قضت محكمة جنايات الجيزة الاربعاء وبعد موافقة الدكتور على جمعه مفتى الجمهورية بمعاقبة محمود سيد عبد الحفيظ عيساوي (20 عاما - حداد ) بالإعدام شنقا ، وذلك لإدانته بقتل هبة إبراهيم العقاد، ابنة الفنانة المغربية ليلى غفران، وصديقتها نادين خالد جمال الدين، وسرقتهما أواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثانى 2008. كما قررت المحكمة فى جلستها المنعقدة الأربعاء باجماع آراء مستشاريها احالة الدعوى المدنية الى المحكمة المدنية المختصة لدور الانعقاد لشهر أكتوبر/ تشرين الاول 2009. وقالت محكمة جنايات الجيزة فى أسباب حكمها إنها اطمأنت لأدلة الثبوت في القضية ولم تعول على إنكار المتهم أمام المحكمة أو ما أثاره الدفاع عنه لإنكار ارتكابه للجريمة. وأكدت المحكمة أنها تثق فى أقوال شهود الإثبات واعترافات المتهم العيساوي فى تحقيقات النيابة ، وجلسة الحبس الاحتياطي أمام قاضى المعارضات ، إلى جانب ثقة المحكمة في التقارير الفنية ممثلة في تقرير الصفة التشريحية من مصلحة الطب الشرعي ، وتقرير المعمل الجنائي والتي جاءت في بيان واضح متسق مع التقرير الفني المتعلق بإصابة الضحيتين هبة ونادين والتي أودت بحياتهما فى جرم جسيم على ذات النحو الذي ورد باعترافات المتهم بطعنهما عدة طعنات بسلاح أبيض قاصدا من ذلك قتلهما وهو ما أخذت به المحكمة. وأشارت المحكمة إلى أنها لا تجد متسعا للرحمة بالمتهم تطبيقا للعقاب ، وبما يتساوى مع ما قام به من جريمة وترويع للنفوس الآمنة ، وقتله للضحيتين هبة ونادين دون ذنب ، والهروب بما استولى عليه من حفنة ضئيلة من المال ، إذ تحكم عليه بالاعدام امتثالا لقول الله تعالى (يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم القصاص فى القتلى) ، وكذلك قوله تعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب). وأوضحت محكمة جنايات الجيزة أنه تم عرض القضية على فضيلة الدكتور على جمعه مفتي الجمهورية والذي أفتى بإعدام المتهم بالطريق الشرعي قصاصا لما اقترف من جرم لم يظهر وجود أي مبرر له. وشهدت الجلسة حضورا إعلاميا طاغيا من جانب الفضائيات ، فيما حضر والدا المجني عليهما وجلسا إلى جوار بعضهما البعض ، وبدت عليهما علامات التأثر فور نطق المحكمة بحكم الإعدام بحق المتهم محمود عيساوي. ويمتلك العيساوي حق الطعن الحكم الصادر ضده بإعدامه أمام محكمة النقض التي إما أن تؤيد حكم محكمة الجنايات فيصبح الحكم باتا ونهائيا ، ولا يتبقى سوى تحديد ميعاد لتنفيذ الإعدام بحقه ، أو أن تقضي المحكمة بإعادة محاكمته مرة أخرى أمام دائرة محاكمة جنائية أخرى حال وجود خطأ أو عوار قانوني ، ليتم نظر القضية من جديد من البداية حتى يصدر فيها حكما جديدا. وتعود وقائع القضية -التي أثارت جدلا كبيرا- إلى فجر الخميس 27 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي ، حيث تم العثور على جثتي هبة العقاد ونادين خالد جمال الدين بفيلا الأخيرة بحي الندى بمنطقة الشيخ زايد بمدينة السادس من أكتوبر مذبوحتين ومصابتين بعدد كبير من الطعنات النافذة. وكانت أجهزة الأمن قد ألقت القبض على القاتل عيساوي بعد أقل من أسبوع تقريبا على الحادث ، استمرت بعدها التحقيقات معه لأكثر من شهرين تقريبا. وسبق وأن قررت المحكمة في 15 أبريل/نيسان بإجماع آراء مستشاريها بإحالة أوراق عيساوي للدكتور على جمعة مفتي الجمهورية للتصديق على حكم إعدامه وذلك لإدانته بارتكاب جريمة قتل الفتاتين بوحشية مقترنة بجريمة سرقتهما. وكان النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود قد وافق على قرار المستشار حمادة الصاوي المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة فى أوائل شهر يناير/كانون الثانى بإحالة العيساوي للمحاكمة الجنائية في ضوء اعترافه التفصيلي أمام النيابة العامة بارتكاب الجريمة ، وقيامه بمعاينة تصويرية توضح كيفية ارتكابه لها بعد أن أختبأ للضحيتين ثم دخل إلى الفيلا التي كانتا متواجدتين بداخلها بحي الندى بمدينة الشيخ زايد بمحافظة السادس من أكتوبر ، حيث قام بقتلهما وسرقة تليفوني محمول ومبلغ 400 جنيه. وأوضحت تحقيقات النيابة العامة في القضية أنه من بين الأدلة المادية على ارتكاب المتهم للجريمة أن النيابة في بدء مباشرتها للتحقيق مع المتهم ، تبين لها وجود دماء على الفانلة الداخلية الخاصة به فقامت بتحريزها وإرسالها للطب الشرعي الذي أثبت وجود تلوثات دموية من الخلف تطابقت مع البصمة الوراثية للمتهم إثر لدغه ببرغوث ، وهو ما أكد أن هذه الفانلة خاصة به وأنه ارتداها أثناء ارتكابه للجريمة. وكشف المعمل الجنائي عن أن عينة الدماء التي عثر عليها على السور الداخلي للحديقة المطلة على الفيلا مسرح الجريمة وعلى فرع الشجرة المجاورة للفيلا هي دماء المتهم وليس سواه. وجاء من بين الأدلة على ارتكاب المتهم للجريمة أيضا أن والد نادين كان قد أبلغ النيابة بأن الهاتف المفقود الخاص بابنته ماركة نوكيا 1200 فضي اللون ، وأن نادين كانت تستخدمه على خط اتصالات شركة (زين) السعودية , وأعطى النيابة الرقم المسلسل الخاص بالهاتف والذي تم من خلاله تتبع الهاتف ، حيث تم الكشف عن أن مستخدمه يدعى محمد ضرغام ، وأنه استخدم الشريحة الخاصة برقمه من داخله ، حيث تم القبض عليه واعترف بأنه أخذ الهاتف المحمول من المتهم محمود عيساوي مساء يوم 27 نوفمبر وهو ذات يوم ارتكاب الجريمة. /أ ش أ/