عندما يحقق شخص ما رقما قياسيا في طول العمر فإن أول ما يتبادر للذهن هو سبب بلوغ هذا الشخص عمرا طويلا. الكثير من الناس يبلغ من العمر مئة عام وأكثر. بل إن التاريخ يذكر أن النبي نوح عاش أكثر من 950 عاما. ولكن يبدو أنه ليست هناك "وصفة" بعينها للعيش أمدا طويلا. فها هو ذا البريطاني هنري الينجام يموت عن 113 عاما بعد أن كان يؤكد أنه كان يشرب الخمر ويدخن السجائر . وفي الوقت نفسه فإن سلفه الياباني توموجي تانابه الذي توفي هو الآخر عن 113 عاما في حزيران/يونيو الماضي كان يفضل التقشف والزهد ويتجنب الخمر والتدخين ويحرص على الاستيقاظ في الخامسة والنصف صباحا من كل يوم وبدء يومه بشرب كوب من الحليب. و توفيت الفرنسية جان لويس كالمنت عام 1997 عن 122 عاما وعاشت بذلك أكثر من غيرها ممن سبقها آنذاك. ومع ذلك فإن كالمنت أكدت أنها لم تتبع نظاما معينا للعيش مدة أطول غير أنها كانت تتناول زيت الزيتون بشكل منتظم وتأكل الثوم. وكانت البرتغالية ماريا دي يزوس التي توفيت في كانون ثان/يناير الماضي عن 115 عاما وكانت بذلك معمرة زمانها,تراهن على التقشف وحياة الزهد حيث كانت تعد الخمر, بل والقهوة, من المحظورات. وظلت المعمرة البرتغالية أمية لاتعرف القراءة أو الكتابة حتى بلغت مئة عام وبدأت تتعلم القراءة والكتابة منذ ذلك السن. وكان المعمر اميليانو ميركادو من بورتوريكو (توفي في كانون ثاني/يناير الماضي عن 115 عاما) يعتقد في التأثير الإيجابي للرقص على الصحة وفي قدرة الرقص على تجديد الشباب حيث رأى أنه بلغ عمرا مديدا لأنه كان يتحرك كثيرا في شبابه ولأنه قرر الإقلاع عن التدخين في سن التسعين. ويعتقد أن راعي الأغنام الأوكراني جريجوري نيستور الذي توفي في كانون أول/ديسمبر 2007 مات عن 116 عاما وأن هذا العمر الطويل الذي عاشه كان بسبب "زهده في النساء وما تسببه الحياة الأسرية من ضغوط عصبية" حيث أخذ عهدا على نفسه بعدم الزواج. ويعتبر الممثل الهولندي يوهانيس هيستريس / 105 اعوام / أكبر ممثلي العالم سنا في الوقت الحالي. ويرى هيستريس أن "سر" حياته عمرا طويلا هو الانضباط واتباع أسلوب صحي للحياة و "الاعتقاد بأني إنسان سعيد حتى ولو شعرت بالوحدة أحيانا". وتزوج هيستريس عام 1992 بزيمون ريتيل التي تصغره ب` 45 عاما ولا يؤرق مرقده سوى أنه "يخشى أن تموت زوجته قبله".