بعد تهديد أوروبي برد جماعي قوي ضد إيران على أي مضايقة وترهيب تتعرض لهما بعثات أي من دول الاتحاد الأوروبي، أفرجت السلطات الإيرانية الاثنين 29 يونيو/ حزيران 2009 عن 5 من 9 موظفين يعملون في السفارة البريطانية، كانت احتجزتهم بتهمة التورط في الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت في 12 يونيو/ حزيران. العلاقات بين بريطانيا وإيران منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 شهدت تقلبات عدة بين تقارب وتباعد، حيث قطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1980، ثم أعادتها بريطانيا كاملة في 1988. وفي 14 فبراير/ شباط 1989، أهدر "الخميني" دم المؤلف البريطاني "سلمان رشدي"، متهما إياه بالكفر في كتابه (آيات شيطانية)، فسحبت بريطانيا بعثتها الدبلوماسية احتجاجا. ثم قطعت إيران العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا في 7 مارس/ آذار من العام نفسه، بينما عادت جزئيا إلى مستوى نائب رئيس بعثة أو قائم بالأعمال في سبتمبر/ أيلول 1990. وفي 28 أبريل/ نيسان 1994، اتهمت بريطانيا إيران بإجراء اتصالات سرية بالجيش الجمهوري الأيرلندي، الأمر الذي نفته طهران. وتدهورت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في الأول من يونيو/ حزيران وتبادلا طرد الدبلوماسيين. وأعلنت إيران رفع مستوى العلاقات مع بريطانيا إلى مستوى تبادل السفراء في 18 مايو/ أيار 1999، بعد أن عدلت طهران رسميا عن إهدار دم "سلمان رشدي" وصرحت بذلك في 24 سبتمبر أيلول 1998. وفي 10 يناير/ كانون الثاني 2000، زار "كمال خرازي" وزير الخارجية الإيراني (آنذاك) لندن في أول زيارة رسمية يقوم بها وزير إيراني منذ الثورة عام 1979. وبعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول على الولاياتالمتحدة، زار "جاك سترو" وزير الخارجية البريطاني (آنذاك) طهران في 24 سبتمبر/ أيلول 2001 لتعزيز التحالف الدولي "لمكافحة الإرهاب". وفي 7 فبراير/ شباط 2002، رفضت إيران تعيين "ديفيد ريداواي" سفيرا جديدا لبريطانيا، ووصفته بالجاسوس، ما اضطر لندن إلى تسمية سفير جديد. وبعد عامين، ألقت إيران القبض على 6 من مشاة البحرية الملكية و2 من قوات البحرية تابعون للقوة التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق، لدخولهم مياهها في21 يونيو حزيران 2004، ثم أفرجت عنهم بعد مفاوضات. وفي 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2005، قال "توني بلير" رئيس وزراء بريطانيا (آنذاك) إن هناك أدلة على أن إيران أو جماعة حزب الله التي تدعمها طهران هي مصدر تكنولوجيا متطورة تستخدم في تصنيع القنابل التي تزرع على الطرق وتستهدف الجنود البريطانيين بالعراق، وإيران تنفي أي صلة لها بهذا. 16وبعد هذه الحادثة ب4 أيام، اتهم الرئيس الإيراني بريطانيا بأنها وراء تفجير مزدوج أودى بحياة 6 أشخاص في جنوب غرب إيران في 15 أكتوبر/ تشرين الأول، وهو ما نفته بريطانيا. ثم احتجزت القوات الإيرانية - في 23 مارس/ آذار 2007 - 8 من البحرية الملكية و7 من مشاة البحرية عند مدخل شط العرب الذي يفصل بين إيران والعراق. وفي 4 أبريل/ نيسان، أعلن الرئيس الإيراني "محمود أحمدي نجاد" أنه سيفرج عن البحارة ال15 "كهدية"، منتقدا في الوقت نفسه بريطانيا بشدة لأنها لم تتحل "بالشجاعة الكافية" لتعترف بأنهم ارتكبوا خطأ وشردوا إلى المياه الإيرانية. وبالفعل وصل البحارة إلى لندن في اليوم التالي. وفي 24 يونيو/ حزيران من العام نفسه، قال رئيس البرلمان الإيراني إن منح لندن الكاتب "سلمان رشدي" وسام فارس عملا مخزيا. وكانت وزارة الخارجية الإيرانية استدعت سفير بريطانيا لدى طهران في الأسبوع السابق للاحتجاج على هذا التكريم. وفي إطار العقوبات الدولية المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي، جمدت المملكة المتحدة -في 18 يونيو/ حزيران 2009 - أصولا إيرانية تقترب قيمتها من مليار جنيه استرليني. ثم احتجت لندن - في 19 يونيو/ حزيران 2009 - على كلمة ألقاها المرشد الأعلى الإيراني آية الله "علي خامنئي" وصف فيها بريطانيا بأنها "الأكثر غدرا" بين أعداء إيران. وندد "جوردون براون" وزير الخارجية البريطاني (آنذاك) بأعمال العنف والقيود المفروضة على وسائل الإعلام الأجنبية في طهران، بعد أن أدت انتخابات الرئاسة الإيرانية التي أجريت في 12 يونيو/ حزيران إلى احتجاجات. وفي 21 يونيو/ حزيران، قالت إيران إنها ستطرد مراسلا لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) من طهران بسبب تغطيته للانتخابات. ثم طردت بريطانيا دبلوماسيين إيرانيين اثنين - في 23 يونيو/ حزيران - ردا على أمر إيراني بمغادرة اثنين من الدبلوماسيين البريطانيين طهران.