يمثل إبن خلدون موهبة فريدة بالنسبة للبعض ومعجزة بالنسبة للبعض الآخر وهو موضوع الكتاب الذى صدر مؤخرا عن دار النشر "جاليمار" للكاتب "كريزتوف بوميان" الذى يتناول هذا المفكر العربى. يتناول الكتاب المؤرخ العربى ليس من منطلق سيرته الذاتية أو من منظور دراسى أكاديمى ولكنه سعى لتسليط الضوء على مسيرته الفكرية جنبا الى جانب مع المؤرخين الغربيين المعاصرين له و ذلك حتى يمكن من خلال هذه المقارنة تحديد موقع ابن خلدون فى زمانه ومكانته الثقافية وكشف النقاب عن تميزه وعن قامته الفكرية الفريده. وإبن خلدون (1332-1406) الذى ظل منسيا لقرون طويلة تم إعادة إكتشافه فى الغرب منذ مايقرب من قرنين من الزمان كأب للعلوم التاريخية وأول عالم إجتماع للتاريخ الانسانى ورائد لعلم الأجناس ومعلم للاسلام المستنير. ومن التحليل الذى يقدمه "بوميان" فى كتابه تنبعث عظمة "إبن خلدون" وحداثه أمهات أفكاره حتى أن البعض يعتقد بأن نظرية إبن خلدون فيما يتعلق بالاسلام تصلح لاقامة حوار بين الشرق والغرب لأنها نظرية واسعة تمتد لتشمل حدود العالم وتأخذ بعين الاعتبار تطور التاريخ الانسانى . ويذكر أن ابن خلدون عبد الرحمن ولد فى تونس عام 1332 وتوفى فى القاهرة 1406 وهو مؤرخ وفيلسوف عربى وخلف وراءه موسوعة أخبارية عالمية سبقها مقدمة عرض فيها فلسفته حول التاريخ.