الإفطار وسط العائلة من الطقوس الرمضانية التي يفتقدها المغتربون والذين تسببت ظروف عملهم في قضاء شهر رمضان الكريم بعيداً عن عائلاتهم وأصدقائهم. وبالطبع تتباين مشاعرهم وهم يفطرون بمفردهم بعيداً عن تجمع الأسرة وفي أجواء تختلف عن ما اعتادوا عليه قبل الاغتراب . يقول محمد غدارة من لبنان ويعمل موظفاً بإحدى شركات الملابس: رمضان في الوطن ووسط الأهل له شكل آخر، كنا ننتظره بالفرحة واللهفة، التي تزيدها اللمة والأسرة، فأنا أفتقد مظاهر رمضان التي اعتدتها منذ الطفولة، وصوت أمي وهي توقظني للسحور . زياد حنوف من سوريا (تاجر) يقول: فرحة رمضان مع الأسرة والافطار مع الأولاد، وتجمع العائلة بعد الافطار، وتناول المشروبات والحلوى المصنوعة بالبيت أما في الغربة وبعيداً عن أسرتي، فإفطاري في المطاعم وحيداً لا يشعرني بالفرحة . ويتحدث رمزي ياسين من الأردن (مشرف مبيعات) عن ذكريات الطفولة وأصحاب الطفولة وأجواء رمضان قائلاً: مظاهر رمضان في بلدي مختلفة، فالتجمعات العائلية تكون كبيرة والولائم أكثر فلا يمر يوم إلا ويكون ببيتنا ضيوف من أفراد العائلة والمعارف أو نكون ضيوفاً على أحد أقاربنا، ولكن هنا الأصدقاء محدودون . ويقول كمال يوسف من الأردن ويعمل مهندس شبكات بمطار دبي: من دون شك قضاء رمضان في الغربة بمفردي يختلف تماماً عن قضائه مع أشقائي وعائلتي في الحارة التي تربيت فيها، وما تضمنه من مظاهر رمضان الشعبية الجميلة، والزينة والأطفال وتجمعاتهم وأغانيهم بالفانوس، الأمر مختلف تماماً، والاحساس نفسه مختلف، فالحياة في الغربة يغلب عليها العمل الذي يستحوذ على أغلب الوقت . ويتحدث محمد غسان من لبنان محاسب بأحد البنوك عن أجواء رمضان بين الأهل قائلاً: كل شيء بين الأهل يكون له مذاق آخر، فأبسط الأشياء يكون لها فرحة وطعم، وتناول وجبة بسيطة مع الأهل لها نكهة لا نشعر بها حتى لو تناولنا أفخر الأطعمة بعيداً عنهم . فتجمع الأسرة يغذي الروح والقلب، وهذا ما نفتقده في الغربة . سامي محمد من سوريا مهندس بالمجلس التنفيذي لحكومة دبي يقول: رمضان الذي في ذاكرتي، هو ما كنا نعيشه في الطفولة وأيام الشباب الأولى وسط الأهل والأحباب . مراد محمد من المغرب يعمل بائعاً يقول: أعيش في الإمارات مع شقيقتي، وكلانا يفتقد الجو العائلي، والسهرات الرمضانية واللمة بعد الافطار ورمضان بالنسبة لي هو أصدقائي وانتظار الإفطار بفارغ الصبر، والتجمع على المائدة التي لا تضم الأسرة فقط بل أفراد العائلة، والخروج للصلاة . أما خالد ماهر من العراق طبيب بمستشفي الكويت فيشير قائلاً: رمضان في الوطن يمثل الترابط العائلي والزيارات ولمة الأسرة .