رفضت مصر الاربعاء المزاعم الاسرائيلية بتهريب أسلحة الى قطاع غزة عبر شبه جزيرة سيناء واتهمت الدولة العبرية بمحاولة تحويل الانتباه بعيدا عن خططها لبناء منازل جديدة في مستوطنتين بالاراضي الفلسطينية. ومن جانبه ، سعى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك خلال مباحثاته مع الرئيس حسني مبارك الى تهدئة حدة التوتر مع مصر بهذا الصدد وقال باراك "انني اغادر بانطباع ان هناك سبلا افضل للتفاهم من اجل معالجة اي صعوبات وعندما تكون هناك خلافات سوف نناقشها في حوار وجها لوجه". وكان باراك قد وصل الى مصر الاربعاء لمناقشة اتهامات اسرائيلية بأن مصر لا تفعل ما يجب لمنع تهريب الاسلحة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي سيطرت على قطاع غزة في يونيو الماضي في مواجهة حركة فتح المنافسة التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس والمقبولة اسرائيليا وغربيا. وصرح السفير سليمان عواد المتحدث بإسم رئاسة الجمهورية عقب اللقاء بأن الرئيس حسنى مبارك ناقش مع ايهود باراك قضية السلام وسبل الحفاظ على ما أسفر عنه اجتماع انابوليس للسلام والذى عقد بالولاياتالمتحدةالامريكية الشهر الماضى بشأن إطلاق مفاوضات جادة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأوضح عواد أن الرئيس مبارك استقبل وزير الدفاع الاسرائيلى بناء على طلب باراك نفسه والذى سبق وأن أعرب عن رغبته مرارا ومنذ عدة أشهر فى زيارة مصر ولقاء الرئيس حسنى مبارك. وأكد السفير عواد أن الرئيس مبارك حريص دائما فى لقاءاته مع المسئولين الاسرائيليين على أن تسفر هذه اللقاءات عن تقدم فى عملية السلام ، مشيرا الى أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هدف مصرى. ولفت السفير عواد الإنتباه الى فشل جولتين من التفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين فى الثانى عشر والثالث والعشرين من شهر ديسمبر الجارى نتيجة النشاط الإستيطانى الاسرائيلى فى مستوطنة "معاليه ادوميم" القريبة من القدس وجبل أبو غنيم..مؤكدا ان هذا النشاط الاستيطانى يصادر النتاج الوحيد لإجتماع انابوليس للسلام وهو اطلاق المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى. وبجانب النزاع الفلسطيني الاسرائيلي وسبل تجاوز العقبات الحالية بما في ذلك التعامل مع الارهاب تطرقت المحادثات الى مناقشة الاوضاع في لبنان وسوريا والقضايا الاقليمية بشكل عام فضلا عن موضوع الجندى الاسرائيلي جلعاد شاليت الذي اسره ناشطون فلسطينيون من قطاع غزة عام 2006. وكان عواد قد اشار قبيل المباحثات ان المزاعم الاسرائيلية هي "ستار من الدخان لتحويل الانتباه بعيدا عن البناء في المستوطنات ومتابعة انابوليس" وأضاف "نبذل قصاري جهودنا لكننا لا نضمن النتائج مائة بالمائة ، لا توجد دولة قادرة على اغلاق حدودها بالكامل." وأضاف ان الاقتراحات الخاصة ببناء منازل جديدة لليهود قرب القدس "تقوض الانجاز الوحيد الذي تحقق في انابوليس وهو تدشين المفاوضات." و أدان تدخل الحكومة الاسرائيلية في قرار الكونجرس الامريكي بتعليق مائة مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر. وكان الكونجرس الامريكي قد قرر في 19 ديسمبر الجاري تعليق مائة مليون دولار من المساعدات الامريكية السنوية لمصر الى ان تقدم وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تقريرا يؤكد ان مصر تقوم بجهد كاف لوقف تهريب السلاح الى قطاع غزة. وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط استبق زيارة بارك بتوجيه انتقادات حادة الى اسرائيل متهما اياها بشن حملة تحريض على بلاده في الولاياتالمتحدة. يذكر ان نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شاوول موفاز صرح بان الضغط الاميركي على مصر سيكون اكثر فاعلية لمنع تهريب الاسلحة الى قطاع غزة من الاقتراح الذي تقدمت به القاهرة في نوفمبر الماضي بزيادة عدد القوات المنتشرة حاليا على خط الحدود بين مصر وقطاع غزة الى 750 شرطيا. وقال موفاز للاذاعة العسكرية الاسرائيلية الاربعاء ان "زيادة القوات لن يمنع تهريب الاسلحة لان هذه المشكلة تتعلق (بالسيطرة على) كل مناطق شبه جزيرة سيناء وليس التدخل فقط في شريط حدودي". وتابع ان واشنطن التي تمنح مصر معونات سنوية تقدر بقرابة ملياري دولار يمكن ان تكون "رافعة" لدفع مصر الى منع تهريب الاسلحة الى غزة. وظهر التوتر بين مصر واسرائيل الى العلن الاثنين عندما صرحت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني بان تحرك القوات المصرية لاحتواء تهريب الاسلحة الى قطاع غزة "يطرح اشكالية ويؤثر على امكانية احراز تقدم في عملية السلام". ورد الناطق باسم الخارجية المصرية على ليفني الثلاثاء مؤكدا ان كلامها "مرفوض شكلا وموضوعا". يذكر، أن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك التقي فور وصوله الى شرم الشيخ نظيره المصري المشير محمد حسين طنطاوي ثم مدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان. وعقب المباحثات قال إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلى رئيس حزب العمل إن مباحثاته اليوم مع الرئيس حسنى مبارك والمشير حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى والوزير عمر سليمان كانت جيدة جدا ..مشيرا إلى أنه تم بحث موضوعات تخص عملية السلام على المسار الفلسطينى ، وكيفية التغلب على العقبات الحالية خاصة موضوعات محاربة الإرهاب فى غزة ومناطق أخرى ، كما تم أيضا بحث العلاقات الإسرائيلية مع الدول الجارة لها وموضوعات الشرق الأوسط بشكل عام . واكد باراك ان اسرائيل "لم تدفع في اتجاه القرار الامريكي ، مضيفا ان "علاقاتنا الجيدة مع مصر في مصلحتنا". وأضاف ان الجانبان التزما بتبادل الأراء بينهما وقال "اعتقد أننا ملتزمون بالأهمية الاستراتيجية للسلام بيننا حيث ترى اسرائيل أهمية استراتيجية كبيرة لعلاقات السلام مع مصر، ونؤمن أن اسرائيل ومصر والقوى المعتدلة فى المنطقة كلها ضد الإرهاب وتتطلع إلى طرق من أجل قمع الأنشطة الارهابية ". وقال "إننا نؤمن بقوة أن الطريق الوحيد للسير قدما وتنفيذ الشروط المسبقة لعملية السلام يجب أن يمر من خلال القضاء على الإرهاب وتدمير بنياته الأساسية "، معربا عن تطلعه لتعميق التعاون بين بلاده ومصر فى كافة المجالات. وحول إتهام اسرائيل بنقض تعهداتها بوقف الاستيطان وهو العهد الذى قطعه رئيس الوزراء الاسرائيلى إيهود أولمرت لدى زيارته الأخيرة الى مصر قبل إجتماع أنابوليس قال باراك "أعتقد أن سياسة إسرائيل واضحة ونحن لانقوم ببناء مستوطنات جديدة أو مشروعات جديدة خارج الجدار العازل ولكن فى نفس الوقت هناك حاجة بسبب التوسع فى أنشطة الشعب الإسرائيلى لبعض التوسعات وهى ليست مشروعات جديدة!!وموقفنا واضح واسرائيل لازالت ملتزمة بوعدها بالنسبة للاستيطان" .