كشفت صحيفة «التايمز» البريطانية، أن روسيا حذرت سوريا من قيام الطيران الإسرائيلي بشن هجوم جوي عليها الشهر الماضي، كما أن الغارة أعد لها بالتنسيق مع واشنطن منذ الربيع الماضي، بعد تقارير عن تعاون سوري كوري في المجال النووي. أضافت الصحيفة أن الرئيس السوري بشار الأسد كان علي علم بأن إسرائيل تعد لشن هجوم علي سوريا في أي لحظة، حيث نقل السفير الروسي لدي دمشق سيرجي كيربيشينكو تحذيراً للرئيس بشار الأسد الشهر الماضي، لكنه كان يتوقع أن يكون الهجوم في الجولان وليس شمال سوريا، وهو ما دعا القوات السورية للتحرك وحشد قواتها بالقرب من مرتفعات هيرمون علي هضبة الجولان، وهو ما أدي لحدوث توتر بين البلدين لم يعرف سببه. وقالت الصحيفة إن «تل أبيب» أحاطت العملية بسرية تامة للغاية، لدرجة أن الطيارين الذين نفذوا العملية لم يعلموا بها إلا بعد إقلاعهم من القاعدة العسكرية، ولم يكن يعلم بالعملية سوي ثلاثة من كبار المسؤولين الإسرائيليين، وهم إيهود أولمرت ووزير الدفاع إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني وبعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية، حيث جري التنسيق والاستشارة قبل تنفيذ العملية.
وفي تقرير بعنوان «إسرائيل دمرت المخابئ النووية السورية»، قالت «التايمز»: إن طائرات حربية إسرائيلية من طراز إف 15 وبمساعدة وحدة كوماندوز علي الأرض، دمرت مخازن علي الأراضي السورية علي بعد 50 ميلاً من الحدود مع العراق، تحوي مواد نووية مصدرها كوريا الشمالية، علي الرغم من أن الصحيفة لم تسند تلك المعلومات إلي أي جهة إسرائيلية أو سورية. وقالت الصحيفة إن تل أبيب كانت تعد لتلك الغارة منذ الربيع الماضي، بعد أن قدم رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية مائير دجان تقريراً حول سعي سوريا لشراء بعض الأسلحة النووية من كوريا الشمالية.
وأوضح التقرير أن أفرادًا من وحدة "Shaldag" الخاصة التابعة لسلاح الجو، كانوا قد وصلوا إلى المكان قبل الغارة بيوم واحد، قاموا بتوجيه الطائرات المغيرة بواسطة أشعة الليزر إلى هدفها وهو منشأة نووية كبيرة تحت الأرض. وأشار التقرير إلى أن التخطيط للعملية بدأ في موسم الربيع الأخير، عندما قدم رئيس الموساد "مئير داغان" أدلة إلى رئيس الوزراء ايهود أولمرت تثبت سعي سوريا إلى شراء مواد نووية من كوريا الشمالية يمكن استخدامها في رؤوس حربية تركب على صواريخ "سكاد سي". وبحسب التقرير، فلم تشر إلى ذلك لا المصادر "الإسرائيلية" ولا السورية، بينما كانت الرواية الرسمية أن الغارات استهدفت أسلحة كانت معدة للإرسال إلى "حزب الله" اللبناني الشيعي. وتنسب الصحيفة إلى "أندرو سيميل"، وهو مسئول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية، القول إن سوريا قد تكون حصلت على معدات نووية من "مصدر سري". ويطرح التقرير سؤالا :"هل يمكن أن تكون كوريا الشمالية أوهمت العالم أنها تخلصت من معداتها النووية فيما هي تخفيها في سوريا؟ أو هل كانت المعدات في طريقها إلى إيران ؟". وكانت مصادر في حلف شمال الأطلسي "ناتو" في بروكسيل قد كشفت في تصريحات لصحيفة "الحياة" أن طائرات "إسرائيلية" حلقت "فوق البحر المتوسط ثم في أجواء لواء اسكندرون وصولاً إلى طرابلس عند الحدود السورية - التركية ودخلت إلى شمال حلب باتجاه المنطقة الواقعة بين الرقة ودير الزور إلى مسافة 50 كيلومترًا غرب دير الزور وعادت إلى منبج في شمال حلب ثم قفلت عائدة مستخدمة الطريق نفسه". وتضيف هذه المصادر: "ألقت الطائرات الإسرائيلية أربعة صواريخ على المنطقة التي تعتقد "إسرائيل" أنها تضم منشآت معنية بتطوير الصواريخ وإنتاجها بمشاركة خبراء إيرانيين وكوريين شماليين، بينها معهد للأبحاث معني بتحديث ترسانة سوريا من الأسلحة الصاروخية وكذلك ترسانة حزب الله اللبناني"، مؤكدةً أن الطائرات الإسرائيلية "أطلقت أربعة صواريخ أصاب واحدٌ منها أحد المباني من دون التسبب في وقوع ضحايا بشرية". وحول الهدف من هذه الغارة، قالت المصادر نفسها: "الغرض من الغارة إبلاغ سوريا أن "إسرائيل" على اطلاع على جهود تطوير الترسانة الصاروخية وتمرير الصواريخ إلى حزب الله في لبنان، وأن طائراتها قادرة على الوصول إلى أهدافها في العمق السوري". ولم تستبعد المصادر أن تكون الغارة "الإسرائيلية" قد هدفت كذلك إلى اختبار الدفاعات السورية، وما إذا كانت دمشق قد حصلت فعلاً على صواريخ روسية جديدة من طراز أرض - جو ووضعتها في الخدمة الفعلية، لاسيما أن "إسرائيل" كانت تحدثت عن تسلم سوريا صواريخ روسية متطورة. ورأت أن الغارة هدفت أيضاً إلى اختبار المعطيات الجديدة لشبكة الرادارات السورية والتي كان السوريون أعادوا تكييفها وفق حسابات جديدة بعد حادث تحليق الطائرات "الإسرائيلية" فوق القصر الرئاسي في اللاذقية.