نتذكر جميعا نهاية موسم الدورى لعام 2008/ 2009 والتى حسمت نتيجتها مباراة حاسمة لم تكن مقررة من قبل بين الأهلى والإسماعيلى، وهى نهاية درامية مثيرة حُرمت منها جماهير الكرة المصرية منذ تولى البرتغالى مانويل جوزيه تدريب الأهلى وإحتكاره للبطولة على مدى خمس أعوام .. بل زاد من الطين بله على بعض الأندية أن الأهلى كان يحسمها مبكراً ماعدا الموسم الماضى فى إنجاز تسبب فى تردى الأوضاع الكروية فى أندية أخرى بسبب عدم حصولها على درع البطولة خاصة مع إرتفاع أسعار اللاعبين والمدربين . نجوم الساحرة المستديرة الموسم الماضى كانوا كثيرين جوزيه - ابوتريكه- فلافيو –شادى محمد- بركات – رحيل – أبوجريشه – فضل - وآخرين لكن موسم 2009-2010 الصورة ستتغيركثيراً ... فالنجوم الجدد الحضرى وزكى وميدو وفرنسيس و إختفى إراديا جوزيه الى أنجولا وفلافيو إلى السعودية ، ورحل البرازيلى ريكاردو عن الدراويش .. بل تبدلت أندية اللاعبين من كان فى الأهلى سيلعب ضد الأهلى ومن كان فى الإسماعيلى سيلعب ضد الإسماعيلى مثل محمد فضل وشريف عبدالفضيل ، ومن كان فى المصرى سيلعب ضد المصرى ، فالأندية كمسميات والجماهير بقيت كما هى لكن اللاعبين كثيراً منهم تغيرت مواقعه وأنديته . الحضرى الحارس الأفريقى الشهير حجز مكانه فى موسم 2009/2010 بعد هروبه منه الموسم الماضى واصبح النجم المرتقب مع الدراويش أما النجم عمرو زكى الذى هز شباك ليفربول بالدورى الإنجليزى وخلب عقول الإنجليز عاد ليقود هجوم القافلة البيضاء وبجواره النجم الكبير احمد حسام ميدو فى ظل تعطش كبير من جماهير الزمالك لأهدافهما فى الدورى المصرى ... البعض يطلق عليها جنون الساحرة المستديرة ... ويبدو أن الدورى المصرى الموسم الجديد سيكون من أكثر المواسم إثارة فى تاريخ البطولة .. فالزمالك الذى أنهى الموسم الماضى ترتيبه فى مركز بعيد عن المنافسة وغير متوقع لايتناسب مع تاريخ النادى الذى عانى من مشاكل إدارية وقضائية يدخل الموسم الجديد بمجلس إدارة ورئيس منتخب فى حالة إدارية ومزاجية لم تكن موجودة منذ عدة سنوات ، كما دعم صفوفه بعدد من اللاعبين الشباب صغار السن تم تصعيدهم الى الفريق الأول مع مدربه السويسرى الذى استطاع فى فترة قليلة أن يعيد مستوى الفريق الى متعة الأداء والإثاراة . كما أقدم الزمالك على تدعيم كافة صفوفه بمجموعة من اللاعبين من الأندية المحلية والأفريقية والعالمية أما الأهلى الملك المتوج بالقب منذ عدة سنوات سيدخل المنافسة بشكل جديد وأهم ملامحه غياب المدرب البرتغالى الشهير مانويل جوزيه والذى جاء الأهلى مغمورا ورحل عنه وترتيبه ال 21 عالميا إلى أنجولا واضعاً الأهلى فى مأزق إستبعد خلال فترة تدريبه الناشئين واعتمد على صفقات كثيرة من الخارج لم تتح لبعضها الفرصة للعب فى الأهلى الأهلى يدخل الموسم الجديد حاملا شعار تجربة وفلسفة الإعتماد على النفس بعيداً عن "المدرب الخواجة" وهى تجربة ناجحة مر بها المنتخب القومى المصرى مع مدربه المصرى حسن شحاته والذى حصد بطولتى أمم افريقيا لكن التحدى الكبير للمدير الفنى الجديد للأهلى حسام البدرى والذى جاء بعد فسخ تعاقد الربتغالى فينجادا ليجد نفسه أمام ضغوط جمة أهمها بطولات الأهلى التى حصدها تحت قيادة جوزيه ... كما أصبح من المؤكد أن الاهلى لوحصد البطولة مجدداً لن يكون هناك شادى محمد ليتسلم درع البطولة. أيضا الموسم الجديد يأتى فى وقت لم تحسم فيه أزمة البث الفضائى للبطولة بشكل نهائى وحاسم فى وقت أصبحت فيه اللعبة تدر دخلا بالملايين للأندية والقنوات الفضائية التى دخلت فى سباق على البث ، كما أصبحت لبعض الأندية قنوات خاصة فضائية فزادت من الصراع على البث وهى مشكلة عانت منها الجماهير الموسم الماضى . وبالإضافة إلى ذلك أضحت أسعار اللاعبين فى أرقام خيالية وأصبحت الأسعار وليس الإنتماء هى التى تحدد هوية اللاعب فى أى نادى سيلعب... ومع كل ذلك الجماهير ستكون على موعد للإنتظار لثلاثين أسبوعاً عمر البطولة لمعرفة من سيتوج بالدرع . فى دورى التانجو يكون هناك درعين للدورى ..الدور الأول هناك فريق يتوج بالدرع وفى الدور الثانى هناك فرصة لفريق آخر ليتوج بالدرع ، وفى النهاية نجد منتخب أرجنتينى يستطيع المشاركة دائما فى نهائيات كأس العالم فهل من الممكن تكرار التجربة فى الدورى المصرى؟