الخطاب الذي ألقاه الرئيس مبارك صباح أمس الأول في احتفالات القوات الخاصة جاء في وقته وأنا لن أعلق علي القضايا الداخلية التي أثارها الرئيس أو تحدث عنها. ولكن سأعلق علي القضايا الخارجية والرسائل الضمنية التي جاءت في الخطاب توقيت الخطاب يأتي بعد يوم واحد من خطاب المتطرف اليهودي نيتنياهو الذي ألقي خطاباً تضمن شروط اسرائيل المجحفة غير العادلة لإحلال السلام. وكتبت صباح أمس راجياً أن يخرج زعيم عربي ليرد علي هذا الأفاق وينقذ الرأي العام الدولي من الوقوع في خطاب نينياهو واعتباره الرأي الوحيد من المنطقة. كنت أتمني لو كان خطاب الرئيس مخصصاً فقط للسياسة الخارجية وأحوال المنطقة ولكن المناسبة تستدعي أن يكون الخطاب أكثر شمولاً. ووضح فيه اهتمام الرئيس بالرد علي أكاذيب نيتنياهو وشروطه. الرئيس مبارك قال ان الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية يجهض فرص السلام. وهو رد علي تأكيد رئيس وزراء اسرائيل بيهودية الدولة في خطابه. أمام العالم الآن رأيان عربي واسرائيلي... ولكن الرأي الثالث جاء علي لسان أوباما في القاهرة عندما ألمح الي توصيف دولة اسرائيل باليهودية. واصرار اسرائيل يجعلنا نعود الي قضية الدولة الدينية في المنطقة فاذا كانت اسرائيل تصر علي أن تكون يهودية فلماذا تعارض اقامة دولة اسلامية بجوارها؟!. القضية الثانية التي رد بها الرئيس مبارك كانت قضية المستوطنات نيتنياهو أكد استمرار سياسة الاستيطان رداً علي طلب أوباما باعادة النظر في ذلك وإيقافه. والرئيس مبارك خرج ليضع النقط فوق الحروف بأن مصر تتمسك تماماً بايقاف بناء المستوطنات. وعندما تتحدث مصر فهي تعبر عن رأي المنطقة بأكملها. أما النقطة الثالثة بالنسبة للرد علي خطاب المتطرف نينتياهو فقد جاءت في صميم أحد الحقوق التي نطالب بها للشعب الفلسطيني وهو حق العودة للاجئين. ومرة أخري يتفق ما قاله الرئيس مع ما قاله أوباما في هذا الشأن. وبالتالي لم يعد هناك مجال لأن تكون اسرائيل هي صاحبة الطرح الأوحد في المنطقة بعد خطاب الرئيس الامريكي. لقد تحدثت مصر وبقوة ضد أكاذيب اسرائيل... لتبدأ مرحلة جديدة من المواجهات مع اسرائيل من أجل السلام. الامر المهم جداً الذي تناوله الرئيس أيضاً في خطابه نقطتان يجب أن يلتفت اليهما العرب الاولي انهاء خلافات الفصائل الفلسطينية التي تضعف القضية جداً واصلاح الوضع العربي الراهن للوصول الي مصالحة عربية. بدون أن نصل الي حل في هذه القضايا لن نحل أو نربط وسيرتع أي اسرائيلي كما يريد في الوطن العربي. *الوفد