أكد الرئيس حسنى مبارك أن استقلال القضاء ليس منحة من أحد أيا كان وإنما هو ركيزة أساسية من ركائز الدستور والمجتمع، منوها بأن قضاء مصر سيظل حصنا للعدالة والدستور وسيظل قضاته - موقعهم الرفيع - موضع فخر واعتزاز المصريين. وقال الرئيس مبارك - فى كلمته الأحد بمقر محكمة النقض بمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضى لمجلس القضاء الأعلى - إننى حريص كل الحرص على استقلال القضاء، إلا أن الحفاظ على استقلال السلطة القضائية لا يكون فى مواجهة غيرها من السلطات فحسب، وإنما يتعين الدفاع عنه فى مواجهة أى تهديد لحياد القضاء ونزاهته، وأى تصرف ينال من تجرد قضاته ومصداقيتهم. وأضاف "إن الحكمة تقتضى أن تظل شئون القضاء بيد القضاة , ولا يصح أن تكون محلا لتناول الإعلام أو مسرحا للاختلاف خارج نطاق مجالس القضاة وهيئاتهم القضائية بالمخالفة لتقاليد عريقة وراسخة , تحفظ للقضاء هيبته وللقضاة كرامتهم ووقارهم , وتعزز ثقة الشعب فى هذا الصرح المصرى الشاهق , وأبنائه الأجلاء". ونوه الرئيس مبارك بأن قضاة مصر يحملون رسالة العدل , ويبذلون قصارى الجهد بوحى من ضمائرهم مستلهمين ما أرسوه من تقاليد راسخة وقيم ومبادىء رفيعة يأتمنهم أبناء الشعب على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم , ولايزالون مضطلعين بهذه المسئولية بصدق وأمانة , فالكل سواسية أمام منصات قضائهم وأمام القانون. وفى إطار الإحتفال، التقى الرئيس مبارك بمقر دار القضاء العالى بأعضاء مجلس القضاء الأعلى برئاسة المستشار عادل عبد الحميد، حيث تم تدارس دور المجلس فى الحياة القضائية . شارك فى الإجتماع أعضاء المجلس المستشار عادل عبد الحميد رئيس مجلس القضاء الأعلى رئيس محكمة النقض وأعضاء المجلس وهم :رئيس محكمة استئناف القاهرة ورئيس محكمة استئناف الأسكندرية ورئيس محكمة استئناف طنطا واثنان من نواب النقض والنائب العام . وفى بداية الإحتفالية، تم عرض فيلم تسجيلي عن محكمة النقض ومجلس القضاء الأعلى تضمن مقتطفات من كلمات للرئيس مبارك يؤكد فيها على استقلالية القضاء وعدم التدخل فى شئونه ..كما سرد الفيلم تاريخ القضاء المصرى وتعرض للقانون 35 لسنة 1984 الذى صدر فى بدايات عهد الرئيس مبارك وأعاد مجلس القضاء الأعلى بعد حوالى 15 عاما من الغائه وبتشكيل قضائى خالص ..وأشار الفيلم إلى تعاقب 16 قاضيا من شيوخ القضاء على رئاسة المجلس منذ إعادته عام 1984 . من جانبه، أكد رئيس مجلس القضاء الأعلى المستشار عادل عبد الحميد فى كلمة الافتتاح ترحيبه بالرئيس حسني مبارك، مشيرا الى ان تشريف الرئيس للحفل يعد دليلا ساطعا على "مواقفكم الدائمة الداعمة لاستقلال القضاء واستقراره وتقدير رسالته، حيث يمثل الاحتفال بالعيد الفضي لعودة مجلس القضاء الأعلى في عهدكم علامة بارزة في تاريخ القضاء المصري". وأوضح المستشار عبد الحميد "إنني إذ أتحدث إليكم من قاعة المستشار عبد العزيز باشا فهمي أول رئيس لمحكمة النقض لأشعر أن التاريخ يقف ليروي لنا مواقف القضاة العظام التي شهدتها جنبات هذه القاعة وليعبر عن مشاعره وذكرياته عن لقاء فخامة الرئيس بقضاة مصر فيها". وتابع "وليس من شك أن العدل هو أسمى القيم الإنسانية، فهو صفة من صفات الله عز وجل وهو مبعث سفينة المجتمع وسلامته واستقراره ولا سبيل لتحقيق العدل إلا بقضاء عادل يلوذ به الناس جميعا متساويين، لافرق بين قوي وضعيف أو بين غني وفقير، فالناس في حاجة إلى قضاء عادل ما بقيت على الارض حياة، فهو موطن العدل والسبيل إليه، وبهذا يعتبر القضاء ضمير الأمة وشرفها، وأعز مقدساتها وأعلى مقومات حضارتها. وأضاف "ومن ثم فإن أهم ما يحرص عليه أي مجتمع متحضر ينشد النهضة والتقدم أن يوفر لقضائه كل الإمكانيات التي تيسر له سبل أداء رسالته المقدسة للنهوض بأعبائها الجسام باستقلال وحيدة وتجرد وقوة في الحق وهو ما يستوجب أن يستقل القضاء بإدارة كافة شئونه بمعرفة رجاله وحدهم دون مشاركة أو تدخل من جانب سلطة أخرى وهو ما لا يتحقق إلا إذا عهد بشئون القضاء إلى القضاة أنفسهم فيكون لهم من بينهم مجلس أعلى مكون من شيوخ القضاة يضطلع بسائر شئونهم تنظيما وتنفيذا ورقابة ويكفل للقضاة نظاما إداريا وماليا يشيع الثقة في نفوسهم ويصون استقلالهم وعزتهم وييسر لهم نشر العدل وإعلاء كلمة الحق". وعقب إلقاء المستشار عادل عبد الحميد كلمته، قدم هدية تذكارية للرئيس حسنى مبارك عبارة عن نموذج لدار القضاء العالى، وكتابا عن تاريخ محكمة النقض وعملة تذكارية بمناسبة اليوبيل الفضى لمجلس القضاء الأعلى .