رصد باحثان أمريكيان في كتاب جديد حول شؤون الاسلام والاديان "حقيقة التفكير" عند 1.3 مليار من المسلمين ويسجلان أن هناك تنوعا وثراء واضحين في المجتمعات الاسلامية لكنهما أكدا على وجود "أقلية قاتلة من المتطرفين السياسيين والايديولوجيين" تتصدر المشهد بصورة تطغى على روح الاعتدال. ويقول كتاب (من يتحدث باسم الاسلام؟) انه مع تصاعد موجات التشدد والعنف في السنوات الاخيرة فان المسلمين وغير المسلمين "على السواء ظلوا ضحايا للارهاب العالمي". والكتاب محصلة استفتاء أجراه معهد جالوب بالولاياتالمتحدة بين عامي 2001 و2007 وشمل عشرات الالاف من المقابلات من الفئات العمرية والثقافية المختلفة في 35 دولة اسلامية. ومؤلفا الكتاب هما جون اسبوزيتو أستاذ الديانات والشؤون الدولية والدراسات الاسلامية بجامعة جورجتاون وداليا مجاهد وهي من أصل مصري وتعمل مديرة تنفيذية لمركز جالوب للدراسات الاسلامية وهي عضوة بالمجلس الاستشاري للاديان الذي شكلته ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما. ويرصد الكتاب ما يعتبره حقائق سياسية في العالم الاسلامي تدفع مفكرين وصناع سياسة غربيين لعدم الايمان بوجود ديمقراطية حقيقية في العالم الاسلامي. اذ يفوز الحكام في انتخابات رئاسية "بصورة روتينية بنسب تقريبية تتراوح بين 90 بالمئة و99.9 بالمئة. ويقول الكتاب ان الديمقراطيات أكثر استقرارا من الدكتاتوريات ففي ظل الحكم الديمقراطي تقل الظروف المساعدة على تنامي قوى العنف والتشدد. ويربط بين سياسة أمريكا التي يقول انها تهدف الى تحقيق الديمقراطية في الشرق الاوسط "وعواطف الاغلبية الهائلة من أولئك المشاركين في الاستفتاء الذين يقولون انهم معجبون بالحريات السياسية في الغرب". ويقول الكتاب ان 24 بالمئة فقط من المصريين والاردنيين يوافقون على أن أمريكا جادة في انشاء نظم ديمقراطية في حين يوافق على ذلك 54 بالمئة من اللبنانيين. ويضيف أن استراتيجية ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش كانت تتجه لتدعيم "التحالفات التاريخية للولايات المتحدة مع الانظمة العربية السنية الاستبدادية" وهي مصر والاردن والسعودية ودول الخليج التي تمثل "التحالف ضد ايران" في الشرق الاوسط. ويستعرض الكتاب التنوع الكبير في المجتمعات الاسلامية بامتداد العالم العربي وصولا الى جنوب شرق اسيا اضافة الى انتشار المسلمين في الولاياتالمتحدة وأوروبا حيث "يمثل الاسلام الديانة الثانية العظمى في أوروبا" موضحا أن في العالم الاسلامي عددا كبيرا من اللغات والاعراق والعادات وأن 57 دولة يغلب المسلمون على سكانها وأن العرب يمثلون 20 بالمئة من السكان المسلمين في العالم. ويقول ان فشل الحكومات في الدول ذات الاغلبية المسلمة " واختطاف الحكام والارهابيين للاسلام" ساعد في تشويه صورة الاسلام في الغرب. ففي استفتاء نشر بالولاياتالمتحدة عام 2006 كان لدى 46 بالمئة من الامريكيين "فكرة سلبية عن الاسلام". ويضيف الكتاب أن استفتاء اخر أجري عام 2006 أيضا سجل تحيزا أمريكيا ضد المسلمين اذ ان 44 بالمئة منهم "يقولون ان المسلمين متطرفون جدا في عقائدهم الدينية" ولا يرغب 22 بالمئة من الامريكيين في أن يكون لهم جيران مسلمون. وفي استفتاء نشر عام 2005 حول ما يعجب الامريكيين في المجتمعات الاسلامية أجاب 32 بالمئة قائلين.. "لا شيء" واعترف 25 بالمئة بأنهم لا يعرفون.. "لا أدري". ويقول ان هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على الولاياتالمتحدة وما تلاها من "هجمات ارهابية مستمرة" في عواصم عربية وأوروبية أدت الى تنامي الهلع من الاسلام حتى أصبح المسلمون في موقف المذنب الى أن تثبت براءتهم "وتم اعتبار الاسلام سببا" مضيفا أن اليمين المسيحي في ادارة بوش كان له دور في "الصاق تهمة الشيطنة بالاسلام." ويستشهد بتصريح فرانكلين جراهام ابن القسيس بيلي جراهام وخليفته في قناة (ان.بي.سي) في نهاية عام 2001 اذ قال ان الاسلام "ديانة شريرة جدا ومؤذية جدا" ولكن الكتاب يشدد على أن الزعماء الانجيليين لا يشتركون في هذه النظرة السلبية تجاه الاسلام وبعضهم يعتبر هذه التصريحات خاطئة.