لكل حادثة خلفيات وجذور وتأثير مستقبلي, وعملية تخليص سفينتي الصيد المصريتين من أيادي القراصنة الصوماليين وقيام صيادي عزبة البرج بدور كبير في هذه العملية بعد احتجازهم في المياه الإقليمية الصومالية عدة أسابيع للتفاوض لدفع الفدية, لكن في هذه المرة لم يتوقع القراصنة بسالة هؤلاء الرجال ومغامرتهم للتخلص من أنياب القراصنة, وتمت العملية بتحريرهم وأسر8 قراصنة منهم.. وعدم الاستسلام ومغامرة هؤلاء الصيادين نابعة من مغامرتهم مع البحر الذي لم يستطع كسرهم علي مدي الزمن, فقد نزع البحر الخوف منهم.. وفي زيارة الأهرام لمجتمع الصيادين في عزبة البرج كشفت عن بعض المشكلات التي تعرقل المهنة وتهدد تاريخهم من صناعة السفن لمصر وغيرها من دول حوض البحر المتوسط والدول العربية بأقل التكاليف فهم لهم سمعة طيبة في صناعة السفن الخشبية وتحولوا بنجاح للقيام بصناعة السفن الحديدية لمواجهة رحلات الصيد في أعالي البحار, كما توجد مشكلات عديدة تهدد مهنة الصيد محليا وفي أعالي البحار, سواء بترخيص أو بدون, فالثروة السمكية بدأت تقل محليا وبشكل واضح وزادت تكاليف الصيد, مما جعل بعض الأبناء يهجر المهنة برغم أن عمل هذه المدينة الأساسي الصيد والمهن القائمة عليها حيث يوجد بعزبة البرج أكبر أسطول للصيد ومنطقة صناعية لبناء سفن الصيد مع بناء بعض المراكب والسفن السياحية وغيرها.. وفي زيارته الأخيرة لدمياط كان قد وافق الرئيس مبارك علي إنشاء أكبر ميناء للصيد وصناعاته وتجارته في البحر المتوسط لخدمة عزبة البرج والمنطقة. وكانت بداية الجولة من الشاطئ المقابل لمدينة الصيادين الأولي في مصر للتمكن من التقاط بعض الصور للمدينة من الخارج حيث تحيطها السفن الكبيرة والمراكب الصغيرة من كل جانب فيمثل الجزء النهائي من النيل أكبر ميناء لتجمع السفن وصناعتها في مصر, وبالالتفاف لدخول عزبة البرج عدنا لمدينة دمياط عاصمة المحافظة حتي نتمكن من الوصول للعزبة التي تبعد أكثر من10 كيلومترات, فكان الطريق من ناحية دمياط متسعا ثم بدأ يضيق حتي الوصول للعزبة, حيث تفوح رائحة الأسماك من كل جهة, فوصلنا لمجلس المدينة والتقينا رئيسها واتفقنا علي تأجيل الحديث عن عزبة البرج ومهنة الصيد وما تواجهه من مشكلات الآن, فوافق السيد محمد كمال نوارة علي هذا الاقتراح, حتي يتسني لنا سماع ورؤية كل ما يدور في المدينة ورغم انني ولحسن حظي دمياطي إلا أنه تمت الاستعانة بالمعلم عيد أحد أبناء المدينة للوصول لأرباب المهنة سواء صيد السمك في البحر المتوسط أو في أعالي البحار, أو تصنيع المراكب والسفن, واصطحبنا أيضا المهندس محمد ربيع أحد هواة التصوير والذي ساعدنا في التقاط بعض الصور من البحر.