مع التطور التكنولوجي والانفتاح وتوقف البعض عن تبادل الأرقام واستبدالها بتبادل الأكواد الخاصة ببرامج وأجهزة المحادثة .. هل ما يزال يفكر الشباب والشابات بالارتباط التقليدي؟. أو يفضلون العكس بالارتباط عن قناعة وأختيار..سؤال طرحته جريدة الوطن السعودية. الشابة سارة حمد لا ترى أن الظروف المواتية من انفتاح أو تطور تكنولوجي قد شجع أو ساهم على الزواج من خلال معرفة مسبقة، وذلك بسبب أنه لا تزال هنالك عادات وتقاليد مفروضة على الفتاة أكثر من الرجل، ولذلك يوجد مجازفة كبيرة في النطاق. حيث إن الغالبية ممن استطاعوا تحقيق هذا الأمر إما أن يكون أسرهم لا تهتم بمسألة النسب أو القرابة، وغيرها من الأمور. وقالت سارة إن لها صديقات ارتبطن بزيجات من بعد معرفة كانت بينهن وبين أزواجهن. وعلى عكس ذلك، يؤمن خالد المحمد الذي يبلغ من العمر 35 سنة، ولكنه لا يزال عازباً بزواج الحب، فهو يعتبر أن كل من يختار هذا الخيار سيكون متحملاً لمسؤوليته الكاملة، مرجعاً أسباب رغبته بالارتباط العاطفي إلى دراسته لفترة طويلة في بريطانيا، ولذلك تغيرت لديه قناعات كثيرة حول ضرورة أن يختار الرجل شريكة حياته بنفسه، معبراً عن مدى أسفه لحال بعض من يتقيد بعادات وتقاليد يعتبرها أنها انتهت وليس لها مكان في العصر الحالي خاصة في مسائل الزواج. ويتفق طلال ناصر وهو شاب في سن الثالثة والثلاثين مع فكرة الزواج عن طريق معرفة وأختيار، ويرى أنه هو الزواج الحقيقي، مبدياً عدم رغبته في الارتباط مستقبلاً بشكل تقليدي مع شريكة حياته، ويقول إن الزواج من بعد معرفة سيجعل أساسياته أقوى من التقليدي الذي أصبح في اعتقاده أحد الأمور القديمة. يقول طلال "في السابق كانت والدة الشاب تبحث عن زوجة لابنها تساعدها في أعمال المنزل، وتكون سنداً لها في المنزل، وهذا الأمر كان بسبب عامل الفقر في الزمن الماضي. أما الآن فلقد تغيرت الأحوال". ويعتبر طلال نفسه أحد المناصرين للحريات الشخصية. على الرغم من أنه كشاب قد لمس أن الوضع لا يزال غير مناسب لمثل هذه الأفكار، وخاصة بين الشباب. الشابة ليلى حميدان لا تفكر يوماً بأن تتزوج عن طريق الاختيار. خاصة وأنها اقتربت من سن 26، وذلك بسبب أنها عائلتها تتبع ثقافة النسب، وهو أمر مطلوب لدى أسرتها فوق كل شيء، ولذلك سيكون من الصعب عليها أن ترتبط مع أحد الأشخاص، وقد لا يكون مناسباً لعائلتها قبل أن يكون مناسباً لها ولفكرها، وهو أمر تأسف عليه، ولكنها مقتنعة بشكل كلي بأن الزيجات التي تتم من دون رضا أو موافقة الأهل أحد الأسباب في عدم التوفيق في الزواج وحدوث الطلاق. خاصة وأنها قد شهدت شخصياً إحدى تلك الحالات لبعض من أقربائها الذين تزوجوا دون رضا الأهل، ولم يحضروا لحفل زواجهم، وبالتالي حدث خلاف كبير فيما بينهم انتهى بطلاق الزوجين. الزوجان تهاني وعبدالرحمن تزوجا زواجاً تقليدياً، ولكنهما لا يجدان حرجاً في أن يرتبطا أي شخصين بعد معرفة واختيار، ويريا أن هذا الأمر يعود للانفتاح الذي يعيشه المجتمع في العصر الحالي، ولكنهما يقران بأنه لا يزال هنالك غالبية عظمى تبتعد عن ذلك بسبب الموروث التقليدي بين الأسر في أن الفتاة لا تتزوج إلا باختيار أسرتها. أو أن الرجل لا يتزوج إلا من أقربائه. بالرغم من أن السنة النبوية أوضحت بأنه لا عيب في أن تختار المرأة الرجل المناسب لها. "المرأة تتمنى أن تتزوج من بعد علاقة حب لأن بيوتنا خاوية من الحب"، هكذا بدأ صالح العبدالله حديثه، موضحاً أن الأساس في هذا الموضوع هو المرأة، وهي التي تعتبر أحد الأطراف المظلومة. لكونها لا تعامل بطريقة تناسبها سواء داخل أسرتها أو في محيطها، ولذلك تلجأ الفتاة إلى خوض علاقات عاطفية لتعويض جانب النقص العاطفي لديها، ويقول صالح إنه شخصياً يتمنى الارتباط بفتاة هو يختارها بنفسه، وليس العادات والتقاليد. سامر عبدالرحمن تزوج عن حب، ويقول إنه "من الصعب أن يجد الزوج قاعدة معينة يستند عليها بسبب اختلاف الطباع بين البشر، ولذلك إذا ارتبط مع فتاة لا يعلم عنها شيئاً، فقد يمر بمرحلة سيئة تؤدي إلى فشل الزواج. بعكس زواجه مع فتاة يعرفها، فهو حينئذ سيرتبط بها بقناعة تامة، ولكن يجب التفريق بين الحب والإعجاب، فالكثير لا يقوم بالتفريق فيما بينهما، ولذلك تأتي اتهامات كثيرة على أن زواج الحب سريع الفشل". أما المهتم بالشأن الاجتماعي عبدالرحمن الخالد فذكر بأنه "لدى المقارنة بين الزواج التقليدي وزواج بعد علاقة عاطفية الزواج خاصة من حيث نسب الطلاق يجد إحصاءات وزارة العدل التي تشير إلى أن الزواج التقليدي تقع نسبة الطلاق فيه بحوالي 19%. أما أحد المختصين في الغرب فذكر بأن نسبة الطلاق بزواج بعد العلاقات العاطفية تقارب 40%، ولذلك كان الأمر غير مقبول لدى البعض، ولكنه أقل ضرراً. وأكد الخالد أنه يجب على المرء أن يفكر في اختياره مثل أن الشخص، مشيراً إلى أن البعض يتزوج بشكل تقليدي، ولكنه يعلم في قرارة نفسه أن هذا الزواج قد ينجح، وقد لا ينجح، مشيراً إلى أن الدين قد بيّن لنا ذلك من خلال الكسب الحلال والمشروع، فالطريقة الأولى هي الكسب الحلال. أما الأخرى فهي عن طريق السرقة، ولكن الدين بيّن لنا مضار السرقات وآثارها على المجتمع، ولذلك فكل إنسان يجب أن يتجه للخيار الأقل ضرراً على نفسه وبيئته وأسرته.