في خطوة مفاجئة ولأسباب لم يفصح عنها، استقال نائب الرئيس الإيراني ورئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية "غلام رضا أقازادة" من منصبيه، بعد 12 عاما كرئيس للهيئة المسئولة عن البرنامج النووي المثير للخلاف بين بلاده والغرب، حيث تقول طهران إنه مخصص لأغراض سلمية لتوليد الكهرباء بينما يخشى الغرب من أن يؤدي إلى تصنيع قنابل وأسلحة نووية. استقالة "أقازادة" - البالغ من العمر 60 عاما - جاءت بعد نحو شهر من انتخابات الرئاسة الإيرانية في 12 يونيو/ حزيران 2009 والتي فاز فيها الرئيس محمود أحمدي نجاد لفترة ولاية ثانية، وما تبع ذلك من اتهامات بالتزوير في النتائج وجهها المرشحون المنافسون، وأبرزهم المعارض "حسين مير موسوي"، الذي أيده "أقازادة" حليف الرئيس السابق "أكبر هاشمي رفسنجاني". كما تزامن الإعلان عن قبول الرئيس "نجاد استقالة "أقازادة" – بعد 20 يوما من تقديمها – مع نشر تصريحات ل" علي أكبر ولايتي" مستشار المرشد الأعلى "آية الله علي خامنئي" يؤكد فيها أن إيران لن تتراجع "ولو خطوة واحدة" عن أنشطتها النووية. وقال "ولايتي" إن الدول الغربية لا تريد لبلاده أن تكون لديها أنشطة نووية سلمية. التصريحات التي جاءت ردا على ما أعلنه الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" بأن مجموعة الثماني ستمهل إيران حتى سبتمبر/ أيلول 2009 لتقبل التفاوض بشأن طموحاتها النووية وإلا تواجه عقوبات قاسية. غلام رضا أقازادة "أقازادة" - الذي يحظى بثقة مطلقة من قبل المرشد الأعلى "علي خامنئي" - شغل منصب وزير النفط – في حكومة "موسوي" - خلال الفترة من عام 1985 إلى عام 1997. كما تولى منصب نائب رئيس الوزراء في الثمانينات. وعينه الرئيس الإصلاحي السابق "محمد خاتمي" رئيسا لهيئة الطاقة الذرية منذ 1997، واحتفظ بمنصبه بعد تولي الرئيس "أحمدي نجاد" الرئاسة في 2005، رغم انه أيد ترشيح "رفسنجاني" في سباق الرئاسة في هذا العام. ومنذ تولي "أقازادة" مهماته في 1997، أنشأت إيران مصنعا لتحويل اليورانيوم في أصفهان ومركزا لتخصيب اليورانيوم في ناتنز. كما يعد المسئول عن تطوير مفاعل "بوشهر" النووي الذي يقوم الروس ببنائه في جنوبإيران. ورغم تصريحاته المتكررة بما حققته بلاده من تقدم في صناعة أجهزة الطرد المركزي الأساسية لتخصيب اليورانيوم، حيث تمتلك إيران نحو 5000 جهاز طرد مركزي بالإضافة إلى 2000 جهاز آخر معد التشغيل، إلا أن "أقازادة" لم يكن أبدا طرفا في المفاوضات الإيرانية مع الغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني. يذكر أن تقريرا صادرا عن معهد العلوم والأمن الدولي "ISIS" - في فبراير/ شباط 2009 - ذكر أن العلماء الإيرانيين بلغوا مرحلة "تحقيق اختراق نوعي في مجال القدرات النووية"، مؤكدا في الوقت نفسه أن طهران لم تصل مرحلة صنع أسلحة نووية حتى الآن، ولكنها باتت تمتلك ما يكفي من اليورانيوم متدني التخصيب لصنع سلاح نووي واحد. وكان نائب الرئيس ورئيس هيئة الطاقة الذرية المستقيل " غلام رضا أقازادة" قال - في كلمة بمناسبة العيد الوطني للطاقة النووية في أبريل/ نيسان 2009 - إن إيران وسعت من نطاق أنشطة التخصيب النووية الحساسة.