشنطن لن تتحرك فى اتجاه لتحقيق خفض العجز.. أزمة الديون في اليونان في الآونة الأخيرة تعد تذكرة لمثل هذا النوع من المشاكل التي يمكن أن تحدث - والدول الكبيرة مثل الولاياتالمتحدة ليست بالضرورة محصنة ضد مثل هذه الازمات. حجم العجز الفيدرالى يمكن أيضا أن يخلق تحديات سياسية لأوباما وخاصة اذا كان الجمهوريون قادرين على تقديم أنفسهم كحزب قادر على كبح الموازنة هذا و نجد فى استطلاعات الرأي الأخيرة أن الناخبين قلقون للغاية إزاء العجز الفيدرالى الكبير ، تماما مثل قلقهم ازاء الوظائف. فإن أوباما ومساعديه سعوا إلى تقسيم القضية الى جزئين وفقا لخطة أوباما. . الجزء الاول هو أن انخفاض حاد في العجز الآن سيكون سياسة سيئة. والثاني هو أن الرئيس يبذل جهودا جدية في ضبط الإنفاق - حتى مع ارتفاع العجز القائم – والتزامه بعلاج مشاكل أميركا المالية على المدى الطويل. و قد قال مدير الميزانية بيتر أورزاج Peter Orszag في بيان لوسائل الاعلام "اننا نحاول ايجاد هذا النهج المتوازن لتحقيق الاستدامة المالية و. نحن لا نريد أن نتصرف بسرعة كبيرة جدا لخفض هذا العجز". و اضاف ان خطط أوباما بالفعل إحرزت تقدم في ترويض العجز لكن انجاز المهمة حسب كلماته تتطلب " جهودا مشتركة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي وهذا ما نسعى اليه" . وزير الخزانة تيموثي جيثنر Timothy Geithner حدد هدفا متمثل في جعل عجز الميزانية السنوي ينخفض الى 3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الأميركي. و تحقيق هذا الهدف من شأنه أن يجعل الديون الوطنية تظل ثابتة طالما ينمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3 في المئة. و فى الواقع البيت الابيض لم يتمكن من ترويض العجز وخفضه إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي في أي سنة من سنوات هذا العقد. على الرغم من الأرقام التى تشير الى ان كان الاقتصاد ينمو أسرع قليلا من 3 % سنويا. بعض الاقتصاديين خارج واشنطن قالوا .. ان هذا الهدف يبدو متفائلا فعلى سبيل المثال شركة الاستثمار جولدمان ساكس Goldman Sachs توقعت في الآونة الأخيرة أن الناتج الامريكى المحلي الإجمالي الحقيقي خلال هذا العقد سيكون مخيبا للآمالوز و لن يتجاز معدل 2.2 %. اذا كانت توقعات البيت الابيض صحيحة بان العجز سينخفض الى تريليون دولار في عام 2020 فهذا من شأنه أن يجعل الناتج المحلي الإجمالي في تلك السنة يساوي 4.2 % وهوما يوازى حوالي نصف حجم العجز الذى يخطط له أوباما العام المقبل ، كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي. حسابات ميزانية أوباما هى شهادة على التحدي الصعب الذي سيواجه أي رئيس الآن. بالنظر قدما الى المؤشرات نجد أن الدين الوطني يقترب بسرعة ليكون مساويا لاجمالى الناتج المحلي عن سنة واحدة -وهو اتجاه يمكن أن يضع التصنيف الائتماني لأميركا فى خطر السنوات القادمة. و يقول الاقتصاديون سيكون من الصعب تحديد مسار الاستدامة المالية دون الجمع بين الزيادات في الضرائب وخفض أكثر عمقا للانفاق. كان أوباما قد وقف موقفا صارما مؤكدا أن الأسر التي يقل دخلها عن 250،000 دولار لن ترى ارتفاعا لضرائبهم . لكن الآن هناك مشكلة كبيرة اخرى أيضا بدات تلوح في الافق – وهى ما اسماه السيد اورزاج مدير الميزانية " عجز الوظائف" الناجم عن الركود الاقتصادي. .. مشيرا الى عام 1937 حيث عانت الولاياتالمتحدة حالة من الكساد وعندها اتخذ الرئيس فرانكلين روزفلت خطوات لإغلاق العجز الاتحادي قبل أن يجد الاقتصاد موطئ قدم. أوباما اقترح مشروع قانون الوظائف متضمنا عدة طرق لاحداث اقتطاعات فى الضريبة مصممة للتحفيز على التوظيف وزيادة انفاق المستهلكين. يقول الجمهوريون ان عجز الانفاق وراء فشل خلق الوظائف وأن تحرك أوباما لتجميد جزء من الانفاق الاتحادي لم يحقق الغرض بما فيه الكفاية تجاه إعادة الانضباط. زعيم الاقلية في مجلس النواب جون بوينر John Boehner (جمهوري) من ولاية أوهايو قال في بيان "الرئيس أوباما تقدم بميزانية اخرى تنفق الكثير و تتضمن الكثير من الضرائب والكثير من الاقتراض " وتحدث عن وجود الخطة التي أعدها النائب الجمهورى بول ريان Paul Ryan من ولاية ويسكونسن لمعالجة والحد من هذا العجز أوباما يعمل على تشكيل لجنة من الحزبين لمعالجة الفجوة المالية لكن بعض خبراء الميزانية يرون ان الكونجرس من المحتمل ان يحتاج لإشارات عاجلة من الأسواق المالية قبل ان يكون مستعدا للتعامل بطريقة تمثل كلا الحزبين بشأن هذه المسألة.