شكل عمل المرأة دائما مادة خصبة للجدل بسبب ما تعانيه هذه المرأة من المشاكل الجانبية في بيتها وما تتحمله من مسؤوليات كبيرة تجاه زوجها وابنائها ومدى قدرتها على الموازنة بين عملها وبين هذه الواجبات ولعل ما زاد الأمر صعوبة عليها هو وقوع الخلاف بينها وبين زوجها حول راتبها ومدى مساهمتها منه في تلبية احتياجات الاسرة حيث ظهر هنا تباين كبير بين كثير من النساء العاملات فمنهن من تؤمن بأن من واجبها مساعدة الزوج في كافة متطلبات الاسرة المادية في حين ترى اخريات ان الانفاق هو واجب شرعي على الزوج وليس من حقه ان يأخذ شيئا من راتب الزوجة مما شكل عائقا حقيقيا في تكوين الاسرة السعيدة في كثير من البيوت. ثقة وتفاهم عايدة.. ادارية في القطاع الخاص قالت ان راتب الزوجة هو حق من حقوقها الخاصة ولا يجب ان يجبرها احد على الانفاق منه على من حولها لأن الانفاق على الاسرة من واجب الزوج اما أذا رغبت الزوجة و من باب الود والتعاطف ان تنفق على اسرتها من راتبها فهذا جائز وللأسف فإن بعض الأزواج أو الآباء يسيطرون على راتب الزوجة بطريقة تعسفية لذا يجب وضع حد قانوني واضح لذلك ووفق الشريعة الإسلامية يكفل للمرأة التصرف براتبها. التربوي يوسف الدسوقي عبر عن قناعته بأن من واجب الزوجة ان تساعد زوجها في الانفاق على الاسرة لمواجهة ظروف الحياة الصعبة ولا يجوز ابدا ان تتذرع المرأة في عدم مساعدة زوجها على مسألة ان الزوج هو المكلف شرعا بالانفاق فخروجها من المنزل ايضا للعمل لا يجوز بغير إذن الزوج واضاف اما القول بأن زوجها منذ لحظة تقدمه للزواج منها يعرف أنها تعمل ومن هنا لا يحق له أن يطلب منها ترك العمل فليس بصحيح لأن الزواج عقد بين الزوجين يجب فيه الاتفاق ولا يحل فيه الإجبار وبالتالي فإن اشترطت هي العمل فله أن يقبل وله أن يرفض فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المسلمون عند شروطهم إلا شرطا أحل حراما ، أو حرم حلالا". ونصح الدكتور التربوي عدنان الشريدة الازواج بأن تكون حياتهم مبنية على التعاون بحيث لا تطغى النظرة المادية السطحية على حياتهم وقال ان الحياة الزوجية لا تقوم الا بالمشاركة بين الزوجين وبمساعدة بعضهم البعض على مواجهة ظروف الحياة القاسية. واضاف قائلا كما تقع مسؤولية العمل وجلب الرزق على الزوج بحكم أنه المخاطب بذلك شرعاً فإن من واجب زوجته ان تعاونه من راتبها حيث لا يخفى ان الزوج والابناء يدفعون ايضا ضريبة خروج المرأة للعمل لذا فوقوفها سندا لزوجها في السعي لتحسين مستوى حياة الاسرة يزيد من اواصر الحب والمودة بينهم ويجعلهم مثالا للاسرة السعيدة. تعاون ومشاركة الدكتور مجد الدين خمش استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية قال ان الابحاث توضح ان المرأة العاملة تساهم عادة في الانفاق على نفسها وعلى اطفالها فقد كان راتب الزوج يكفي في الماضي لسد حاجات الاسرة المختلفة حيث كانت متطلبات الحياة اقل تكلفة ومصاريف الاسرة بسيطة ومحدودة لكن مع ازدياد تكاليف الحياة وتنوع متطلبات الاسرة وارتفاع مستوى طموحها "بحيث اصبحت تسعى لامتلاك شقة و سيارة بالاضافة الى الادوات والاجهزة المنزلية المختلفة" لم يعد راتب الزوج يكفي لذلك كله. واصبح على الاسرة ان تتفق وان تتشارك في الاستفادة من مصادر دخلها المختلفة بما فيه راتب الزوجة ورواتب الابناء والبنات لتحقيق طموح الاسرة والتنعم بمستوى حياة مرتفع ، وهذا يتم بموافقة الزوجة والابناء وتعاونهم بل ان بعض الموظفات يقمن بكفالة ازواجهن في البنوك او الحصول على قرض لدعم مشاريع الزوج او الاسرة ككل. كما ان الابناء والبنات الموظفات يقمن بتقديم مثل هذا الدعم المادي للاسرة احيانا بما في ذلك الحصول على قروض بنكية لمصلحة الاسرة وهناك فئة قليلة من الازواج تعمل على استغلال الزوجة الموظفة للحصول على قروض بنكية او التوقيع على كفالات قروض الزوج للقيام بمشاريع او نشاطات خاصة بالزوج فقط قد لا تفيد الزوجة او الاسرة ككل ومن المهم هنا ان تتأكد الزوجة من توجهات الزوج وان تكون على اطلاع تام بالدور الذي يؤديه الرجل براتبها او القرض الذي تحصل عليه وكيف تستثمر هذه الاموال ولمصلحة من ؟ واضاف: يذكر ان الاسرة الاردنية وبخاصة في المدن تأخذ طابع المشاركة بحيث يمكن القول ان المشاركة هي النمط السائد حاليا وفي مثل هذا النمط الاسري فإن الزوج والزوجة يتشاركان في الحصول على الدخل من الوظائف والنشاطات الاقتصادية العامة والخاصة كما يتشاركان في التخطيط في انفاق او اسثمار هذا الدخل على شؤون الاسرة وعلى تطوير مستوى حياتهم ومعيشتهم. كما يشارك في ذلك ايضا الابناء والبنات الموظفات واشار الى ان الاقتصاد الاردني بقطاعاته الانتاجية المختلفة يوفر فرص عمل متجددة ومناسبة لجميع افراد الاسرة وبخاصة بعد امتلاكهم المهارة من مؤسسات التعليم والتدريب المتخصصة.