اختتمت حركة فتح الفلسطينية – في 11 أغسطس/ آب 2009 - مؤتمرا عاما على أمل أن تمنحها 9 أيام من المناقشات فرصة لتحسين أوضاعها. فما الذي حققه المؤتمر العام السادس لفتح؟ وماذا استفاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس منه؟ الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال إن عقد المؤتمر العام لفتح يمثل معجزة. تأسست الحركة قبل 44 عاما ولم تعقد مؤتمرا عاما منذ مؤتمرها الخامس الذي عقدته عام 1989 في تونس التي كانت مقرا لمنظمة التحرير الفلسطينية والتي عقدت فيها أيضا المؤتمرات ال4 السابقة. أما سبب الفارق الزمني الطويل بين هذا المؤتمر وآخر مؤتمر قد يعود إلى أن الرئيس الراحل ياسر عرفات - مؤسس الحركة - كان يفضل إدارة شئون فتح من خلال القيادة العليا للحركة دون المشكلات التي ربما يثيرها باقي أعضاء الحركة وربما تشتت الانتباه، لذلك كان يجد الكثير من المبررات للتأجيل. المؤتمر السادس هو أول مؤتمر عام لفتح على الأراضي الفلسطينية، فإن أغلب أعضاء الحركة البارزين يقيمون خارج الأراضي الفلسطينية ولم يتمكنوا بأي حال من حضور الاجتماعات في الأراضي التي تحتلها إسرائيل وكان بعضهم مطلوب القبض عليه من جانب سلطات الاحتلال. من جهة أخرى، قال محللون سياسيون إن الرئيس محمود عباس – البالغ من العمر 74 عاما - استفاد من المؤتمر العام، حيث تمكن من تجديد شباب اللجنة المركزية للحركة دون المخاطرة بإقصاء كل الأعضاء المحنكين الذين يلقون التقدير، ومن المرجح أن تساعد هذه التغييرات على تقوية موقف عباس وتعزيز صورته كزعيم. لكن ذلك لا يعجل من التوصل لاتفاق سلام بالشرق الأوسط، فالأمر يتوقف على إسرائيل وعلى الفلسطينيين على حد سواء، بالإضافة إلى الوسطاء مثل الدول العربية وواشنطن. إلا أن مراقبين قالوا إنه إذا تحسن موقف إدارة عباس وتحسنت شرعية حركة فتح من خلال المؤتمر العام فإن هذا يأتي في وقت ملائم، وهو الوقت الذي يوشك فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما على إطلاق خطة سلام جديدة، لن تزيد فرصها في النجاح إلا من خلال الموقف القوي لكل الأطراف. على صعيد آخر، أشار إصلاحيون في فتح إلى أن عباس لم يكن ماهرا بالدرجة الكافية في التعامل مع حماس. ويعتقدون أن بعض الوجوه الجديدة في القيادة لديها أفكار جديدة يمكن أن تؤدي إلى التوصل لمصالحة. بينما ترى بعض الشخصيات البارزة في فتح أن حماس لن تكون بعد الآن قادرة على اعتبار فتح حركة ضعيفة ومفككة، وستكون مضطرة للتعامل مع المصالحة بجدية، وإلا ستتحمل هي مسؤولية القضاء على آمال إقامة دولة فلسطينية. وربما يكون أول اختبار للقيادة الجديدة اجتماع مقرر مع حماس تستضيفه مصر في القاهرة في 25 أغسطس/ آب 2009، في أحدث وساطة في سلسلة من الاجتماعات التي لم تسفر حتى الآن عن نتائج تذكر. وما لم يتخذوا خطوات حقيقية لإنهاء هذا الانقسام، فإن إسرائيل قد تجادل بأنه ليس هناك شريك رسمي يتحدث بصوت واحد عن الجانب الفلسطيني.