رغم نجاحه المبهر مع تشيلسي الإنجليزي على مدار السنوات الأخيرة وفوزه مع الفريق بأكثر من لقب، فشل لاعب خط الوسط الغاني مايكل إيسيان في الفوز مع منتخب بلاده بأي لقب حتى الآن. ويمثل إيسيان دائما اللاعب الذي تعلق عليه جماهير النجوم السوداء آمالها مع كل بطولة يخوضها الفريق خاصة وأنه أصبح أبرز لاعب في صفوف المنتخب الغاني في السنوات القليلة الماضية والوحيد الذي يستطيع تعويض الفريق وجماهيره بعد اعتزال النجم الكبير السابق عبيدي بيليه. وترى جماهير الكرة الغانية في هذا اللاعب العقل المفكر والقلب النابض والروح الحقيقية في منتخب النجوم السوداء. وما يضاعف من أهمية إيسيان بالنسبة للمنتخب الغاني أنه نجح فيما فشل فيه آخرون من النجوم السابقين للمنتخب الغاني حيث قاد الفريق بنجاح إلى نهائيات كأس العالم مرتين متتاليتين عامي 2006 بألمانيا و2010 بجنوب أفريقيا. ويشتهر مايكل إيسيان 28 عاما بطاقته ومجهوده الهائل في الملعب بالإضافة لقدرته على تسجيل الأهداف المثيرة وتمرير الكرات الخطيرة التي تزعج أي دفاع. وتكرر ترشيح إيسيان ضمن المتنافسين على جائزة أفضل لاعب في العالم وذلك في استفتاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كما كان أحد أبرز العوامل وراء فوز المنتخب الغاني بالمركز الثالث في كأس الأمم الأفريقية الماضية عام 2008 بغانا. ولكنه يحلم هذه المرة بقيادة النجوم السوداء إلى اللقب الأول له في كأس الأمم الأفريقية منذ 28 عاما والخامس في تاريخ الفريق. ويتمتع إيسيان بخصائص فريدة فهو يجيد اللعب في جميع مراكز خط وسط الملعب مما دفع البعض إلى اعتباره لاعبا يجيد اللعب في أي مكان من منطقة جزاء فريقه إلى منطقة جزاء الفريق المنافس. وإلى جانب مهاراته الرائعة في المراوغة والتمرير المتقن، ويتمتع إيسيان بقدرات فائقة في التسديد القوي. وبعد فترة طفولة حافلة بالمآسي بسبب الفقر المدقع والتفكك الأسري وممارسته الكرة في فترة الصبا وهو حافي القدمين، وجد إيسيان طريقه نحو النجومية والشهرة وهو لا يزال دون السابعة عشر من عمره. ولم تأت الفرصة لإيسيان من خلال ناديه الصغير "ليبرتي" وإنما من خلال كأس العالم للناشئين (تحت 17 عاما) في نيوزيلندا. ومع تألقه في هذه البطولة، انهالت العروض من الكشافين ووكلاء اللاعبين لضم اللاعب إلى واحد من أكبر الأندية الأوروبية ومنها مانشستر يونايتد الإنجليزي ولكن وكيل أعماله نصحه بالانضمام إلى نادي باستيا الفرنسي ليحصل فيه على الفرصة الكاملة للمشاركة. وبالفعل، بدأ إيسيان مسيرته الاحترافية في أوروبا من خلال فريق باستيا وحقق معه نجاحا هائلا بين عامي 2000 و2003 مما دفع الأندية الفرنسية الكبيرة إلى السعي للتعاقد معه وحصل باريس سان جيرمان على موافقة باستيا بينما فضل اللاعب الانضمام إلى ليون. ونال إيسيان المكافأة على اختياره من خلال الفوز بلقب الدوري الفرنسي مع ليون في موسمي 2003-2004 و2004-2005 وفاز في الأخير بلقب أفضل لاعب في الدوري الفرنسي. ورغم هذا النجاحن أصر إيسيان على ترك الدوري الفرنسي إلى نظيره الإنجليزي وبالتحديد إلى تشيلسي حيث انتقل إليه في 14 أغسطس 2008 مقابل 4ر24 مليون جنيه استرليني ليصبح بذلك أغلى لاعب في تاريخ النادي في ذلك الوقت كما أصبح أغلى لاعب أفريقي عبر التاريخ حتى جاء التوجولي إيمانويل أديبايور ليخطف منه هذا اللقب بانتقاله من أرسنال إلى مانشستر سيتي قبل بداية الموسم الحالي مقابل 25 مليون استرليني. ولم تكن مسيرة إيسيان مفروشة بالورود في بداية مشواره مع تشيلسي حيث عانى اللاعب الأمرين خاصة من وسائل الإعلام الإنجليزية التي شنت عليه حملة انتقادات كبيرة بسبب التحاماته القوية ومنها التحامه مع اللاعب الألماني ديتمار هامان نجم خط وسط ليفربول. ولكن إيسيان تحدى كل هذه الانتقادات وفرض نفسه على التشكيل الأساسي لتشيلسي تحت قيادة المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو الذي منح إيسيان فرصة رائعة للنجاح. وساهم إيسيان في فوز الفريق بلقب الدوري الإنجليزي لموسم 2005-2006 كما سجل أفضل أهداف تشيلسي في الموسم التالي ثم ساهم في فوز الفريق بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي موسمي 2006-2007 و2008-2009. أما بالنسبة لمشاركاته الدولية فبدأت مع منتخبي غانا للناشئين والشباب قبل أن يبدأ مشاركاته مع الفريق الأول خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2002 بمالي وهو لا يزال في العشرين من عمره. وبعدها كانت للاعب صولاته وجولاته مع المنتخب الغاني حيث قاده إلى نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا و2010 بجنوب أفريقيا كما قاده للفوز بالمركز الثالث في كأس أفريقيا 2010 بأنجولا. ولكنه يسعى حاليا إلى تحقيق إنجاز حقيقي والفوز مع الفريق بلقبه الأفريقي الخامس ليكون الأول للفريق منذ 28 عاما. تجدر الإشارة إلى أن إيسيان لن يشارك مع المنتخب الغاني في أولى مبارياته ببطولة كأس أفريقيا 2010 بأنجولا حيث أبعدته الإصابة عن صفوف تشيلسي في الآونة الأخيرة ولكنه يأمل في العودة بقوة خلال المباريات التالية للمنتخب الغاني في البطولة.