يعيش العالم حاليا ذعر انتشار فيروسH1N1 لخطورته وتهديده للحياة في حالة عدم السيطرة عليه وتجاهله، والكويت إحدى البقع التي طالتها يد هذا الوباء المعدي إذ تم فيها تسجيل أربع حالات إصا بة بهذا الفيروس. لكن بفضل الله سبحانه وتعالى تمت السيطرة على هذه الحالات وجار علاجها، لكن هناك فيروس أخطر وأفتك بكثير من فيروس إنفلونزا الخنازير الذي يؤرق منام العالم بأكمله، يهدد حياة الكويتيين وينتشر بتمكن وثقة داخل الأراضي الكويتية، إذ أن 99.9 في المائة من أبناء الشعب الكويتي يعانون من تمكن هذا الفيروس من النخر في أجسادهم. هذا الفيروس الحصري للشعب الكويتي هو VMA، والاحرف اختصار لفيزا وماستر وأمريكان إكسبريس.. فهذه الكلمات الثلاث أصبحت خطرا يهدد حياة الكويتيين ويجرهم إما للطرارة أو السجن أو الجريمة، لأنهم وضعوا أنفسهم في دوامة الأقساط والاستدانة وعدم القدرة على السداد، وبالتالي تكون النتيجة الحتمية اما المركزي، أو الوقوف في طوابير بيت الزكاة واللجان الخيرية، أو وضع إعلانات «الطرارة» في الصحف «يعرضون وجوههم للي يسوى واللي ما يسوى» لكي يساعدهم على سداد أقساطهم المتأخرة أو إيجاراتهم المتراكمة، أو قد يتجه البعض الى ارتكاب جريمة سرقة أو قتل، أو يصبح أحد ملوك الاتجار بالمخدرات والكحول وهي الطريقة الأسهل هذه الأيام للكسب السريع. وعندما نأتي لنقطة البداية التي جعلت هذا الشخص، أو هذه السيدة، يصل إلى هذا المستوى من الضياع، نجد نتيجة واحدة للأسف وهي المظاهر والمغالاة والتقليد الأعمى والطمع وعدم القناعة، وغيرها من الأسباب اللامنطقية التي لا تصل الى مستوى أن يقدم هذا الشخص على وضع نفسه بهذا الحيز الضيق من الضغوط والنتائج. فنحن شعب الأقساط من دون منازع، ولن تجدي مسألة إسقاط القروض أو الفوائد أو زيادة الرواتب معنا، لأننا شعب استهلاكي غير منتج يعني شعب «هاته وهات عباته». فللأسف ان الشعب الكويتي يحاول عبر هذا الاستهلاك والتبذير غير المبرر التعبير عن حالة الإحباط والهموم المتمكنة فيه، فأي شعب يأكل بالأقساط ويشرب ويتزوج ويسافر ويدرس، وحتى الكهرباء والماء عنده الأقساط، كالشعب الكويتي؟ وأي شعب جميع أفراده يركبون سيارات لا تقل تكلفتها عن عشرة آلاف دينار ولا يحملون في جيوبهم ربع دينار؟ وأي شعب بدأ ينصب ويحتال بعضه على بعض في سبيل تحقيق أكبر كسب مادي كالشعب الكويتي. رغم ذلك يجري الآن تسابق الماراثوني لحجز مقاعد على مختلف شركات الطيران العالمية والعربية للسفر هربا من اللاهوب الكويتي وللتمتع بالبراد اللندني أو «القطيطه» اللبنانية أو العليل الفرنسي، لكن هذا التمتع سوف «يطلع من جبودكم» آخر شهر أغسطس عندما تبدأون بحزم أمتعتكم استعدادا للرجوع الى أرض الوطن، وتصحون على الواقع المر الذي وضعتم أنفسكم فيه بسبب لهثكم اللامتناهي وراء المظاهر وعدم اقتناعكم بحالكم. أرجع وأقول اني لست ضد الوناسة والسفر والحفلات وتغيير الجو، لكن إذا عندك روح واستأنس، وإذا ما عندك شفيها فيلكا وشفيها القهوة الشعبية (ترا الكويتي أنفع) ولا إنك تحط على رقبتك حبل الأقساط وما تدري من «جرارك» وتقعد تبلش الحكومة تعالوا طيحوا القروض عني؟