تقول صحيفة الإندبندنت إن أبو مازن قد أعلن عدم ترشحه فى الإنتخابات القادمة بسبب ضيقه بكل شئ.فقد ركز سنوات على حل إقامة دولتين لكنه لم يتمكن من تحقيق شيئاً بسبب تعنت إسرائيل.كما رفضت حماس المصالحة مع فتح.كما ضغطت عليه الولاياتالمتحدة لسحب قرار للأمم المتحدة يدعم تقرير جولدستون مما يثير رد فعل سياسى عنيف على المستوى الداخلى.كما دعته سوريا إلى سحب إنتقاد جولدستون لحماس ثم قادت إتهامه عندما فعل ذلك. وكانت القشة التى قصمت ظهر البعير هى تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية الأخيرة بشأن المستوطنات ،فقد قالت إنها كان يجب أن تضغط على عباس للدخول فى مفاوضات مع حكومة نتنياهو على الرغم من عدم تلبية إسرائيل مطلب كلينتون بتجميد المستوطنات. وعلى الرغم من تحديد موعد الإنتخابات فى الرابع والعشرين من يوليو إلا أن القليلين يتوقعون عقدها فى موعدها.ومن الممكن أن يغير عباس رأية.وحتى إذا لم يكن أبو مازن الرئيس إلا أنه يمكن أن يظل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية،المسئولة عن التفاوض مع إسرائيل . ومن الممكن أن يكون هناك نوع من الإفراط فى التفاؤل.فلا يمكن إستبعاد سيناريوهات النهاية التى وضعتها الحكومات الغربية. ما الذى سيحدث إذا قرر عباس ،كما يقول مسئولان فلسطينيان، ترك الرئاسة فى يد رئيس البرلمان من حماس عزيز الدويق.وإذا قررت حماس فجأة مجاراة خدعة عباس ووافقوا على إجراء الإنتخابات فى يناير.هل يمكن أن تحصل فتح على غالبية الأصوات عندئذٍ خاصةً مع إنقسامها لإختيار بديل لأبو مازن. ويرى اليعض أن هذه مناورة من عباس وأنها يمكن أن تدفع الولاياتالمتحدة إلى إتخاذ موقف أشد تجاة إسرائيل. فالولاياتالمتحدة تدرس الآن إمكانيات التفاوض ولكنها تواجه مقاومة من إسرائيل.وبما أن الولاياتالمتحدة معتادة على الضغط الإسرائيلى وليس الفلسطينى ،من المتوقع أن يدفعها هذا إلى تشديد موقفها فى المفاوضات. ولا تخلو مقامرة عباس من معنى.فعلى الرغم من أنها تعطى نتنياهو الفرصة لقول أن الفلسطينيون هم من يعيقون المفاوضات.إلا أن عباس يري ان الأمر لايستحق الدخول فى مفوضات بدون التأكد من أنها ليست كما قال رئيس وزرائه سلام فياض انها لن تكون مجرد المفاوضات او كما قيل"عملية من أجل عملية".وبناءً على خبرته عندما شارك فى إتفاق أوسلو وشاهد نتنياهو يعارضه ،فهو يرى أنه لا يمكنة الوثوق فى رئيس الوزراء الإسرائيلى. وتريالإندبندنت ان هناك بدائل لعباس فى فتح من أبرزهم البرغوثى الذى يمكنه الحصول على دعم لإتفاق عندما يتم التوصل إليه.إلا أن البرغوثى فى السجن ومن الواضح أن حكومة نتنياهو غير مستعدة لإطلاق سراحه ليكون شريكها. وتعد شروط المرجعية التى حددها أبومازن للتفاوض شروطاً لا يمكن أن يرفضها الغرب بسهولة وسيحسن الغرب صنعاً إذا لم يرفضوها.كما كتب المعلق الإسرائيلى بن كاسبيت فى صحيفة معاريف إن كل من يسخر اليوم من أبو مازن سيفتقده غداً.