سعياً وراء الحصول علي تأييد اكبر دولة عربية لاستقرار لبنان وحمايتها من الانزلاق إلي وضع تفشل فيه الأغلبية والمعارضة في انتخاب رئيس للجمهورية ، التقي رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الرئيس حسني مبارك اليوم الخميس .. بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة .. حيث تم بحث عدد من القضايا العربية والاقليمية مع التركيز على الشأن اللبنانى بما يحقق التوافق بين كافة أبناء الشعب اللبنانى تجاه قضاياه الداخلية. وتطرق اللقاء الى جهود مصر بقيادة الرئيس حسنى مبارك وكذلك الجهود العربية لمساعدة لبنان على تخطى أزمة الاستحقاق الرئاسى الذى يجب حسمه قبل نهاية شهر نوفمبر القادم. وتركزت جلسة المحادثات حول تخفيف الاحتقان المتصاعد بين الأكثرية والمعارضة في لبنان والذي يعوق التوصل إلي اتفاق حول الاستحقاق الرئاسي الذي لابد من حسمه قبل 23 نوفمبر القادم.. حضر اللقاء الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء وأحمد أبوالغيط وزير الخارجية فيما حضره من الجانب اللبنانى الدكتور طارق مترى وزير الخارجية والمغتربين والسفير خالد زيادة سفير لبنان لدى القاهرة والسفير دكتور محمد شطح مستشار رئيس مجلس الوزراء وايلى نور الدين المستشارة الدبلوماسية لرئيس الوزراء. ومن المقرر أن يجري السنيورة خلال الزيارة محادثات مع المسئولين والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي. تجئ زيارة السنيورة لمصرسعياً وراء الحصول علي تأييد اكبر دولة عربية لاستقرار لبنان وحمايتها من الانزلاق إلي وضع تفشل فيه الأغلبية والمعارضة في انتخاب رئيس للجمهورية خلفا لإميل لحود الذي تم التمديد له بمقتضي تعديل دستوري عام 2004 يسمح له بالاستمرار في الحكم لمدة 3 أعوام.. كل التيارات اللبنانية بما فيها حزب الله وحركة أمل الشيعية والمارون والسنة والدروز أجمعوا علي أهمية دور مصر والرئيس مبارك في حشد دور عربي ودولي فاعل يساعد لبنان علي تخطي أزمة الاستحقاق الرئاسي التي ربما تؤدي إلي انقسام خطير في لبنان بحيث تكون هناك حكومتان أو رئيسان للدولة أو رئيسان للوزراء وكلها أوضاع قد تستغل دوليا أو اقليميا لالحاق لبنان بمصير كالعراق.. فهناك مصادر رسمية اكدت أن مصر ليس لها أجندة خفية في لبنان وبالتالي فإنها ليست مرهونة بتوازنات هنا أو هناك ولا ترجح كفة علي أخري وينصب اهتمامها فقط علي مصلحة لبنان واستقراره دون انحياز لفريق ضد آخر.. فيما تسعى القاهرة لمساعدة لبنان علي العبور إلي فترة توافق بعد الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس لكل اللبنانيين يرضي عنه الفرقاء بحيث يمكن معاودة استئناف الحياة النيابية والسياسية بدون حزازات أو أطماع شخصية وإبعاد شبح الحرب الأهلية الذي تكرر ظهوره كثيراً خلال الشهور الماضية. وتسعي مصر إلي عدم تكرار هذه التجربة المؤلمة التي دمرت لبنان تماما في السبعينيات والثمانينيات.. وخبراء ودبلوماسيون عرب وأجانب بالقاهرة اشاروا إلي أن أهم دور لمصر وللرئيس في الفترة القادمة هو مساعدة لبنان علي تجاوز المحنة الحالية بعيدا عن أي اجندات خارجية أو اقليمية واقناع اللبنانيين أن ينأوا ببلدهم عن أي تدخل خارجي في شئونهم ويجعلهم ينزلقون إلي سنوات الحرب الأهلية الحزينة.. الرئيس مبارك اكد خلال اجتماع اليوم أهمية التركيز علي الانتهاء من انتخاب رئيس يتفق عليه الجميع دون أن يرتبط ذلك بقضايا معلقة أخري مثل المحاكمة الدولية لقتلة الحريري أو تشكيل حكومة ائتلافية تكون بديلة للحكومة القائمة أو أن يتم عزل مجلس الوزراء قبل اختيار الرئيس .. كان السفير المصري في لبنان حسين ضرار قد التقي بكافة الطوائف والفرقاء اللبنانيين قبل انتهاء فترة عمله في لبنان وحمله الجميع بما فيهم حسن نصر الله امين عام حزب الله ونبيه بري رئيس البرلمان وامين الجميل مرشح الكتائب وسعد الحريري رئيس كتلة المستقبل ووليد جنبلاط الزعيم الدرزي التحيات إلي الرئيس مبارك وأبدوا رغبتهم في أن يمارس دوره العربي والدولي الكبيرين من أجل استقرار وأمن وسلامة لبنان.. 6/9/2007