توصلت شركتان متنافستان في مجال الصناعات الدوائية الى لقاحي جارداسيل وسيرفاريكس للوقاية من سرطان عنق الرحم لتطعيم الفتيات في سن مبكرة. وقال البروفسور لوتز جيسمان رئيس قسم في المركز الالماني لابحاث السرطان وأحد أفراد فريق الباحثين الذين اكتشفوا الفيروس المسبب للمرض ان سرطان عنق الرحم يقتل النساء الصغيرات ونصح باعطاء الفتيات جرعة اللقاح مشير الى ان المشكلة ستتقلص على نحو كبير في السنوات العشر أو العشرين القادمة". وينتج لقاح سيرفاريكس بترخيص في أكثر من 100 دولة من بينها 11 دولة أفريقية وتجري شركة جلاسكو سميث كلاين دراسة على 666 امرأة في السنغال وتنزانيا حيث ينتج اللقاح بالفعل بترخيص لمعرفة تأثيره على جهاز المناعة وسلامته. ويؤيد أديوول اعطاء اللقاح للفتيات بين التاسعة والعاشرة في العام الاخير في تعليمهن الاساسي قبل أن يصلن الى مرحلة البلوغ ونشاطهن الجنسي، وقال "لا يذهب معظم الاطفال الى التعليم الثانوي لذا نحتاج الى الوصول اليهن قبل ذلك." ويحرم ارتفاع سعر العقار الذي يباع بحوالي 300 دولار في الولاياتالمتحدة الكثيرات منه ولكن جلاسكو سميث كلاين تقول انها ستتفاوض على أسعار أرخص على أساس سياستها الخاص بالتسعير المتدرج. وتشير بيانات المنظمة الافريقية للابحاث والتدريب على علاج السرطان، الى أنه من بين 500 ألف امرأة تشخص اصابتهن بسرطان عنق الرحم كل عام على مستوى العالم فان 80 في المئة منهن في البلدان النامية و71 ألفا منهن في أفريقيا. وتؤكد وزارة الصحة بتنزانيا ان عشرة في المئة فقط من الحالات يصلن الى معهد اوشين رود للسرطان وهو المركز الوحيد لعلاج هذا المرض العضال، والمعهد موجود في مبنى شيد في القرن التاسع عشر ابان الاستعمار الالماني ويضم أربعة عنابر ويستوعب ما يصل الى 200 مريض في وقت واحد يعمل بأقصى طاقته، ويملا المرضى وأقاربهم أفنية المبنى ويرقدون على ارضية متربة في الخارج. والافريقيات البالغ عددهن حوالي 200 مليون امرأة معرضات للاصابة بالمرض الذي يسببه فيروس ينقل عن طريق الاتصال الجنسي ، ولا تفيد العوازل الذكرية الواقية في منع الاصابة لان الفيروس ينتقل عن طريق الاحتكاك بالجلد . وتظهر بمرور الوقت أعراض المرض مثل النزيف بعد الجماع ولكن بعد فوات الاوان على الاغلب، وتقول وزارة الصحة والرفاه الاجتماعي التنزانية ان معظم المريضات يأتين الى المركز عندما يكون المرض وصل الى مراحل متأخرة مما يجعل العلاج أكثر صعوبة. وتؤدي الاصابة بالمرض الى وفاة 78 في المئة من المريضات اللاتي أصبن به في أفريقيا وهي نسبة أعلى بكثير من الغرب حيث تشجع برامج على رصد الاكتشاف المبكر للمرض الذي قد لا يكتشف الا بعد 20 عاما من الاصابة. ويساعد الفحص على اكتشاف سرطان عنق الرحم في مرحلة مبكرة من الاصابة بالمرض في البلدان المتقدمة ولكن لا يوجد برنامج للفحص على مستوى الدولة في بلد أفريقي باستثناء جنوب أفريقيا.