أكد رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية سفير مصر الأسبق بواشنطن السفير عبد الرؤوف الريدي أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما لديه رؤية وقناعة خاصة عن أهمية الدور المصري فى إقليم الشرق الأوسط بالإضافة إلى أنه يعي جيدا أهمية المصالحة مع العالم الإسلامي. وقال: الولاياتالمتحدة تملك حاليا أرضية مجهزة للعمل المشترك مع مصر بالتزامن مع زيارة الرئيس مبارك الحالية لأمريكا. ولفت الريدى - في مقابلة أجراها معه الإعلامي عبد اللطيف المناوي في برنامجه "وجهة نظر" حول الزيارة الحالية للرئيس مبارك للولايات المتحدة -إلى أنه خلال الفترة السابقة حدثت بعض المحاولات لإسناد دور مصر الإقليمي إلى دول أخرى بالمنطقة وهو ما باء بالفشل تماما وذلك لأن هناك اربع قوى رئيسية بالمنطقة وهي العرب وإيران وتركيا وإسرائيل والولاياتالمتحدة في حالة خلاف مع إيران وبالنسبة لتركيا فدورها ليس رئيسيا أو فعالا في المنطقة وإسرائيل طرفا في القضية ولذلك مصر ذات دورا رئيسيا في المنطقة لا يمكن الاستغناء عنه. واستشهد الريدي بالحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة والتي حدث على أثرها عدة محاولات من بعض الدول لوقفها وباءت جميعها بالفشل إلى أن استطاعت مصر أن تستصدر قرارا من الأممالمتحدة كان بمثابة المحور الرئيسي لتحرك القوى الرئيسية في العالم لوقف الحرب. وقال رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية إن الرئيس مبارك كان على حق عندما لم يقم بزيارة واشنطن لمدة خمس سنوات خلال فترة الولاية الثانية للرئيس الأمريكى جورج بوش. وأوضح أن الرئيس مبارك أراد أن يبعث برسالة إلى الرئيس بوش والعالم أجمع بأنه ليس من المقبول لدى مصر سياسات الرئيس بوش بالمنطقة مثل الحرب على العراق والتي عارضتها مصر وقالت إنها حرب خاطئة وظالمة وأيضا الاستيلاء على حقوق الشعب الفلسطيني ووصف شارون بأنه "رجل سلام" . وأضاف: إننا الآن أمام لحظة مختلفة حيث أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يفهم جيدا طبيعة منطقة الشرق الأوسط وكان ذلك واضحا جليا عندما صرح أوباما بأن حل المشكلة الفلسطينية يصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي وهو مايعني إعطاء الفلسطينيين حقوقهم وإنشاء دولة ذات حدود سيادية لهم ثم أتبع ذلك باتخاذ مواقف حقيقية. وقال الريدي إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يملك الإرادة الحقيقية للضغط على إسرائيل من أجل تعديل مواقفها بالنسبة لعملية السلام مشيرا إلى أنه منذ اليوم الأول له في الرئاسة أكد أنه سيعمل لإيجاد حل قام بتعيين مبعوث عملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل. وحول إمكانية طلب أوباما من مصر تقديم تنازلات إضافية لإسرائيل أو أن تقنع الدول العربية بمسألة التطبيع أكد الريدي "أن مصر لن تستخدم في أي شيء من هذا ولا يمكن أن تستخدم ولكن نحن لا نصادر على الحوار ومثلما يطلب من العرب أن يقدموا بوادر إيجابية يجب أن تقدم إسرائيل بوادر إيجابية أيضا". وأضاف :إن" بعض الدول العربية فتحت مكاتب تجارية لإسرائيل لكن هذا الأمر لم يؤد إلي أي نتائج إيجابية". وعن وجود تغيير في الموقف الأمريكي تجاه حركة "حماس" الفلسطينية أوضح رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية أن الموقف الأمريكي في عهد الرئيس أوباما بالنسبة لحماس لا يتجه إلي التصعيد لكنه ملتزم بالموقف الذي جاء عليه. وأشار الريدي إلى أن مؤتمر "فتح" الأخير في بيت لحم يشكل نقطة إيجابية في التحرك الفلسطيني لأنه أكد على حق مقاومة الإحتلال وجدد تمسكه بالثوابت الفلسطينية,لكنه في الوقت نفسه شدد على أن المفاوضات إحدى وسائل الحل . وحول دور مصر في الملف العراقي أكد أن الدور المصري في العراق يقوم في المقام الأول على التوفيق بين الكتل العراقية المختلفة فضلا عن خلق تجمع عربي قوي يساند العراق ضد أي تدخل خارجي من دول الجوار. وردا على سؤال بشأن موقف مصر من ضرب أمريكا لإيران قال رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية إن "موضوع ضرب إيران كارثة على المنطقة بالكامل وعلى أمريكا وأعتقد أنها قد تكون كارثة على إسرائيل أيضا وأوباما يتفهم ذلك جيدا". وأضاف :إن التعاون بين مصر وأمريكا فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني يبدأ من الموقف المشترك والمعارض لمسألة التسلح النووي.