بدأ برنامج برنامج «ستار أكاديمي» موسمه الخامس، هذا البرنامج الذي أحدث انقلابا فضائيا في العالم العربي في موسمه الأول، فالبرنامج الذي ينتمي إلى فرنسا وتنتجه شركة «إندمول» الهولندية وعرض في أكثر من 50 دولة، جاء إلى العالم العربي في ذروة حمى تلفزيون الواقع الجديدة على المشاهد العربي. ولم يتعرض برنامج يبث على الفضائيات العربية لانتقادات مثلما تعرض «ستار أكاديمي» ومن كل الاتجاهات: صحافيون ومثقفون وأدباء ورجال دين، وكانت أهم الانتقادات التي وجهت إلى البرنامج أنه يروج للثقافة الغربية المنفتحة، كما انه لا يتفق مع العادات والتقاليد العربية والإسلامية، بالإضافة إلى اتهام البرنامج بتعميق الخلافات والتعصب بين الشعوب العربية. انتقادات ونجاح وعلى رغم كل هذه الانتقادات شق البرنامج طريقه بنجاح خلال الأعوام الأربعة السابقة، كان البرنامج محط اهتمام الملايين وكانت نسبة التصويت لشباب البرنامج بالملايين خاصة بعد أن دخلت شركات الاتصالات اللعبة التي وجدت أنها مربحة، وخرج أربعة فائزين هم: محمد عطية من مصر، هشام عبد الرحمن من السعودية، جوزيف عطية من لبنان، شذا حسون من العراق، بالإضافة إلى أسماء أخرى أصبحت في قمة الشهرة. ومع بدء النسخة الخامسة من البرنامج يطرح السؤال نفسه: هل مازال ستار أكاديمي يتمتع بشعبية السنوات السابقة؟ وهل ما زال للبرنامج البريق السابق نفسه؟ والحقيقة أن البرنامج الذي حقق انقلابا فضائيا في موسمه الأول تشير كل المؤشرات في السنوات التالية للموسم الأول إلى أن الشعبية تتراجع وأن نسبة التصويت تقل في كل سنة عن التي تليها، فالبرنامج لم يعد بهذا البريق ولم يعد يتمتع بالشعبية الجارفة التي حققها الموسم الأول وتضاءلت في المواسم التالية؟ فلماذا؟. أعتقد أن تراجع شعبية ستار أكاديمي يعود في المقام الأول إلى تراجع شعبية تلفزيون الواقع نفسه، لقد هدأت حمى تلفزيون الواقع وفتر الحماس لمشاهدته، كما أنه مرت خمس سنوات على النسخة الأولى لبرنامج ستار أكاديمي حدث فيها الكثير من الأحداث التي ألقت بظلالها على المشهد الفضائي العربي. أوضاع داخلية إن مشاهد الاعتصامات والاضرابات والمظاهرات احتجاجا على الأوضاع الداخلية في العديد من البلاد العربية مثل البطالة وارتفاع الأسعار وانقطاع الكهرباء وأزمة لبنان مقر البرنامج ومشاهد توابع حصار غزة على الحدود المصرية كلها مشاهد أكثر سخونة من تلفزيون الواقع الذي فقد بريقه وشعبيته وضمنه ستار أكاديمي. ثم إن الأهم في رأيي أن حصاد الأكاديمية نفسه في السنوات الماضية لم يكن دعاية جيدة للبرنامج،فالبرنامج لم يخرج لنا فلتة غنائية تعيد لنا زمن الغناء الجميل، فأين النجوم الذين تخرجوا من الأكاديمية، هشام تحول إلى مقدم تلفزيون، وجوزيف وشذا لم يقدما لنا أعمالا غنائية ذات قيمة، أما نجم النسخة الأولى محمد عطية فقد ارتمى في أحضان شركة السبكي ليغني في أفلام ساذجة مع سعد الصغير «بحبك يا حمار».