وقع السودان وبعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الإفريقي لدارفور السبت فى الخرطوم اتفاقية حول عمل القوة المشتركة فى هذه المنطقة الواقعة غرب السودان والتى تشهد حرباً أهلية. والوثيقة التى تحمل اسم اتفاقية وضع القوات المشتركة وقعت فى مقر وزارة الخارجية السودانية بين وزير الخارجية دينق الور وممثل البعثة المشتركة رودولف ادادا. وتعرض الاتفاقية بالتفصيل الاطار القانوني لعمل البعثة وقوة حفظ السلام التابعة لها التى يفترض أن تضم 26 الف عنصر فى السودان وتحديدا فى دارفور غرب البلاد . والبعثة التى بدأت عملها فى مطلع يناير/كانون الثاني مكلفة بحماية المدنيين فى دارفور التى تشهد حربا أهلية منذ خمسة أعوام ، لكن الخرطوم تشدد على الطابع الإفريقي للقوة وتصر على أن تستنفد الاممالمتحدة اولا احتمالات تأمين قوات إفريقية . من جهة اخري، اتهم جان مارى جوهينو رئيس عمليات الاممالمتحدة لحفظ السلام فى اقليم دارفور الحكومة السودانية بتعطيل نشر قوات حفظ السلام بسبب الاعتراض على جنسية القوات المشاركة . وكانت الخرطوم قد وافقت على اشتراك قوات من تايلاند ونيبال الى جانب تسعة الالاف موجودين حاليا من قوات الاتحاد الافريقى والذين يواجهون تحديات عديدة من بينها ظروف معيشية صعبة ومخاوف امنية وافتقار لدعم جوى . وقال جوهينو ان السلام فى اقليم دارفور يتطلب ازاة حالة التوتر بين السودان وتشاد وهددت الولاياتالمتحدة على لسان مندوبها فى مجلس الامن باتخاذ "اجراء ملائم" مطلع مايو المقبل لضمان تخلي السودان عن اعتراضاته على بعض عناصر القوة الدولية الافريقية المهجنة لحفظ السلام في اقليم دارفور (يوناميد) لتسريع نشرها. واضاف ان كتيبتي المشاة المصرية والاثيوبية سيتم نشرهما في مارس وابريل المقبلين في دارفور فيما سيتم نشر الكتيبة التايلندية خلال ابريل واذا لم تنفذ الحكومة السودانية التزاماتها بسرعة فسيحتاج المجلس الى دراسة القيام بعمل ملائم لضمان انصياعها" ياتى ذلك بعد يوم من قصف الجيش السودانى مواقع المتمردين في ثلاث بلدات هى أبو سروج وسربا وصليعة في غرب دارفور. ونفى قادة التمرد وجود أي من عناصرهم في البلدات التي قصفتها القوات الحكومية، معلنين مصرع ما يصل إلى 200 شخصا في الهجمات.غير أن الجيش السوداني أكد أن الهجمات التي شنها دفعت المتمردين للتراجع إلى دولة تشاد المجاورة التى تشهد علاقتها بالخرطوم توترا. وتتبادل السودان وتشاد الاتهامات بتأجيج العنف في بلديهما، حيث اتهمت حكومة الخرطوم نظيرتها في نجامينا بدعم فصائل التمرد ضدها، وردت الأخيرة باتهام مماثل. وقد أدى الصراع المسلح الدائر منذ عام 2003 بين فصائل متمردة والجيش السوداني إلى مصرع أكثر من ربع مليون شخص في دارفور، ونزوح 2.5 مليون آخرين هرباً من المواجهات.