فى إطار الجولات السداسية التى تهدف إلى وضع حد للبرنامج النووى الكورى الشمالى ، من المتوقع أن تبدأ مرة أخرى يوم الأربعاء القادم 19/9 فى العاصمة الصينية بكين جولة جديدة من المحادثات السداسية المتعلقة بالقضية النووية فى شبه الجزيرة الكورية بمشاركة الكوريتين والولاياتالمتحدة وروسيا الاتحادية واليابان اضافة الى الصين الدولة الراعية والمضيفة . وسيتم التركيز فى هذه الجولة على إعلان كوريا الشمالية الكامل عن كافة منشآتها وبرامجها النووية تمهيدا لاغلاقها وتفكيكها مقابل الحصول على امتيازات دبلوماسية ومساعدات اقتصادية وامدادات طاقة ، بالاضافة إلى الاستماع لتقارير مجموعات العمل ، ووضع خريطة طريق أو تبنى خطة عمل لتنفيذ التوافقات العامة التى تم التوصل اليها خلال الجولات السابقة ، وسط توقعات بأن تسفر تلك الجولة عن اتفاق جديد . وكانت كوريا الشمالية وافقت على اتخاذ خطوات لنزع أسلحتها النووية وفقاً لاتفاق تم التوصل إليه فى 13 فبراير الماضى مقابل حصولها على مساعدات قيمتها أكثر من 300 مليون دولار ، حيث يقضى الاتفاق المبدئى الذى توصلت إليه الدول الست فى ختام الجولة الخامسة من المحادثات السداسية فى بكين بإغلاق كوريا الشمالية مجمع " يونجبيون" الذى تتركز فيه الأنشطة المتعلقة ببرنامجها النووى ، بالإضافة إلى السماح لمفتشين دوليين بزيارة المجمع للتأكد من وقف العمل به ، وفى المقابل موافقة كوريا الشمالية على اتفاق تعهدت الولاياتالمتحدة فيه بشطب اسم كوريا الشمالية من قائمة الدول المتهمة بدعم الإرهاب ورفع العقوبات المالية والتجارية المفروضة عليها . وكان قد أوضح آنذاك " ووداوى" نائب وزير الخارجية الصينى أنه بموجب الصفقة التى تم التوصل إليها ستحصل كوريا الشمالية على مساعدات أولية من البترول والوقود تقدر بنحو 50 ألف طن فى مقابل إغلاق مفاعل " يونجبيون" فى غضون 60 يوماً على أن يتم التأكد من ذلك عبر مفتشين دوليين ، بالإضافة إلى 950 طن من البترول والوقود مقابل اتخاذ خطوات إضافية للقضاء على قدراتها النووية والتخلص من مخزونها النووى ، إلا أن مسئول أمريكى فى السفارة الأمريكية فى بكين أعرب عن صدمته من موافقة بلاده على مسودة الاتفاق تلك التى أعدتها الصين ، ووصفها بأنها خطوة كبيرة .. إلى الوراء لأنها تبدد الآمال التى عولت عليها كثيراً الإدارة الأمريكية بشأن إجبار كوريا الشمالية على التخلى عن برنامجها النووى بصورة أشبه ما تكون بالنموذج الليبى . ونسب بيان صحفى أصدرته السفارة الأمريكية لدى بكين بسبتمبر الحالى الى كريستوفر هيل مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الأسيوية وكبير المفاوضيين الى المحادثات السداسية قوله " إن الجوله الجديدة ستعقد الأربعاء المقبل رغم تقارير عن تعاون عسكرى بين كوريا الشمالية وسوريا" ، مشيرا الى أن مثل تلك التقارير "الموثقة بمعلومات استخبارية وصور مثيرة التقطتها الأقمار الصناعية تشير الى احتمال استخدام هذه المنشأة فى انتاج مواد للأسلحة النووية" تدفع إلى ضرورة تسريع الخطوات الحالية والجهود الرامية لاغلاق الملف النووى الكورى . بجانب أن ذلك سيساعد بالتأكيد فى دعم الموقف الأمريكى الخاص بمناهضة البرنامج النووى الإيرانى. وأضاف هيل أن تلك التقارير " لن تغير من هدف اجتماع بكين" ، وأنه فى حال نجاح الجولة الجديدة ، فإن ذلك من شأنه تمهيد الأجواء لعقد اجتماع على مستوى وزراء خارجية الدول الست والخطوة المقترحة ستكون الخطوة الأولى تجاه تحديد أنشطة كوريا الشمالية النووية وتفكيكها وترك باقى الموضوعات لمحادثات مستقبلية ،ة وأعرب هيل عن تفاؤله حول فرص التوصل لاتفاق جديد فى بكين ، معتبرا أن الاتفاق الجارى يتيح التأكد من أن منشأة يونجبيون (حجر الزاوية فى البرنامج النووى الكورى) "لن تستطيع العمل بعد اغلاقها لعقود طويله قادمة". ويذكر، أنه بعد أن كان قد لاحت بالأفق من قبل بارقة أمل فى انفراج الأزمة النووية لكوريا الشمالية فى فبراير الماضى حدث تطورغيرمتوقع، حيث صرحت وكالة أنباء كوريا الجنوبية " يونهاب" بأن كوريا الشمالية أجرت فى 27/6 تجربة إطلاق صاروخ قصير المدى " 100 كيلو مترا" فى البحر بين شبه الجزيرة الكورية واليابان من الساحل الشمالى الشرقى بمقاطعة ساوث هامبجيونج، وكانت تقارير إعلامية يابانية،قد صرحت بأن كوريا الشمالية أطلقت فى 19 يونيو الماضى صاروخاً قصير المدى فى مياه بحراليابان مما يشير لاستمرار طموحاتها النووية. كما أن بيونج يانج قد أثارت إنتباه المجتمع الدولى فى يوليو الماضى عندما قامت أيضا باجراء تجربة لإطلاق صاروخ باليستى طويل المدى، وبعض الصواريخ متوسطة المدى فى مياه بحر اليابان ثم أعقبتها بإجراء أول اختبار نووى لها مما دفع مجلس الأمن الدولى لإصدار عقوبات اقتصادية ضدها، كما أطلقت كوريا الشمالية فى 25 مايو و 7 يونيو الماضيين صواريخ قصيرة المدى فى إطار تدريبات عسكرية روتينية سنوية. وبشأن استئناف المحادثات صرح كريستوفر هيل بواشنطن فى 14 سبتمبر نقلاً عن راديو صوت أمريكا إنه يشعر بارتياح لنتائج الزيارة التى قام بها خبراء فنيون من أمريكا وروسيا والصين الى كوريا الشمالية خلال الأسبوع الحالى لبحث سبل تفكيك المفاعل النووى لدى كوريا الشمالية بموجب بنود اتفاق نزع التسلح الذى تم وضع اللمسات النهائية عليه خلال شهر فبراير الماضى ، وأشار هيل الى انه وزملاءه المبعوثين الآخرين سيعملون خلال الأسبوع القادم من أجل وضع خطة لتفكيك مفاعل بيونج يانج بحلول نهاية العام . تجدر الاشارة الى أنه منذ اندلاع الأزمة النووية بين طرفيها الرئيسيين بيونج يانج وواشنطن فى أكتوبر عام 2002 استضافت بكين ست جولات من المحادثات السداسية ، الأولى فى أغسطس 2003 والثانية فى فبراير 2004 والثالثة فى يونيو عام 2004 والرابعة عقدت على مرحلتين :الأولى بدأت يوم 27 يوليو 2005 ، بينما اختتمت الثانية يوم 19 سبتمبر العام ذاته ، والخامسة عقدت على ثلاث مراحل الأولى خلال الفترة من 7 الى 9 نوفمبر 2005 والثانية خلال الفترة من 18 الى 22 ديسمبر 2006 والثالثة خلال الفترة من 8 الى 13 فبراير 2007 ، فيما عقدت المرحلة الأولى من الجولة السادسة خلال الفترة من 19 الى 22 مارس 2007 .. ثم اجتماع لكبار مفاوضى الدول الست خلال الفترة من 18 الى 20 يوليو 2007 . 15/9/2007